"فاكهة الملاعب"، "أوكسجين كرة القدم"، "اللاعب رقم 12″، هي بعض وليست كلاً من التسميات التي تُطلق على الجماهير العاشقة لكرة القدم، المتواجدة دائماً على المدرجات لتشجيع فريقها.
وتفقد اللعبة الشعبية الأولى في العالم، جزءاً كبيراً من إثارتها ومتعتها، في حال أقيمت المباريات خلف أبواب مغلقة، وهو الأمر الذي بدأنا نعيشه منذ مارس/آذار 2022، عقب توقف معظم الدوريات في العالم بسبب جائحة فيروس كورونا.
ولكن الحياة عادت من جديد بشكل تدريجي للمدرجات، مروراً بالحضور بالطاقة الاستيعابية الكاملة لمعظم الملاعب في مختلف دول العالم.
وعلى الرغم من جوهر كرة القدم القائم على الترفيه والمنافسة، إلا أن كثيراً من المباريات شهدت نهايات مأساوية، لأسباب كثيرة، أسفرت عن وقوع العشرات من الضحايا.
أسوأ 10 كوارث في تاريخ كرة القدم
آخر تلك الأحداث كانت في الدوري المكسيكي قبل أيام، إذ أسفرت أعمال عنف عن إصابة 26 شخصاً، 3 منهم في حالة حرجة، خلال مباراة كيريتارو ضد أطلس بولاية كيريتارو.
وألغت رابطة الدوري المباراة في الدقيقة 62 عندما كان أطلس متقدماً 1-صفر بعد اقتحام المشجعين أرض الملعب.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض بعض المشجعين للضرب والركل والجر نحو منطقة المقاعد في مدرجات الاستاد.
في هذه السطور نرصد أبرز 10 كوارث كروية في تاريخ كرة القدم، وقعت خلال مباريات وشهدت سقوط العشرات من الضحايا داخل الملاعب والمدرجات.
برادفورد سيتي – لينكولن سيتي
لم تسر الأمور كما كان يتمنى برادفورد، الذي كان يخطط للاحتفال بلقب دوري الدرجة الثالثة في بريطانيا، وسرعان ما انقلبت الاحتفالات إلى كارثة مأساوية.
فقد شب حريق في ملعب "فالي باراد" يوم 11 مايو/أيار 1985، أتى على المدرج الرئيسي بالكامل، وحالت الظروف الجوية يومها دون السيطرة على الحريق.
لقي ما يقرب من 56 مشجعاً مصرعهم، ولحسن حظ البقية أن المدرج لم يكن محاطاً بأسوار، على عكس العديد من الملاعب في ثمانينات القرن الماضي، الأمر الذي ساعد على هروب الجمهور، وإلا فإن حصيلة الضحايا كانت سترتفع حتماً.
غلاسكو رينجرز – سلتيك
تُعتبر مباراة الغريمين في أسكتلندا، واحدة من أشرس وأعنف مباريات الديربي في العالم، المعروف بـ"أولد فيرم"، وقد لا يكون غريباً لو حدثت مصيبة أثناء أو بعد المواجهة.
هذا ما حدث بالفعل في ملعب "أيبروكس" عام 1971، الذي كان شاهداً على واحدة من أسوأ كوارث كرة القدم.
يومها كان سلتيك متقدماً في النتيجة حتى اللحظات الأخيرة، الأمر الذي أصاب جماهير رينجرز بالإحباط واليأس، لتندفع بعدها لمغادرة الملعب.
وخلال خروج الجمهور، سمعوا صياحاً داخل الملعب، فعادوا أدراجهم حتى لا يفوت عليهم الاحتفال بتعادل فريقهم، وتدافعوا بشكل هستيري على طريقة لعبة "الدومينو"، ليلقى ما يقرب من 66 مشجعاً لرينجرز حتفهم.
سبارتاك موسكو – إتش إف سي هارلم
أقيمت المباراة المذكورة بين الفريقين الروسيين عام 1982، في ظل أجواء مناخية قاسية، حيث تم تقليص عدد الجمهور بسبب تساقط الثلوج، عقب إغلاق مدرجين في ملعب "لوجنيكي".
وعلى الرغم من وجود خيارات كثيرة أمام المشجعين لمغادرة الملعب، إلا أنهم فضّلوا الخروج من بوابة واحدة، لقربها من محطة القطار، لتحدث الكارثة بسقوط 66 قتيلاً بسبب التدافع، وهي الكارثة الأكبر في تاريخ كرة القدم الروسية.
ريفر بليت – بوكا جونيورز
قد يبدو غريباً عدم وجود السوبر كلاسيكو الأرجنتيني في هذا التقرير، المعروف عنه العنف والتهور والخشونة والاندفاع المبالغ فيه.
انتهت المباراة التي أُقيمت في عام 1968 بالتعادل السلبي، لكن الأحداث التي أعقبت صافرة النهاية، هي التي خدشت تاريخ "الكلاسيكو".
فوجئ الجمهور الذي همّ بمغادرة الملعب، بإغلاق البوابة رقم 23 في ملعب "المونيمنتال"، ليتسبب ذلك في تدافع هائل، أسفر عن مقتل 77 شخصاً، والغريب في الأمر أنه لم تتم محاسبة أي من المسؤولين عن الملعب.
المصري – الأهلي
عند ذكر المصري والأهلي، تعود الذاكرة تلقائياً إلى ملعب "بورسعيد" في فبراير/شباط من عام 2012، وهو اليوم الذي أدخل الكرة المصرية في حقبة جديدة.
