عانى لاعبو منتخب مصر خلال مباراته أمام السنغال في إياب الدور الفاصل من التصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، من تسليط الليزر بشكل مكثف على وجوههم، خصوصاً أثناء تنفيذ ركلات الترجيح، التي فاز فيها أصحاب الأرض 3-1.
وانتزعت السنغال واحدة من البطاقات الخمس المخصصة لقارة إفريقيا، والمؤهلة لكأس العالم (قطر 2022) عقب تجاوزها نظيرتها مصر بركلات الترجيح، بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل بهدف في كل شبكة.
منتخب مصر عانى من أشعة الليزر أمام السنغال
وخلال المباراة التي أقيمت على ملعب "ديامينياديو" يوم الثلاثاء 29 مارس/آذار 2022، تعمد مشجعو السنغال استعمال أقلام "الليزر" وعكسوا أضواءها الخضراء على وجوه لاعبي "الفراعنة".
وظهر تأثير ذلك جلياً خلال ركلات الترجيح، بعدما أطاح النجم محمد صلاح ومواطنه أحمد سيد "زيزو" بركلتيهما خارج إطار المرمى بشكل غريب، فيما ضرب زميلهما مصطفى محمد الكرة بالحارس إدوارد ميندي.
وأجمعت العديد من الصحف العالمية، وأبرزها mirror و dailymail على أن استهداف لاعبي منتخب مصر بالليزر، أفقدهم فرصة التأهل لنهائيات كأس العالم، خاصة بعدما فقدوا تركيزهم خلال ركلات الترجيح.
وتساءل الجمهور المصري عن إمكانية إعادة اللقاء، بسبب تلك الأحداث، قبل أن ينهي عبد المنعم شطة، عضو اللجنة الفنية السابق بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم، هذا الجدل.
وأكد شطة في تصريحات تناقلتها المواقع المصرية، أنه لن تتم إعادة المباراة، وأن الكاف سيكتفي بفرض عقوبات على السنغال، من بينها الغرامات المالية، ولعب المباريات القادمة على أرضه بدون جماهير.
وينص البند رقم 1 من المادة 83 من لوائح الاتحاد الأفريقي "كاف" على: "الجمعيات الوطنية، النوادي والمسؤولون، هم مسؤولون عن ضمان عدم تعريض اللعبة للخطر في أي حال من الأحوال عن طريق سلوك لاعبيها ومسؤوليها الأعضاء، المؤيدين، المتفرجين (خصوصاً باستخدام الأشياء الخطرة أو الليزر)".
خطورة الليزر قد يصل إلى حد العمى
في هذه الأثناء أشارت صحيفة The Sun البريطانية إلى خطورة استعمال أقلام الليزر خلال المباريات وتأثيرها الضار على اللاعبين، مؤكدة أن الاتحاد الدولي لكرة القدم، دعا في وقت سابق إلى حظر إدخالها إلى المدرجات.
ونقلت الصحيفة عن طبيب العيون وأخصائي الشبكية روبرت غوزيفبرغ قوله: "الصور التي شاهدنا كانت مرعبة بحق، لقد صُدمت بقوة بسبب هذه الأشياء".
وأوضح: "من الممكن أن يتسبب ذلك بأضرار جسيمة لشخص تعرض لهذه الإشعاعات لبضع ثوانٍ فقط، وهذا أمر يثير قلق الرياضيين".
وتابع غوزيفبرغ: "المشجعون يحاولون منح فريقهم الأفضلية، لكن عليهم أن يدركوا أن هذه ليست متعة أو لعباً، إنها أشياء خطيرة".
وواصل: "أنت تعرض رؤية شخص ما للخطر، يمكن أن تكون هناك تداعيات هائلة وخطر حقيقي، وقد يكون ذلك مؤقتاً أو دائماً، لو كنت لاعباً سأشعر بالرعب".
وأتم: "إذا تم تسليط الضوء حتى لبضع ثوانٍ في عيون شخص ما، فقد تحدث أعراض مختلفة، عمى مؤقت أو رؤية ضبابية أو رؤية متقطعة وقد لا يعود البصر نهائياً، آمل أن يتم حظر استخدام أقلام الليزر، فشبكية العين حساسة ولا تتمتع بميزة التعامل مع ضوء بذلك السطوع".
الضوء الأخضر يؤذي شبكية العين
وتؤكد مجلة sciencefocus التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، والمتخصصة بالعلوم والتكنلوجيا، أن حساسية العين للضوء الأخضر أعلى بكثير من الألوان الأخرى.
وأوضحت: "تبلغ حساسية العين ذروتها حول الطول الموجي للضوء الأخضر، وفي حال وجود مؤشرين أخضر وأحمر وكلاهما بقوة 1 ميغاوات، فإن الأخضر سيبدو أكثر سطوعاً بنحو 30 مرة".
وبينت أن الضوء الأخضر بالمجمل ينتشر في الغلاف الجوي أكثر من غيره، وعليه يلجأ علماء الفلك الهواة لاستخدام أقلام الليزر الخضراء للإشارة إلى الكواكب أو الأبراج في الليل، وفق المجلة البريطانية.
إلى ذلك، توصلت دراسة قادها تشارلز كلارك، من المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا، وظهرت نتائجها يوم 6 أغسطس/آب 2010، إلى أن الضوء الأخضر المنبعث من الليزر يكفي لإلحاق الضرر بشبكية العين.
ودعت مالكي مؤشرات الليزر الخضراء إلى عدم توجيهها إلى عيون أي شخص مطلقاً أو حتى توجيهها نحو النوافذ، حتى لا ينعكس ضوء الأشعة تحت الحمراء إلى المستخدم.
أضواء الليزر ممنوعة في ملاعب إسبانيا
وسبق أن تعرض البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد الحالي، لمضايقات بأشعة الليزر خلال مباراة فريقه ضد ليون الفرنسي، في دوري أبطال أوروبا في فبراير/شباط 2008.
وفي ذلك الوقت قدم ناديه احتجاجاً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، كما أكد السير أليكس فيرغسون، المدرب الأسطوري لليونايتد، أن رونالدو تعرض لمضايقات بالليزر في وجهه أثناء فترة الإحماء وطوال المباراة.
وبسبب حادثة أخرى كان بطلها كريستيانو أيضاً، ولكن هذه المرة في إسبانيا، أصدرت اللجنة الدائمة لمكافحة العنف والعنصرية هناك، في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، قراراً بمنع إدخال الليزر إلى الملاعب.
ووجهت جماهير نادي فالنسيا أشعة الليزر من مدرجات ملعب "مستايا" على وجه النجم البرتغالي خلال إحدى مباريات "الليغا"، لتخرج اللجنة ببيان رسمي قالت فيه: "يُمنع منعاً باتاً استخدام أشعة الليزر في أي ملعب رياضي".
وقررت اللجنة فرض غرامة على مستخدمي الليزر تصل إلى 4000 يورو، بالإضافة إلى حرمانهم من دخول الملاعب لمدة ستة أشهر.