في قرار صادم لجمهور التنس، قررت الأسترالية آشلي بارتي المصنفة الأولى عالمياً، الأربعاء 23 مارس/آذار 2022، اعتزال ممارسة التنس عن 25 عاماً في قمة تألقها، بداعي أنها حققت أهدافها في اللعبة، وشعورها بالإرهاق من ظروف المشاركة في البطولات.
اعتزال بارتي جاء بعدما أحرزت 15 لقباً وبعد أقل من شهرين من الفوز ببطولة أستراليا المفتوحة، في لقبها الثالث بالبطولات الأربع الكبرى، عقب التتويج بلقب ويمبلدون 2021 وفرنسا المفتوحة 2019.
إذ قالت بارتي، في فيديو على حسابها الرسمي على موقع إنستغرام: "أدرك كم العمل المطلوب لإخراج أفضل ما في نفسك… لا أعتقد أني أملك ذلك مجدداً"، وأضافت: "لم يعد لدي القوة البدنية، أو المشاعر المطلوبة وكل شيء ضروري للدخول في تحد مع نفسك على أعلى المستويات.. أنا منهكة".
ويعتبر الاعتزال الثاني لبارتي في مسيرتها الرياضية، حيث ابتعدت عن اللعبة كمراهقة قرب نهاية 2014 بسبب انزعاجها من خوض البطولات، لكنها عادت في 2016 وتقدمت بسرعة في قائمة المصنفات.
وقضت بارتي إجمالي 121 أسبوعاً في صدارة التصنيف العالمي، وبدت قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات في اللعبة، لكن بارتي لم تتمكن أبداً من إخفاء سر عدم حبها لظروف المشاركة في البطولات ودخولها في صراعات والحنين إلى منزلها.
كما قالت بارتي، في فيديو على إنستغرام إلى جانب صديقتها المقربة وزميلتها السابقة في منافسات الزوجي كيسي ديلاكوا: "آشلي بارتي الإنسانة لديها الكثير من الأحلام التي تود مطاردتها، ولا يتضمن ذلك بالضرورة السفر حول العالم والابتعاد عن عائلتها والوجود بعيداً عن منزلها، وهو المكان الذي تحب الوجود فيه باستمرار"، وتابعت قائلة: "لن أتوقف أبداً عن حب التنس، فهذا جزء كبير من حياتي، لكن أعتقد أنه من المهم الاستمتاع بالجزء التالي من حياتي والمتعلق بآشلي بارتي الإنسانة، وليس آشلي بارتي الرياضية".
أيام صعبة عاشتها بارتي
بارتي عانت في وقت سابق من الاكتئاب خلال خوض البطولات بعد التحول إلى الاحتراف وهي مراهقة، ما دفعها للابتعاد عن اللعبة والانتقال إلى ممارسة لعبة الكريكيت في مسقط رأسها في ولاية كوينزلاند.
وعندما أوقفت جائحة كوفيد-19 منافسات التنس البارزة في 2020، حصلت بارتي على حوالي عام واحد بعيداً عن اللعبة وقضت وقتها مع عائلتها بدلاً من استئناف منافسات الموسم؛ إذ قالت بارتي: "أعرف أني فعلت ذلك من قبل لكن بمشاعر مختلفة"، وأضافت اللاعبة الأسترالية: "أنا ممتنة جداً للتنس فلقد منحني كل أحلامي وأكثر، لكني أعرف أن الوقت مناسب الآن للابتعاد ومطاردة أحلام أخرى ووضع مضربي جانباً".
كما نالت بارتي حوالي 24 مليون دولار قيمة الجوائز المالية وتعتبر بطلة وطنية في بلادها، بعدما أنهت صياماً دام 44 عاماً بحثاً عن فائز محلي ببطولة أستراليا المفتوحة في يناير/كانون الثاني الماضي بالفوز على الأمريكية دانييلي كولينز في النهائي.
ردود الأفعال على اعتزال بارتي
وحظيت بارتي بعد إعلان الاعتزال بدعم هائل وبرسائل إشادة من اللاعبين والمسؤولين؛ إذ كتب البريطاني آندي موراي المصنف الأول عالمياً سابقاً: "سعيد من أجل آشلي بارتي وحزين من أجل التنس.. يا لها من لاعبة!".
فيما قال ستيف سايمون، رئيس اتحاد المحترفات، إن بارتي كانت مثلاً يحتذى "عن طريق الاحترافية الثابتة والروح الرياضية في كل مباراة".
وتسير بارتي في هذا القرار على خطى جوستين هينان، التي اعتزلت في 2008 عن 25 عاماً، وهي المصنفة الأولى عالمياَ وبعد حصد سبعة ألقاب في البطولات الكبرى. وتراجعت هينان عن قرارها في 2010 بعدما تلقت دفعة بعودة مواطنتها كيم كليسترز للعبة.
كما اعتزلت كليسترز، بطلة أمريكا المفتوحة 2005، في عام 2007 وعمرها 23 عاماً، لكنها عادت بعد عامين وأحرزت ثلاثة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى.