لعب مع 9 أندية ومثّل 3 منتخبات.. من هو جوزيف بيكان الذي حطّم رونالدو رقمه الأسطوري بعد 65 عاماً؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/14 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/14 الساعة 14:46 بتوقيت غرينتش
جوزيف بيكان (مواقع التواصل الاجتماعي)

جوزيف بيكان، اسم غير مألوف للأجيال الحالية العاشقة لكرة القدم، لكن بدأ تداول اسمه بشكل كبير بعد لحظات من الإنجاز الإعجازي للبرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم مانشستر يونايتد، باعتلائه عرش هدافي الساحرة المستديرة على مدار التاريخ.

الأهداف الثلاثة التي سجلها "الدون" في شباك توتنهام هوتسبير، يوم السبت 12 مارس/آذار 2022، وضعته على عرش الهدافين تاريخياً برصيد 807 أهداف، حسب إحصائيات وبيانات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

لكن النمساوي بيكان، الذي أطلقت عليه الصحافة لقب "أسطورة كرة القدم المنسية"، كان حتى ذلك التاريخ هو الهداف دون منازع برصيد 805 أهداف، وهي الأهداف التي تعترف بها الفيفا على مدى نحو 65 عاماً.

لم يكن بيكان لاعباً حاسماً أمام المرمى فقط، بل كان سريعاً أيضاً، فقد كان يقطع مسافة 100 متر في 10.8 ثانية.

من هو جوزيف بيكان؟

وُلد بيكان في فيينا يوم 25 سبتمبر/أيلول 1913، ونشأ وسط عائلة فقيرة، لدرجة أنه كان يلعب الكرة حافي القدمين، لأن عائلته لم لكن لديها المال الكافي لشراء الأحذية له، كما خدم والده في الجيش إبان الحرب العالمية الأولى.

بدأ بيكان مسيرته الكروية عام 1925 مع فريق هيرتا فيينا، وهو لا يزال في الثانية عشرة من عمره، وبعدها بست سنوات فقط خاض تجربة جديدة مع رابيد فيينا، الذي لعب له لمدة أربع سنوات.

كان بيكان في الثامنة عشرة من عمره حينها، ومع رابيد فيينا بدأ في صنع اسم لامع له بأوروبا، خاصةً أنه نجح في تسجيل 71 هدفاً في 43 مباراة.

فتح المنتخب النمساوي أبوابه لبيكان في عمر العشرين، وخاض أولى مبارياته الدولية يوم 29 فبراير/شباط 1933، وكانت ضد أسكتلندا، وانتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.

واستُدعي بيكان ليكون ضمن التشكيلة المختارة لخوض غمار النسخة الثانية من كأس العالم، التي استضافتها إيطاليا عام 1934.

توقف قطار النمسا في تلك البطولة عند محطة نصف النهائي، أمام صاحب الأرض والجمهور، وحينها نجح بيكان في إحراز هدف وحيد، كان في شباك المنتخب الفرنسي، في الدور ثمن النهائي.

بعد المونديال بعام واحد، انضم بيكان لأدميرا فيينا في عام 1935، ليظفر خلال تجاربه الثلاث مع الأندية النمساوية على أربعة ألقاب.

الجنسية التشيكية

ترك جوزيف بيكان بلاده، وتقدم بطلب للحصول على الجنسية التشيكية، بعد انضمامه إلى فريق سلافيا براغ عام 1937، وقضى معه أحد عشر عاماً، حتى عام 1948.

سجل بيكان مع سلافيا براغ 534 هدفاً في 271 مباراة، لكن يبدو أن هذه الأرقام لم يتم احتسابها؛ لكونها تزامنت مع الحرب العالمية الثانية.

وفي تلك الفترة، حصد بيكان جائزة هداف الدوري التشيكي في 12 مناسبة، كما أحرز 57 هدفاً في 26 مباراة، خلال موسم واحد، وكان أفضل هداف في أوروبا لخمسة مواسم متتالية من 1939-1940 حتى 1943-1944، وهي أرقام إعجازية حققها في الفترة التي توقفت فيها معظم الدوريات الأوروبية بسبب الحرب.

بعد سلافيا براغ لعب بيكان لثلاثة أندية أخرى هي فيتكوفيتسي وهراتس كرافولة ودينامو براغ، حتى قرر الاعتزال في عام 1955.

وفي آخر مواسمه، سجل بيكان 22 هدفاً خلال 29 مباراة، حيث كان يبلغ من العمر 42 عاماً، وحسب موقع min90، فقد نجح في تسجيل سبعة أهداف في مباراة واحدة، ثلاث مرات.

ولعب بيكان لمنتخب تشيكوسلوفاكيا، الذي تحول اسمه إلى بوهيميا ومورافيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1939، صدم بيكان الألمان وأحرز ثلاثة أهداف (هاتريك) في شباكهم، في مباراة انتهت بالتعادل الإيجابي 4-4.

وخاض بيكان مع تشيكوسلوفاكيا 47 مباراة، سجل فيها 46 هدفاً، وبذلك يكون اللاعب النمساوي الأصل، قد لعب لثلاث منتخبات مختلفة (النمسا-بوهيميا ومورافيا- تشيكوسلوفاكيا).

تجربة تدريبية ناجحة

بعد تعليق حذائه في عام 1955، خاض بيكان تجربة تدريبية ناجحة للغاية مع فريق تونغيرين البلجيكي، ونجح في ترقيته من دوري الدرجة الرابعة إلى الثانية.

في تلك الفترة بزغ نجم البرازيلي بيليه، وذاع صيته بعد الحديث عن تسجيله 1000 هدف، لتبدأ الصحافة الأوروبية في البحث عن لاعب توازي إنجازاته ما فعله الجوهرة السمراء.

عثرت الصحافة على اسم بيكان، الذي أكد بدوره أنه نجح في تسجيل 5000 هدف طيلة مسيرته الكروية، من بينها الأهداف الـ805 المعترف بها من الفيفا.

وعند سؤاله عن الحديث بنفسه عن أهدافه الغزيرة، أجاب بأن أحداً لن يصدق أنه سجل 5 أضعاف ما سجله بيليه، وهو الذي كان يعتبر إنجازاً غير مسبوق.

وعن المقارنات بين الفترات المختلفة لكرة القدم، قال بيكان في مقابلة قديمة: "سمعت كثيراً أنه كان من السهل تسجيل الأهداف في عصرنا، لكن الفرص سابقاً هي نفسها الفرص حالياً، هي نفسها قبل مئة عام وستظل كما هي بعد مئة عام".

وأضاف: "يجب أن يتفق الجميع على أن الفرصة يجب أن تتحول إلى هدف، فإذا أتيحت لي خمس فرص فقد سجلت خمسة، إذا كان لدي سبعة فقد سجلت سبعة".

وتابع: "سرقت الحرب العالمية الثانية مني سبع سنوات رائعة، عندما كنت في أفضل حالاتي".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2001، كرّم الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء بيكان، باعتباره أكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في القرن العشرين.

توفي جوزيف بيكان يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2001 في مدينة براغ، بعد أيام قليلة من تكريمه، حيث قضى أيامه الأخيرة في المستشفى بسبب أزمات صحية في القلب.

تحميل المزيد