أصبح الدولي السنغالي إدريسا غاي، متوسط ميدان باريس سان جيرمان الفرنسي، اللاعب الأكثر تداولاً والأشهر في العالم خلال الأيام القليلة الماضية.
غاي تصدَّر المشهد بعدما غاب عن مباراة فريقه باريس سان جيرمان ضد مونبلييه، يوم السبت 14 مايو/أيار 2022، في الجولة السابعة والثلاثين من الدوري الفرنسي.
وحسب وسائل إعلام فرنسية عديدة، فإن غاي لم يشارك في تلك المباراة حتى ولو من على مقاعد البدلاء، رفضاً منه لحملة دعم "المثليين".
من هو إدريسا غاي الذي تحدَّى حملات دعم "المثليين"؟
وُلد غاي في العاصمة السنغالية داكار، يوم 26 سبتمبر/أيلول 1986، لأسرة فقيرة تعتنق الديانة الإسلامية.
متزوج من امرأة فرنسية تُدعى بولين، وله منها ولدان، وقد ظهرت معه في العديد من الحملات التي تحارب الفقر والمرض في السنغال.
قبل أيام قليلة من الحملة التي بدأت ضد إدريسا كان اللاعب قد أطلق مؤسسته الجديدة، التي ستكون معنية بمكافحة مرض الإيدز في بلاده، وذلك بحضور معظم نجوم باريس سان جيرمان، وعلى رأسهم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وخلال مراسم التدشين ألقت زوجته بولين كلمة أكدت فيها ضرورة تقديم المساعدة للدول الإفريقية، والعمل بجدية على مكافحة انتشار الأمراض، وخصوصاً الإيدز.
بدأ مشواره مع كرة القدم منذ الصغر، حيث التحق بأكاديمية "ديامبرس" في بلاده، التي أسَّسها كل من باتريك فييرا وبرنارد لاما.
تَشكَّل من الأكاديمية أول فريق كرة قدم للكبار عام 2000، يحمل اسم ديامبرس، وينافس حالياً في الدوري السنغالي الممتاز، كما شارك في الكونفيدرالية الإفريقية.
ويشغل غاي مركز خط الوسط، ويُعرف بمهاراته وبراعته في قطع الكرات وإيقاف هجوم المنافسين، فضلاً عن قوته في الضغط والتمرير بطريقة صحيحة.
بداية رحلة احتراف إدريسا غاي
رحل غاي من ديامبرس، وحطَّ في فريق شباب ليل بفرنسا، يوم 1 يوليو/تموز 2008، حيث نجح في إثبات نفسه وإقناع المسؤولين في النادي، ليتم تصعيده إلى الفريق الأول بعد ذلك بعامين.
في موسمه الأول مع ليل 2010-2011، نجح في التتويج بالثنائية المحلية (الدوري والكأس الفرنسيين)، مع فريق لمع فيه البلجيكي إيدين هازارد.
استمر مشوار غاي مع ليل حتى نهاية موسم 2014-2015، ليرحل عن فرنسا بعد 176 مباراة بجميع البطولات، باحثاً عن تجربة احترافية جديدة، حصل عليها في إنجلترا، وبالتحديد مع "الفيلانز".
مسيرة غاي مع أستون فيلا استمرت عاماً واحداً فقط، خاصة أن الفريق هبط إلى دوري الدرجة الأولى "التشامبيون شيب"، ليقوم إيفرتون بدفع الشرط الجزائي في عقده، والبالغ 8.5 مليون يورو، ويضمه إلى صفوفه يوم 2 أغسطس/آب 2016.
ارتدى غاي قميص "التوفيز" لثلاثة مواسم، خاض خلالها 108 مباريات بجميع البطولات، أحرز فيها 4 أهداف، وقدّم 5 تمريرات حاسمة، وحصل على 24 بطاقة صفراء.
لمع نجم السنغالي في موسم 2016-2017، حين أصبح أول لاعب في الدوريات الخمسة الكبرى يصل إلى 100 تدخل ناجح.
جذب غاي أنظار نادي باريس سان جيرمان، الذي أعاده إلى الدوري الفرنسي مرة أخرى يوم 30 يوليو/تموز 2019، مقابل 30 مليون يورو.
ومنحته الإدارة الباريسية راتباً أسبوعياً وصل إلى 100 ألف جنيه إسترليني، وهو ضعف الراتب الذي كان يتقاضاه غاي مع "التوفيز".
ومنذ ذلك التاريخ لعب غاي بقميص باريس سان جيرمان 110 مباريات، أحرز خلالها 7 أهداف مع 6 تمريرات حاسمة، وتحصل على 14 بطاقة صفراء فقط.
تُوج غاي مع باريس بستة ألقاب، هي الدوري الفرنسي مرتان، وكأس الرابطة الفرنسية مرة واحدة، وكأس فرنسا ثلاث مرات، وكأس السوبر الفرنسي مرة واحدة.
بلغ السنغالي المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا في موسم 2019-2020، لكن باريس خسر تلك المباراة أمام بايرن ميونيخ بهدف نظيف.
وفي الموسم التالي طُرد غاي في ذهاب نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، ليتم إقصاء الفريق بنتيجة 1-4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
بطل إفريقيا
دولياً، ارتدى غاي قميص منتخب السنغال للكبار للمرة الأولى، يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، في مباراة ودية ضد غينيا، ثم مثَّل البلاد في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2012 في لندن.
ومنذ ذلك التاريخ لعب غاي 90 مباراة بقميص "أسود التيرانغا"، سجل خلالها 7 أهداف، وبلغ نهائيات كأس العالم في مناسبتين، روسيا 2018 وقطر 2022.
الإنجاز الأكبر لغاي مع منتخب بلاده تمثّل في التتويج بالنسخة الثالثة والثلاثين من كأس الأمم الإفريقية، التي استضافتها الكاميرون.
السنغال تغلبت في النهائي، يوم 6 فبراير/شباط 2022، على المنتخب المصري بركلات الترجيح، بعد انتهاء المباراة في أشواطها الأربعة بالتعادل السلبي.
بذلك نجح غاي في تعويض خسارة نهائي نسخة 2019 من كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها مصر، بعد السقوط أمام الجزائر بهدف بغداد بونجاح.