بات الغامبي باكاري غاساما، حكماً غير مرغوب فيه عند العرب عامة، والمصريين والجزائريين على وجه الخصوص، بسبب قراراته المثيرة للجدل والغريبة في العديد من المباريات التي يكون طرفها منتخب الجزائر أو مصر، وكذلك الأندية من البلدين.
لا شك في أن الجزائريين لن ينسوا أبداً الحكم غاساما الذي أدار مباراة الإياب في الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر، أمام منتخب الكاميرون، والتي خسرها "محاربو الصحراء"، في سيناريو صادم، ليخفقوا في التأهل للمونديال.
باكاري غاساما تسبب بإقصاء منتخب الجزائر
بعد أيام من تلك المواجهة، رفع الاتحاد الجزائري لكرة القدم شكوى رسمية لنظيره الدولي "فيفا" ضد غاساما، يتهمه فيها بالتسبب بشكل مباشر في حرمان المنتخب الجزائري من بلوغ مونديال قطر 2022.
وألغى غاساما هدفاً لمنتخب الجزائر، كما رفض احتساب عدد من اللقطات، التي طالب فيها "محاربو الصحراء" باحتساب ركلات جزاء، ورفض اللجوء لتقنية الـ VAR أكثر من مرة.
قبل تلك الموقعة بنحو شهرين، كان غاساما بطل حادثة أخرى مثيرة للجدل، وهذه المرة في بطولة كأس الأمم الإفريقية، حين طرد البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر، خلال مباراة "الفراعنة" والكاميرون في نصف النهائي.
وكشف عدد من لاعبي المنتخب المصري بعد تلك المباراة، التي انتهت ببلوغهم للمباراة النهائية، أن غاساما هددهم، بشكل مباشر، بأنهم لن يفوزوا في تلك المباراة، التي شهدت جملة من القرارات المثيرة للجدل، والتي كانت جميعها في صالح منتخب الكاميرون أيضاً.
يُعتبر غاساما، المولود يوم 10 فبراير/شباط 1979، في مدينة بانغول عاصمة غامبيا، أحد أبرز حكام القارة السمراء، وحصل على الشارة الدولية في عام 2007.
ضيف دائم على البطولات القارية والدولية
ومنذ ذلك العام، أصبح غاساما ضيفاً دائماً على معظم البطولات القارية والدولية، سواء كانت للأندية أو المنتخبات، حيث شارك في أولمبياد لندن 2012، وأدار المباراة النهائية فيها بين البرازيل والمكسيك، والتي انتهت بتتويج الثانية بالميدالية الذهبية.
وظهر غاساما للمرة الأولى في كأس أمم إفريقيا 2012 والتي أقيمت في الغابون وغينيا الاستوائية، واستمر حضوره منذ تلك البطولة حتى آخر نسخة استضافتها الكاميرون، والتي انتهت في فبراير/شباط 2022 بتتويج السنغال للمرة الأولى في تاريخها.
وخلال مشاركاته في كأس الأمم الإفريقية أدار غاساما 17 مباراة، أهمها المباراة النهائية لنسخة 2015، والتي انتهت بتتويج ساحل العاج على حساب غانا بركلات الترجيح.
وشارك غاساما في إدارة مباريات كأس العالم في مونديالي البرازيل 2014 وروسيا 2018، ومرشح بقوة للظهور للمرة الثالثة، وذلك في قطر 2022.
كما أدار مباراتين بكأس العالم للأندية، ومثلهما في بطولة الكأس الذهبية (أمريكا الشمالية ومنطقة الكاريبي) وواحدة في كأس العالم للقارات عام 2017.
مُدلل الكاف
ونظير مشاركاته في كل هذه البطولات، أثير كثير من الجدل حول هذه الامتيازات التي يتمتع بها غاساما، حتى إن بعضاً من وسائل الإعلام أطلقت عليه لقب "مدلل الكاف".
ويعرف الجمهور العربي غاساما من خلال إدارته كثيراً من المباريات للأندية والمنتخبات العربية في القارة السمراء، كما كان حكماً لعدد لا بأس به من مباريات الدوريين السعودي والقطري، فضلاً عن مباراتين في بطولة كأس العرب، التي استضافتها قطر أواخر عام 2021.
وأدار غاساما 7 مباريات لمنتخب مصر، فاز "الفراعنة" في ثلاث منها، أبرزها على الكونغو الديمقراطية عام 2017، والتي أهلتهم لكأس العالم 2018، كما تعادلوا مثلها، وخسروا واحدة.
وعلى صعيد الأندية، اتهمت جماهير الأهلي غاساما بالانحياز لطرف الوداد المغربي في نهائي دوري أبطال إفريقيا 2017، وهي المباراة التي أشار فيها عماد متعب، مهاجم الأهلي الأسبق، إلى تلقي الحكم الغامبي رشوة.
تخصص مباريات الأهلي
ويعد الأهلي المصري أكثر فريق (نادٍ أو منتخب) أدار له غاساما مباريات في مسيرته التحكيمية، بواقع 10 مباريات، فاز الأهلي في 4 وتعادل في ثلاث وخسر مثلها، كما أدار أربعة لقاءات لغريمه الزمالك، فاز فيها النادي الأبيض في اثنتين وخسر مثلهما.
وبالانتقال إلى المنتخب الجزائري، فهو لا يملك تاريخاً جيداً مع الحكم الغامبي، الذي أدار له 6 مباريات، من ضمنها الأخيرة ضد الكاميرون في التصفيات المونديالية.
فازت الجزائر في مباراتين فقط، وخسرت 4، واحدة منها أمام جارتها تونس، أما على صعيد الأندية، فكان غاساما شاهداً على تتويج وفاق سطيف بلقب دوري أبطال إفريقيا عام 2014، وخسارة اتحاد العاصمة أمام مازيمبي الكونغولي في نهائي النسخة التي تلتها.
وتملك تونس حظاً أفضل من الجزائر مع غاساما، الذي أدار لها خمس مباريات، حقق فيها "نسور قرطاج" نتيجة الفوز في ثلاث، وتعادلوا مرتين.
أما المغرب فتبدو أرقامه متوازنة مع الحكم الغامبي، الذي قاد له ثلاث مباريات، فاز في واحدة وتعادل وخسر مثلها.
وتسبب غاساما وطاقمه في عدم إكمال نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 2019، والذي جمع الترجي التونسي والوداد المغربي، وهو النهائي الذي أحرز فيه الفريق المغربي هدفاً صحيحاً ألغاه مساعد الحكم، لكن غاساما لم يعد لتقنية حكم الفيديو (VAR)، الذي تبين لاحقاً أنه كان معطلاً، ليرفض الوداد إكمال المباراة.