في التاسع من أغسطس/آب 2018، أعلن تشيلسي الإنجليزي ضم الحارس الإسباني كيبا أريزابلاغا، قادماً من أتلتيك بيلباو في صفقة قياسية لحارس مرمى. 80 مليون يورو هو المبلغ الذي دفعه "البلوز" لجلب الحارس الباسكي الذي لم يكن حينها من كبار النجوم في مركزه.
تعاقُد تشيلسي مع كيبا جاء في محاولة منه لتعويض الرحيل الوشيك في ذلك الوقت، للبلجيكي تيبو كورتوا، إلى ريال مدريد، ليقول وقتها: "أنا مسرور جداً، لأن تشيلسي قرر أن يثق بي ويتعاقد معي".
كيبا أريزابالاغا الحارس الأغلى في العالم
المبلغ الذي دفعه تشيلسي لأتلتيك بيلباو جعل من كيبا الحارسَ الأغلى في العالم، بل وفي تاريخ كرة القدم حتى يومنا هذا.
تجاوَز الرقم المدفوع لكيبا ما دفعه ليفربول في يوليو/تموز 2018، للتعاقد مع البرازيلي أليسون بيكر (66.8 مليون جنيه إسترليني)، الذي كان أغلى حارس مرمى لمدة 20 يوماً فقط.
قبلهما كان الإيطالي المخضرم جوانلويجي بوفون هو الحارس الأغلى في العالم لمدة 17 عاماً، بعدما اشترى يوفنتوس عقده من بارما مقابل 53 مليون يورو في يوليو/تموز 2001.
ضحية الانتقادات
لم يمضِ كثير من الوقت ليكتشف تشيلسي أنه أساء التقدير، بل ارتكب كارثة كبيرة بدفع مبلغ ضم في حارس مرمى شاب (23 عاماً حينها)، إذ توالت أخطاؤه وهفواته ليصبح عبئاً على الفريق وسبباً في كثير من هزائمه.
آخر تلك النكسات كانت الأسبوع الماضي، إذ تعرض لانتقادات عنيفة وجديدة من جماهير تشيلسي والصحافة الإنجليزية، بعد دخوله في اللحظات الأخيرة لنهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية ضد ليفربول.
استعان الألماني توماس توخيل، مدرب تشيلسي، بقدرات كيبا وبراعته في التصدي لركلات الترجيح، وأدخله بدلاً من السنغالي إدوارد ميندي، الحارس الأول للفريق.
لكن كيبا خيَّب آمال توخيل وجماهير "البلوز"، بعدما عجز عن التصدي ولو لتسديدة واحدة من مجموع 11 ركلة ترجيح نفذها لاعبو ليفربول، بل أهدر الركلة الأخيرة لفريقه بعدما سدد الكرة برعونة خارج المرمى، ليُهدي اللقب إلى خزينة "الريدز" بعد غياب استمر 10 أعوام.
لم تكن هذه اللقطة هي الأولى لكيبا من الإخفاقات والعثرات، وجاءت امتداداً لهفوات قاتلة، أثرت كثيراً على نتائج تشيلسي في مباريات كثيرة، الأمر الذي أجبر إدارة "البلوز" على التعاقد مع ميندي، يوم 24 سبتمبر/أيلول 2020، من رين الفرنسي.
كوارث كيبا
استقبل كيبا هدفاً رائعاً من المغربي حكيم زياش، الذي كان لاعباً لأياكس أمستردام، حيث سدد ركلة حرة من زاوية ضيقة، مستغلاً تقدُّم كيبا، لتصطدم الكرة بالقائم لتعود وترتطم في وجه الحارس وتسكن الشباك.
وفي موسم 2018-2019، اهتزت شباك تشيلسي في الوقت القاتل أمام نيوكاسل، بواسطة رأس المدافع جمال لاسيلاس، التي كانت في متناول كيبا، لكنه فشل في التعامل معها ولمست يده ثم سكنت المرمى.
