محمد الغنيم، لاعب نادي الخضر الرياضي، المنافس في دوري الدرجة الثالثة في فلسطين، وتحديداً في الضفة الغربية، انضم إلى قائمة ضحايا الإعدامات الميدانية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى، كما بات واحداً من الشاهدين على الاعتداءات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية.
أطلق الجيش الإسرائيلي رصاصة على الغنيم، يوم الأحد 10 أبريل/نيسان 2022، أثناء تواجده في محيط منزله الواقع بالقرب من جدار الفصل ببلدة الخضر، غرب مدينة بيت لحم، أصابته في ظهره لتخرج من صدره، حيث نُقل إلى المستشفى لكنه فارق الحياة بعدها.
معاناة الكرة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي
وفي تعليقه على الجريمة، قال جبريل الرجوب، رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إن الغنيم تعرض لعملية اغتيال، مطالباً الاتحادات الرياضية العالمية والقارية بالتحقيق فيها.
وقال الرجوب في تصريحات نقلتها وكالة (wafa) الفلسطينية الرسمية: "إن جريمة إعدام اللاعب الغنيم بدم بارد تضاف إلى سلسلة الجرائم "العنصرية" التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل بحق الرياضيين والرياضة الفلسطينية، وبطريقة سافرة مخالفة لكل القوانين والمواثيق الدولية الإنسانية والرياضية".
وأضاف: "إن إعدام الجيش الإسرائيلي للاعب الشاب يشكّل جريمة لا يمكن للمؤسسة الرياضية الدولية السكوت عنها وإغفالها، وإنما يجب أن يكون هناك تحرك من أجل حماية عناصر اللعبة في فلسطين من بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم".
وتأتي هذه "الجريمة" امتداداً لمجموعة من الانتهاكات الإسرائيلية، التي تستهدف الرياضة الفلسطينية على مدار سنوات، والتي كانت إحداها مداهمة مقر نادي هلال القدس يوم 24 مارس/آذار 2022.
وأمرت المخابرات الإسرائيلية بإغلاق النادي أو دفع غرامة مالية بقيمة 10 ملايين شيكل (أكثر من 2.5 مليون دولار)، بزعم وجود ضرائب متراكمة على النادي، وهو الأمر الذي نفاه أنس اشتية، مدير البرامج في النادي.
وينص الأمر الذي تسلمه النادي، الذي تأسس عام 1972 والواقع في قلب مدينة القدس على بعد أمتار من أسوار البلدة القديمة، على إلزامه بدفع المبلغ المطلوب أو سيتم إغلاق مقره.
وقبل ذلك، حرمت إسرائيل 6 من لاعبي نادي شباب رفح، من قطاع غزة، من الالتحاق بفريقهم المشارك في بطولة "القدس والكرامة"، التي نظمها الاتحادان الفلسطيني والأردني، في أواخر مارس/آذار 2022.
ووصلت بعثة شباب رفح، والمكونة من 21 فرداً (14 لاعباً و7 إداريين) إلى مدينة بيت لحم، يوم 17 مارس/آذار 2022، في حين منعت إسرائيل 6 لاعبين من التنقل.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية قد نشرت تقريراً يوم 25 سبتمبر/أيلول 2016، كشفت فيه عن العديد من التجاوزات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية.
"فيفا" يسمح بإقامة المباريات في المستوطنات
وجاء في التقرير: "الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يرعى المباريات في المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية على أراضٍ انتُزعت بشكل غير قانوني من الفلسطينيين".
وأضاف التقرير: "على الفيفا تحمّل مسؤولياته في حقوق الإنسان، ومطالبة الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، الذي يُشرف على مباريات في مستوطنات غير قانونية خارج حدود إسرائيل تعود للفلسطينيين، بنقل جميع الألعاب والأنشطة التي يرعاها الفيفا إلى داخل إسرائيل".
وتؤكد المنظمة الحقوقية، والتي حققت في وضعية الأندية الإسرائيلية التي تمارس كرة القدم على ملاعب داخل المستوطنات بالضفة الغربية، التي استولت عليها واحتلتها عام 1967، بأنها غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني.
ومن ضمن اعتداءات إسرائيل أيضاً، حين استهدفت ملعب فلسطين وسط مدينة غزة، بطائراتها الحربية في مارس/آذار 2006، كما دمر مقر اللجنة البارالمبية في قطاع غزة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، اغتالت إسرائيل لاعب مركز بلاطة الشابّ سعيد يوسف عودة (16 عاماً) في 5 مايو/أيار 2021، فيما استشهد معاذ الزعانين، لاعب فريق بيت حانون، الذي استهدف بالصواريخ خلال الحرب على قطاع غزة في مايو/أيار 2021.
ووصف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان "بتسليم" أن ما جرى في ربيع عام 2021، بأن "قطاع غزة يشهد دماراً وقتلاً على يد إسرائيل لم يُرَ مثله منذ عام 2014".
كما رصدت "المنظمة" الحقوقية في تقرير آخر، قيام مستوطنين إسرائيليين برش غاز الفلفل على شبان فلسطينيين يلعبون كرة القدم، في مدينة الخليل في 12 أبريل/نيسان 2020.
ونشرت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، تقريراً موسعاً كشفت فيه عن معاناة الرياضة الفلسطينية من ممارسات إسرائيل منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي.
وتضمن التقرير استهداف المنشآت الرياضية واقتحام المؤسسات وإغلاق أخرى بأوامر عسكرية، ومنع مؤسسات من إقامة فعاليات رياضية، واستهداف حياة الرياضيين، ومنعهم من التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعكس أيضاً، واعتقالهم وحجز أدواتهم الرياضية، وإنشاء أندية وملاعب إسرائيلية في مستوطنات الضفة الغربية.