صدمة جديدة وخيبة أمل أخرى عاشها برشلونة الإسباني، بعد إقصاء الفريق من الدور ربع النهائي من مسابقة الدوري الأوروبي لكرة القدم موسم 2021-2022، على يد آينتراخت فرانكفورت الألماني.
لم يستفِد "البلوغرانا" من تعادله ذهاباً على أرض فرانكفورت 1-1، ليسقط على أرضه خاسراً وبطريقة صادمة بنتيجة 2-3، يوم الخميس 14 أبريل/نيسان 2022، في ليلة شهد فيها "كامب نو" "خيانة" جمهور برشلونة للاعبين، بعد قيام الآلاف منهم ببيع تذاكرهم لأنصار الفريق الألماني، الذين تواجدوا بعشرات الآلاف على المدرجات.
أكثر الهزائم الأوروبية المحرجة في تاريخ برشلونة الحديث
لا يختلف اثنان على أن برشلونة هو واحد من أنجح الأندية الأوروبية وعلى مستوى العالم في كرة القدم، لكن تاريخه حافل بخيبات الأمل وبنتائج ثقيلة، وفيما يلي قائمة بأكثر 5 هزائم مذلة تعرض لها برشلونة في تاريخ أوروبا الحديث.
برشلونة – ميلان 1994
في 18 مايو/أيار 1994، كان برشلونة يحلم برفع لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، وضرب موعداً نارياً ضد ميلان الإيطالي في المباراة النهائية على ملعب أثينا الأولمبي في اليونان.
برشلونة كان مدججاً بأسماء من العيار الثقيل على غرار رونالد كومان وبيب غوارديولا وخريستو ستويتشكوف وروماريو، الذين لعبوا بقيادة المدرب ولاعب البارسا الأسطوري يوهان كرويف.
هذه الأسماء لم تشكِّل أي قلق بالنسبة "للروسونيري" الذي صال لاعبوه في أرجاء الملعب وأذلوا الفريق الكتالوني برباعية تاريخية.
دانييلي ماسارو سجل الهدفين الأولين في الدقيقتين 22 و45، ثم أضاف ديان سافيتشيفيتش الهدف الثالث بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني، قبل أن يختتم مارسيل دوسايي رباعية ميلان في الدقيقة 58.
بايرن ميونخ – برشلونة 2013
أوقعت قرعة الدور نصف النهائي من دوري أبطال، برشلونة الذي كان يبحث عن نفسه بعد رحيل مدربه الأسطوري بيب غوارديولا، في مواجهة العملاق البافاري، الفائز بلقب الدوري الألماني، قبل 6 جولات من نهايته.
تفنن بايرن ميونخ في تعذيب برشلونة على ملعب "أليانز أرينا" يوم 13 أبريل/نيسان 2013، واكتفى لاعبوه بتسجيل أربعة أهداف، بدأها توماس مولر في الشوط الأول.
واصل بايرن ثورته في الشوط الثاني وأضاف ثلاثة أهداف أخرى عبر ماريو غوميز وأريين روبين وتوماس مولر، ليضع الفريق البافاري قدماً ونصف في المباراة النهائية.
وجدَّد بايرن انتصاره على برشلونة إياباً على ملعب "كامب نو"، وبالتحديد يوم 1 مايو/أيار 2013 بثلاثية نظيفة، ليبلغ العملاق البافاري النهائي بنتيجة إجمالية وصلت إلى 7-0.
باريس سان جيرمان – برشلونة (2017)
على وقع عزف موسيقى دوري الأبطال، بعد شهرين من التوقف الاعتيادي، نزل برشلونة ضيفاً على باريس سان جيرمان يوم 14 فبراير/شباط 2017.
ملعب حديقة الأمراء كان مستعداً لليلة استثنائية في تاريخ الفريق الباريسي، الذي ضرب وأوجع برشلونة برباعية مذهلة.