وضاعف ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد، من معاناة كيبا حين سجل هدفاً في مرماه من تصويبة بعيدة، ليفتح الطريق أمام لاعبين آخرين استخدموا الطريقة ذاتها من أجل إحراز الأهداف في تشيلسي.
وخرج الحارس الإسباني من مرماه في مباراة تشيلسي وويست هام بالدوري الإنجليزي موسم 2019-2020، في توقيت خاطئ أثناء تنفيذ ركلة ركنية، ليسجل المهاجم برأسه بسهولة.
وفي الموسم ذاته، استقبلت شباك تشيلسي هدفاً ساذجاً في الدقائق الأخيرة، حين كان الفريق يبحث عن التعديل، لكن كيبا مرر كرة خاطئة، استغلها مهاجم إيفرتون كالفيرت لوين، لإحراز الهدف الثالث وقتل مساعي "البلوز" في العودة.
الخطأ الذي قضى على كيبا
كان الهدف الذي تسبب فيه كيبا أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي يوم 20 سبتمبر/أيلول 2020، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
يومها أخطأ الحارس الإسباني في التمرير ليهدي الكرة إلى السنغالي ساديو ماني، الذي قبل الهدية، وردها إلى شباك كيبا، محرزاً الهدف الثاني له ولفريقه، ليخسر تشيلسي تلك المباراة بنتيجة 0-2.
بدت تلك اللقطة كأنها رصاصة الرحمة على مشوار كيبا مع تشيلسي، الحافل بالهفوات القاتلة، ليصرح يومها فرانك لامبارد، مدرب البلوز حينها: "على كيبا الاستمرار في العمل.. لا أحد يتعمد ارتكاب أخطاء في كرة القدم، هذه طبيعة اللعبة، عليك أن تحافظ على قوتك والاستمرار في العمل".
وبدأ لامبارد بعد ذلك في الاعتماد على الحارس الأرجنتيني العجوز ويلي كاباييرو- الذي كان يبلغ من العمر 38 عاماً حينها- قبل أن يدخل تشيلسي مرحلة حسم التعاقد مع ميندي.
خلافه مع ماوريسيو ساري
لم يكتفِ كيبا بالأخطاء الكارثية خلال مشواره مع تشيلسي، بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، حينما رفض الخروج من مباراة فريقه ضد مانشستر سيتي في نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية يوم 24 فبراير/شباط 2019.
حينها أجرى البديل كاباييرو عمليات الإحماء لتعويض كيبا، الذي تعرض للإصابة، الأمر الذي رفضه الحارس الإسباني أمام شاشات البث التلفزيوني.
ماوريسيو ساري، مدرب تشيلسي وقتها، كان يريد الدفع بكاباييرو من أجل ركلات الترجيح، وأمام إصرار كيبا على عدم الخروج، بدا الغضب واضحاً على المدرب الإيطالي، الذي اندفع نحو ممر غرف خلع الملابس، قبل أن يعود مرة أخرى.
وكشف كيبا ملابسات تلك اللقطة فيما بعد، قائلاً: "لم أعتزم في أي وقتٍ عصيان المدرب، لم يحدث أن رفضت يوماً أياً من قرارات المدرب لي".
وأضاف: "الأمر تم فهمه بشكل خاطئ، المدرب اعتقد أنني لست قادراً على مواصلة اللعب، لكنني كنت في حالة طبية جيدة، والطبيب أكد لي ذلك".
حصيلة إجمالية
بالمجمل، استقبلت شباك كيبا 128 هدفاً خلال 123 مباراة مع تشيلسي، بمعدل أكثر من هدف بقليل في المباراة الوحيدة.
كما نجح الحارس الإسباني في الخروج بشباك نظيفة في 47 مباراة فقط، خلال نحو 10.965 دقيقة، وقف فيها بين الخشبات الثلاث لتشيلسي.