يتمتع معظم لاعبي كرة القدم بدخل مالي كبير، يتلقونه من رواتبهم من الأندية التي يلعبون لها، أو عبر إبرام اتفاقات تجارية مع شركات مختلفة.
ويعيش هؤلاء اللاعبون حياة حافلة بالترف والغنى، تصل بهم إلى تحقيق أكثر مما كانوا يطمحون إليه، لكن منهم من انهار مالياً وأعلن إفلاسه بسبب مشاكل مختلفة عصفت بحياتهم خارج المستطيل الأخضر.
أشهر نجوم كرة القدم الذين أعلنوا إفلاسهم
في غالب الأحيان يكون سوء التدبير من اللاعب نفسه السببَ الرئيسي في وصوله إلى مرحلة الإفلاس، لكن في أحيان أخرى هناك أسباب خارجية تتعلق إما بزوجته وإما بوكيل أعماله، والنتيجة واحدة: الإفلاس.
ونرصد في السطور التالية بعض الحالات لنجوم كرة قدم تعرضوا للإفلاس بعد اعتزالهم.
سلستين بابايارو
كان بابايارو أحد عناصر الجيل الذهبي لكرة القدم النيجيرية التي حصدت ذهبية كرة القدم في أولمبياد أتالانتا 1996، كما لعِب لعدة أندية كبيرة بأوروبا على غرار أندرلخت البلجيكي، وتشيلسي ونيوكاسل الإنجليزيين، ولوس أنجلوس غالاكسي الأمريكي.
لعب باباياو دوراً مهماً في تشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو، مع تشيلسي، الذي كسر احتكار مانشستر يونايتد بطولة الدوري الإنجليزي، وكان يتقاضى راتباً شهرياً أسبوعياً قدره 45 ألف جنيه إسترليني.
وعقب تجربة مخيبة للآمال مع لوس أنجلوس غالاكسي، رفضه قبلها بورتسموث في عام 2008، أعلن النجم النيجري إفلاسه في عام 2011 بعد عام واحد من اعتزاله، وتمت محاكمته من قِبل دائنين أقرضوه مبالغ كبيرة من المال.
ديفيد جيمس
يُنظر إلى جيمس على أنه أسطورة حقيقية في "البريميرليغ"، بعد انفراده لسنوات بالرقم القياسي لعدد المباريات في الحفاظ على نظافة شباكه (169)، قبل أن يأتي بيتر تشيك لإزاحته عن هذا الإنجاز.
ودافع الحارس جيمس عن قمصان أندية عديدة في الدوري الإنجليزي، مثل ليفربول ووست هام يونايتد وأستون فيلا ومانشستر يونايتد.
وبفضل سمعته ومظهره، كان جيمس وجهة إعلانية لأفضل العلامات التجارية مثل Armani وH&M، الأمر الذي ساعده على جمع ثروة طائلة.
لكن جيمس أعلن إفلاسه في مايو/أيار 2014، بعد أن خسر 20 مليون جنيه إسترليني، بسبب مشاكل عديدة عصفت بحياته، من بينه طلاقه من زوجته التي بدأت قضيتها في 2005، وتورطه في قضايا تهرب ضريبي، والدخول في مشاريع استثمارية فاشلة.
وبسبب ديونه، أمرت المحكمة ببيع تذكاراته الرياضية ومعدات دي جي وممتلكاته الأخرى، ومن بينها قميص المنتخب الإنجليزي الذي ارتداه في مباراة الفوز على الأرجنتين 1-0 في كأس العالم 2002، ومجموعة ملابس ليفربول 1995-1996.
بول غاسكوين
لم يستثمر الدولي الإنجليزي الذي وصل مع منتخب بلاده إلى نصف نهائي كأس العالم 1990 وكأس الأمم الأوروبية 1996، موهبته الفذة من أجل مواصلة رحلته مع كرة القدم.
كان غاسكوين أحد أبرز مواهب الكرة الإنجليزية، ولعب لنيوكاسل يونايتد وتوتنهام هوتسبير ولاتسيو الإيطالي في أوج عطائه، لكنه لم يتمتع بالذكاء للحفاظ على نفسه.
عاني غاسكوين من الاكتئاب، بسبب دخوله في علاقات عاطفية فاشلة، وأدمن شرب الخمر، كما تم القبض عليه في مناسبات مختلفة، بسبب القيادة تحت تأثير الكحول والسرعة وحيازة المخدرات.
واتُّهم غاسكوين بالإساءة العنصرية إلى حارسه الشخصي ذي البشرة السمراء، كما تم اعتقاله بتهمة الاعتداء الجنسي في عام 2018.
عانى اللاعب الشهير على الصعيد المالي، بسبب فشله في استثمار أمواله الطائلة، وتراكمت عليه ديون بقيمة 200 ألف جنيه أسترليني في عام 2016، إضافة إلى أكثر من 32000 جنيه إسترليني كديون للضرائب.
رونالدينيو
ينظر النقاد إلى النجم البرازيلي على أنه أحد أبرز المواهب المذهلة في تاريخ كرة القدم؛ لما يتمتع به من موهبة فطرية جعلته أحد عظماء أندية عريقة على غرار برشلونة وباريس سان جيرمان وميلان.
تُوِّج رونالدينيو بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عام 2005، وعُرف عنه اللعب بوجه مصحوب بابتسامة ساحرة، وكان أحد أكثر اللاعبين إمتاعاً وإثارة في اللعبة.
لكن نجم باريس سان جيرمان وبرشلونة وميلان لم يكن منضبطاً خارج الملعب، وكان يتمتع بأسلوب حياة مليئة بالبذخ والسهر والرقص وارتياد الملاهي الليلية.
وعليه أكدت وسائل إعلام برازيلية، في أغسطس/آب 2019، أن السلطات المحلية حجزت على ممتلكات رونالدينيو عقب تعثره في سداد ديونه والغرامات الموقعة عليه والتي تخطت 4 ملايين يورو.
كما أشارت حينها إلى أن الرصيد البنكي لرونالدينيو هو سبعة دولارات فقط، وتم الحجز على 57 وحدة من ممتلكاته.
دييغو مارادونا
عند ذكر اسم أسطورة كرة القدم الأرجنتينية الراحل دييغو مارادونا، يتجرأ كثيرون على تسميته بأنه أفضل لاعب لمس وداعب كرة القدم على الإطلاق وعلى مر العصور.
قاد منتخب بلاده للتتويج بكأس العالم في عام 1986، كما اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 2000 على أنه لاعب القرن.
لكنه عاش حياة مضطربة بعيداً عن كرة القدم، فقد تم إيقافه عن اللعب مع نابولي الإيطالي عام 1991، بسبب تعاطيه المخدرات، كما تورط مع عصابة تُدعى "كامورا" الناشطة في تهريب المخدرات والابتزاز.
في عام 2009، قدَّم مارادونا طلباً لإعلان إفلاسه، بعدما طالبته مصلحة الضرائب الإيطالية بدفع نحو 42 مليون جنيه إسترليني كضرائب غير مدفوعة، حين كان لاعباً لنابولي.
تحسنت أمور مارادونا المالية قليلاً في عام 2012، لكن استمراره في إدمان المخدرات وتعاطي الكحول، سبب له مشاكل صحية، أودت بحياته في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.