بمجرد إعلان الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش عزمه بيع نادي تشيلسي الإنجليزي، بدأت التهكنات حول الجهة التي ستستحوذ على بطل أوروبا، إذ تقدّم بالفعل العديد من رجال الأعمال بعروض لامتلاك النادي.
استسلم أبراموفيتش أمام الضغوط الرسمية والشعبية البريطانية، التي طالبت بتجريده من ملكية تشيلسي، بالإضافة إلى الدعوات المنادية بتجميد أصوله بسبب علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يشن عملية عسكرية واسعة النطاق على أوكرانيا، ليقرر يوم الأربعاء 2 مارس/آذار 2022، بيع النادي اللندني.
أبراموفيتش لن يبيع تشيلسي لمستثمرين من السعودية والصين
وكشف مختص بريطاني بالشؤون المالية والاقتصادية، أن مستثمرين من بلدين اثنين لا يمكنهما التقدم لشراء نادي تشيلسي لاعتبارات لا تتعلق بالجانب الرياضي.
يعلم المتابع للتطورات الراهنة أن الضغوط انهالت على أبراموفيتش من نواب في البرلمان البريطاني والجمهور على حد سواء، عقب بدء خلفية العملية العسكرية التي تشنها بلاده ضد أوكرانيا، منذ يوم الخميس 24 فبراير/شباط 2022، والتي كلفت روسيا عقوبات رياضية في مختلف الألعاب الرياضية.
حظي قرار البيع برضا الشارع الرياضي في بريطانيا، بالإضافة إلى لاعبي النادي السابقين، وعلى رأسهم جون تيري، قائد تشيلسي الأسبق، مقابل أقلية من جماهير "البلوز" التي أسفت على قرب انتهاء حقبة رجل الأعمال الروسي، الذي وضع ناديهم بين صفوة الكرة الإنجليزية والأوروبية على حد سواء.
ومع ذلك، لا تبدو أن عملية البيع ستسير بشكل متسارع، بالنظر إلى الكثير من الإجراءات المالية والقانونية، المطلوب تنفيذها قبل نقل ملكية النادي لمستثمر آخر.
إذ يبدو أن الأمور السياسية وربما الحقوقية، ستلقي بظلالها على عملية البيع، حيث أشار المصرفي جو رافيتش، الذي يساعد أبراموفيتش في العثور على مشترٍ جديد، إلى أن تشيلسي لن يكون متاحاً أمام مستثمرين مثيرين للجدل.
وصرح رافيتش لوكالة رويترز: "لن نتسرع في أي شيء، من المهم للغاية أن يكون لتشيلسي المالك المناسب لقيادة النادي إلى الأمام".
وأضاف: "لا يريد النادي أن يجد نفسه مع ملاك جدد مثيرين للجدل سياسياً، خاصة أن أبراموفيتش قرر البيع للسبب ذاته".
وفسر موقع Sport Bible البريطاني تصريحات رافيتش، أن أبراموفيتش لن يبيع تشيلسي لمستثمرين من الصين أو المملكة العربية السعودية، أو أي دول تملك سجلات سلبية في مجال حقوق الإنسان.
وكان صندوق الاستثمار السعودي قد استحوذ على ملكية نادي نيوكاسل، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في صفقة وصلت إلى 305 ملايين جنيه إسترليني، لكنها فجرت غضباً وجدلاً واسعين في بريطانيا، وأطاحت برئيس مجلس إدارة رابطة الدوري الإنجليزي غاري هوفمان.
فيما يتعلق بتشيلسي، يبحث أبراموفيتش عن مستثمرين قادرين على دفع حوالي 3 مليارات جنيه إسترليني على الأقل، مقابل بيع النادي الذي اشتراه عام 2003، بمبلغ وصل إلى 100 مليون يورو فقط.
ملياردير تركي يقترب من حسم الصفقة
وكان رجل الأعمال التركي الشهير محسن بيرق، المدير العام لشركة "بيرق أي بي غروب"، قد أعلن اقترابه من شراء تشيلسي.
وصرح بيرق لوكالة "بي إي" البريطانية: "نستطيع التأكيد تماماً أننا تقدمنا بعرض لشراء تشيلسي، نريد رفع العلم التركي في لندن قريباً".
وأضاف: "نتفاوض حول بنود شراء النادي مع محاميي إبراموفيتش، نحن في مرحلة لم يتبق أمامنا سوى توقيع العقود، وسيكون هذا اتفاقاً مهماً للغاية بالنسبة لتركيا".
ومن بين رجال الأعمال الذين يسعون لامتلاك تشيلسي، المصري لطفي منصور، الرئيس التنفيذي لشركة "مان كابيتال"، والبريطاني جيم راتكيلف، والأمريكيين تود باهلي وستيفن روس، والسويسري هانز يورغ ويس، إلى جانب الإيرلندي كونور مكريغور، بطل الفنون القتالية.