منذ الإعلان الرسمي عن وفاة مينو رايولا، أحد أشهر وكلاء اللاعبين في العالم، يوم 30 أبريل/نيسان 2022، كثرت التساؤلات عن خليفته، الذي يتحكم في مصير عدد من أكبر وأهم اللاعبين في القارة الأوروبية.
من بين موكلي الإيطالي الراحل، السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم ميلان، والإيطالي جيانولويغي دوناروما والفرنسي ماركو فيراتي، لاعبا باريس سان جيرمان، والهولندي ماتياس دي ليخت، مدافع يوفنتوس، والفرنسي بول بوغبا، متوسط ميدان مانشستر يونايتد، والنرويجي إيرلنغ هالاند، مهاجم بوروسيا دورتموند المُنتقل حديثاً إلى مانشستر سيتي.
ولأن "الحزن لا يلغي المواعيد ولا الارتباطات" وفق الصحافة الإيطالية، كان لا بد من الإسراع في إيجاد وريث أو خليفة لإدارة أعمال رايولا، من أجل تسيير أمور اللاعبين والأندية على حد سواء.
المرأة التي ورثت إمبراطورية مينو رايولا
كان رايولا يثق في عدد محدود من أقاربه وأصدقائه، الذين عملوا معه في إدارة أعمال اللاعبين، حيث ترك خلفه ثروة طائلة من اللاعبين، يصل مجموع قيمتهم إلى مليار يورو، وفق وكالة الأنباء الإسبانية، بالإضافة إلى 85 مليون يورو، كثروة شخصية حسب مجلة FORBES الأمريكية.
ويضم فريق الإيطالي الراحل، ابنه ماريو رايولا وابن عمه فينتشنزو رايولا، وصديقه المقرب خوسيه فورتيس رودريغيز، بالإضافة إلى المحامية رافائيلا بيمينتا، والمسؤولة الإعلامية إنريكا تارتشي.
ومن بين هذه الأسماء لمع اسم رافائيلا بيمنتا، المحامية المطلعة على جميع أسرار رايولا، وفق موقع calciotoday، وأبرزها مصير هالاند، الذي تأكد انتقاله مؤخراً إلى نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، كما تتولى ملف بوغبا بشكل مباشر.
تعتبر بيمنتا، التي تحمل الجنسية البرازيلية، أحد أقدم الأشخاص الذين عملوا مع رايولا، والتي امتدت فترة عملها معه إلى أكثر من 18 عاماً.
عملت مع الرئيس البرازيلي
في بداية حياتها العملية، عملت بيمينتا فيما سُمي بفريق "مكافحة الاحتكار"، الذي أنشأه الرئيس البرازيلي الأسبق فرناندو هنريكي كاردوسو.
كما كان لها دور بارز في مساعدة اللاعبين البرازيليين الشهيرين ريفالدو وسيزار سامبايو، في تأسيس نادي "غواراتينغويتا"، وهو أحد الأندية الصغيرة في ولاية ساو باولو البرازيلية.
وفي الفعالية التي تم فيها إطلاق مشروع "مكافحة الاحتكار"، التقت بيمينتا برايولا للمرة الأولى، وذلك في أوائل العقد الأول من الألفية الجديدة وتحديداً في عام 2004، وسرعان ما تم الاتفاق بينهما على العمل سوياً.
سافرت بيمينتا من البرازيل إلى إمارة مونت كارلو الفرنسية، حيث يقع المقر الرئيسي لوكالة مينو رايولا لإدارة الأعمال، لتصبح واحدة من بين 4 أو 5 أشخاص فقط، يعملون من داخل مقر الوكالة.
وحسب صحيفة gazzetta dello sport الإيطالية، فإن بيمينتا هي من تولت مهمة إدارة المفاوضات مع إدارة ريال مدريد، في فبراير/شباط 2022، من أجل التعاقد مع هالاند.
وتتقن المحامية البرازيلية التحدث بست لغات مختلفة، وهو الأمر الذي يسهل عليها التفاوض بنفسها في سوق الانتقالات.
كما عملت بيمينتا أستاذة للقانون الدولي في جامعة ساو باولو، وهي قليلة الظهور والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها.
رايولا الذي تكرهه الأندية الأوروبية
ويُعتبر رايولا شخصية منبوذة للكثير من الأندية بسبب طريقته في التفاوض، بالإضافة إلى أنه يشتهر بأكثر الوكلاء حصولاً على العمولات، من وراء الصفقات التي يبرمها.
هاجرت عائلة رايولا، المولود يوم 4 نوفمبر/كانون الثاني 1967 في إقليم ساليرنو في جنوب إيطاليا، من البلاد لتتجه عائلته إلى مدينة هارلم الهولندية.
هناك بدأ حياته المهنية، نادلاً في مطعم "نابولي" الذي قام أبوه وعمه بافتتاحه في مدينة هارلم، وهو من أوائل المطاعم الإيطالية في هولندا، التي عملت على طبخ البيتزا والمعكرونة.
مع مرور الوقت بات المطعم مكاناً تجتمع فيه إدارة هارلم، وبعدها أصبح المطعم راعياً لقميص النادي، عقب تواصل رايولا شخصياً مع كبار الموظفين في الفريق الهولندي، الذي أصبح عضواً في مجلس إدارة النادي في عام 1989.
اعتبر رايولا أن دراسة القانون أقل إثارةً من العمل في كرة القدم، لينشئ "نادي الأعمال" الذي كان بمثابة تجمع للرعاة المحليين من أجل تحقيق الاستقرار المالي لنادي هارلم.
ويجيد رايولا التحدث بسبع لغات، هي الهولندية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية بطبيعة الحال.
عمل رايولا مترجماً للاعب بريان روي، الذي انتقل إلى فوجيا من أياكس، حيث كان يشرح له تعليمات المدرب وطريقة اللعب.
وفرض رايولا نفسه على مجال وكلاء اللاعبين لأول مرة في عام 1996، وذلك في صفقة انتقال التشيكي بافل نيدفيد، من سباراتا براغ التشيكي إلى لاتسيو مقابل 5 ملايين يورو، إلى أن أصبح واحداً من أهم خمسة رجال في إدارة أعمال لاعبي كرة القدم.