أنخيل دي ماريا مهَّد طريق الرباعية مبكراً، ليضيف زميله جوليا دراكسلر ثاني الأهداف، قبل أن يعود دي ماريا ويبصم على هدف ثالث رائع للغاية، ليختتم أديسون كافاني الحفلة الباريسية بالهدف الرابع.
اعتقد العالم أن باريس حجز بطاقة التأهل لربع النهائي، وأن عليه السفر إلى "كامب نو" من أجل تنفيذ نظام البطولة فقط، لكنه صُدِم بأقوى عودة في تاريخ كرة القدم "ريمونتادا"، لأن البارسا انتقم من سان جيرمان إياباً 6-1.
روما – برشلونة (2018)
سافر برشلونة إلى العاصمة الإيطالية من أجل خوض إياب الدور ربع النهائي من مسابقة دوري الأبطال ضد "ذئاب" روما.
وصل الفريق الكتالوني ملعب "الأولمبيكو" يوم 10 أبريل/نيسان 2018، محصناً بنتيجة الذهاب 4-1، واعتقد أن عودته إلى برشلونة ببطاقة التأهل هي مسألة 90 دقيقة فقط.
لكن روما المتحفز والمتعطش لقلب الطاولة، هز شباك الألماني مارك أندريه تيرشتيغن ثلاث مرات عن طريق إيدين دزيكو ودانييلي دي روسي وكوستاس مانولاس.
استفاد الفريق الإيطالي من قاعدة الأهداف المسجلة خارج الديار، ليتنزع بطاقة التأهل لنصف النهائي، لمواجهة ليفربول الإنجليزي.
ليفربول – برشلونة (2019)
لم يتعلم برشلونة من درس العام الذي سبق هذه المواجهة، علماً بأنه وصل إلى ملعب "أنفيلد"، معقل ليفربول، متقدماً بثلاثية نظيفة.
كانت ليلة 7 مايو/أيار 2019 عصيبة للغاية على الفريق الكتالوني، الذي استُقبل بطريقة هستيرية من جماهير "أنفيلد"، وما زاد الطين بلة، الهدف المبكر الذي سجله البلجيكي ديفوك أوريغي.
استجمع برشلونة قواه وهدَّد مرمى البرازيلي أليسون بيكر في أكثر من مناسبة، دون أن يحقق المُراد، قبل أن ينهار في الشوط الثاني.
اندفع "الريدز" في الشوط الثاني وأحرز ثلاثة أهداف أخرى عن طريق الهولندي جورجينيو فينالدوم (هدفين) والرابع سجله أوريغي.
عاد برشلونة مرة أخرى في وجود ليونيل ميسي ولويس سواريز وزملائهم إلى مدينتهم محمَّلين بخيبة أمل كبرى، خاصة أن طريق اللقب حينها كان سهلاً للغاية.
برشلونة – بايرن ميونخ (2020)
كانت ليلة الجمعة 14 أغسطس/آب 2020 هي الأقسى والأصعب في تاريخ النادي الكتالوني ومشجعيه حول العالم، ووصفتها صحيفة marca الإسبانية بليلة الكابوس.
ذاق برشلونة حينها ألواناً من العذاب والذل، عندما واجه بايرن ميونخ في الدور ربع النهائي من دوري الأبطال على ملعب "النور".
استُكملت نسخة ذلك العام بدءاً من دور الثمانية بطريقة استثنائية، بسبب جائحة فيروس كورونا التي هزت العالم، حيث أقيمت المواجهات من مباراة واحدة.
أربع دقائق فقط كانت كافية لمولر من أجل تسجيل أول أهداف بايرن، قبل أن يعيد برشلونة المباراة إلى بدايتها بإحراز التعادل.
لكن برشلونة انهار تحت وقع الهجوم البافاري الكاسح واهتزت شباكه ثلاث مرات أخرى قبل نهاية الشوط الأول.
أحيا لويس سواريز الأمل بإحراز الهدف الثاني، الذي سرعان ما انتهى بأربعة أهداف أخرى، لتنتهي المباراة بنتيجة كارثية وصلت إلى 8-2.