فاز المصري (صاحب الأرض) على ضيفه بنتيجة 3-1، في مباراة كانت مشحونة قبل بدايتها، حيث نزلت الجماهير إلى الملعب أثناء عمليات الإحماء، وبين شوطي المباراة.
وعند النهاية، بدلاً من الاحتفال هاجمت جماهير بورسعيد لاعبي وأنصار الأهلي الذين قُتل منهم 73 مشجعاً، في كارثة هي الأكبر في تاريخ الكرة المصرية.
وتسببت تلك الحادثة بإيقاف الدوري المصري لمدة موسمين كاملين، وعند عودة الحياة إلى الملاعب، كانت بدون حضور جماهيري.
غواتيمالا – كوستاريكا
يملك البلدان تاريخاً متواضعاً في كرة القدم، لكن مباراة هامة للغاية من أجل التأهل لكأس العالم كانت تستحق الزحف من أجلها، والذهاب إلى الملعب.
تقابل المنتخبان على ملعب "ماتيو فلوريس" الوطني عام 1996، أمام حضور جماهيري غير مسبوق، تجاوز السعة الإجمالية للملعب المقدرة بـ45 ألف متفرج.
قبل المباراة بساعة، امتلأت المدرجات بالجماهير، في وقت كان فيه عشرات الآلاف خارج الملعب، لتعم الفوضى في المكان لعدم السماح للناس بالدخول، ويبدأ التدافع والاشتباكات مع الشرطة، التي أسفرت عن مقتل 80 شخصاً.
جاناكبور – جيش التحرير
الصدام بين جاناكبور وجيش التحرير كان بمثابة "الكلاسيكو" في كرة القدم في نيبال، التي شهدت فاجعة دامية في عام 1988.
تقابل الفريقان في ذلك العام على ملعب "داشرات"، بحضور 30 ألف متفرج، في أجواء مناخية متقلبة، حيث ضربت عاصفة المنطقة التي تضم الملعب، وتساقطت الثلوج بكثرة.
اندفع المشجعون بحثاً عن مخبأ لهم، لكنهم توجهوا إلى أحد المخارج الذي كان مغلقاً، بعدما طردتهم الشرطة، ليحدث تدافع وسحق أودى بحياة 93 متفرجاً.
ليفربول – نوتنغهام فورست
استضاف ستاد "هيلزبرة" يوم 15 أبريل/نيسان 1989 مباراة الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي بين ليفربول ونوتنغهام فورست.
وقع اختيار الاتحاد الإنجليزي على هذا الملعب، رغم أنه لا يتسع إلا لحوالي 35 ألف متفرج، في وقت كانت فيه التوقعات بحضور جماهير أكثر بكثير، خاصة من جانب ليفربول صاحب الشعبية الكبيرة في بريطانيا.
لم تمر سوى 3 دقائق على بداية المباراة حتى بدأت المأساة، لم تحتمل المدرجات حالة التدافع بين الجماهير وسط غياب واضح للتنظيم.
كانت الملاعب في حينها تضع سياجاً بين المدرجات والملعب، وهو الأمر الذي حال دون هروب المشجعين، ليسقط حوالي 96 قتيلاً، من بينهم عدد كبير من صغار السن، عُرفت فيما بعد "بكارثة هلزبرة".
هآرتس أوف أوك – كوتوكو
عندما يحين موعد مباراة قمة بين فريقين كبيرين في أي دولة، يعيش المشجعون حالة من التوتر الشديد والترقب، وهو الأمر ذاته الذي انطبق على موقعة هآرتس أوف أوك وغريمه كوتوكو في غانا.
في عام 2001، حقق كوتوكو فوزاً متأخراً ومثيراً، حين قلب النتيجة من 0-1 إلى انتصار بهدفين لواحد، على ملعب "أكرا" الرياضي.
لكن رد فعل جماهيره كان مبالغاً فيه، حيث ألقى المشجعون الزجاجات والمقاعد على أرض الملعب، لترد الشرطة بالغاز المسيل للدموع، مما دفع أنصار كوتوكو إلى ترك المدرجات، ليفاجأوا بإغلاق إحدى البوابات، ليموت 126 شخصاً بسبب التدافع والاختناق.
بيرو – الأرجنتين
تم وصف هذه المباراة بأنها الأكثر "كارثية" في تاريخ كرة القدم، بعد مقتل 328 مشجعاً، في المواجهة التي جمعت البلدين على ملعب "ناسيونال" في العاصمة البيروفية ليما.
كانت بيرو بحاجة إلى الفوز على الأرجنتين، من أجل حجز مكان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، طوكيو 1964، علماً أن البلدين كانا وقتها في حالة عداء سياسي كبير.
تقدمت الأرجنتين بالهدف الأول، وسط غضب جماهير البيرو التي اعتبرت أن الحكم منحاز للتانغو، قبل أن ينجح المحليون في إحراز هدف التعادل، الذي ألغاه الحكم.
انقلبت المدرجات التي كان يحتشد فيها أكثر من 50 ألف متفرج، رأساً على عقب، ونزل المُشجعون إلى أرض الملعب لمهاجمة الحكم، بينما قام آخرون بتكسير وإحراق ما يُمكنهم.
كان المشهد مُفزعاً حتى لرجال الشُرطة، الذين ألقوا قنابل الغاز بكثافة، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء بشكلٍ عشوائي، لكن ذلك زاد من ذُعر الجماهير، وهو ما رفَع أعداد الضحايا في الملعب.