المهمة الأولى والأساسية لحراس المرمى في كرة القدم هي حماية عرينه ومنها تسجيل الأهداف في مرمى فريقه، لكن ذلك لم يمنع العديد من لاعبي هذا المركز الصعب من القيام بواجبات أخرى هي تسجيل الأهداف.
على مر التاريخ برز العديد من الحراس الهدّافين، الذين سجلوا الكثير، لدرجة أن أحدهم يملك في رصيده أكثر من 130 هدفاً.
معظم الأهداف التي يدوّنها حراس المرمى تأتي من ضربات حرة أو ركلات جزاء، مثلما فعل حارس مرمى يوناني قبل أيام، إذ نجح في ترجمة 3 ضربات جزاء، في إحدى المباريات التي أقيمت لحساب بطولة دوري الدرجة الرابعة في بلاده.
حارس مرمى يوناني يسجل 3 أهداف
ونصَّب حارس المرمى غريغوريس أثاناسيوس، نفسه بطلاً لفريقه بافلوس ميلاس، وقاده للفوز على مضيفه إيتوس فاسيلكون، بإحرازه الأهداف الثلاثة من علامة الجزاء.
وانتشر مقطع فيديو قصير على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ظهر فيه أثاناسيوس وهو يتقدم لتنفيذ ضربات الجزاء بكل هدوء وثقة.
واعتاد المتابعون رؤية حراس المرمى يتقدمون لتنفيذ الضربات الثابتة، ومنها ركلات الجزاء، لكن الأمر زاد غرابة، مع تنفيذ الحارس اليوناني ثلاث ضربات في مباراة واحدة، نجح في ترجمتها جميعاً إلى أهداف.
انبرى أثاناسيوس لتنفيذ الركلة الأولى على طريقة الإيطالي جورجينيو، نجم تشيلسي، وقفز بارتفاع منخفض عن الأرض، قبل أن يرسل الكرة إلى يسار الحارس.
وزادت ثقة أثاناسيوس بنفسه، ونفذ ضربة الجزاء الثانية، وسددها بقوة إلى أعلى الزاوية اليمنى للحارس المنافس، قاطعاً الطريق أمام أي محاولة منه للتصدي لها.
واختتم أثاناسيوس العرض الفريد، وسدد ضربة جزاء ثالثة في الشوط الثاني، وهذه المرة أعاد استنساخ طريقة جورجينيو للمرة الثانية.
وأعاد الحارس اليوناني المخضرم (37 عاماً)، إلى الأذهان، ما قام به المهاجم مارتن باليرمو، مع منتخب بلاده الأرجنتين، ضد كولومبيا في بطولة كوبا أمريكا 1999، التي احتضنتها باراغواي.
لكن مصير باليرمو كان مختلفاً تماماً عن أثاناسيوس؛ لكون مهاجم بوكا جونيورز أهدر ثلاث ركلات جزاء، في الجولة الثانية من دور المجموعات، يوم 4 يوليو/تموز 1999.
وأهدر باليرمو فرصة التقدم على بلاده بعدما أضاع ركلة الجزاء الأولى في الدقيقة الخامسة، ليضيع الثانية في الدقيقة 76، وكانت بلاده متأخرة بالنتيجة 0-1.
ولم ييأس باليرمو وانبرى لضربة الجزاء الثالثة، التي احتسبت في الوقت بدل الضائع، والنتيجة تشير إلى تقدم كولومبيا 3-0، لكن سوء الحظ بقي ملازماً لمهاجم "التانغو"، وأهدرها بغرابة فوق إطار المرمى.
أشهر حراس المرمى الذين تحوّلوا إلى هدافين
وبالعودة إلى أثاناسيوس، فإن الأهداف الثلاثة هي الوحيدة التي سجلها طوال مشواره في الملاعب، لكن القائمة تزخر بأسماء حراس مرمى نجحوا في تسجيل العشرات من الأهداف، نستعرض أبرز في هذه السطور.
هانز يورغ بوت
هو الحارس الألماني الذي استقبل هدف زين الدين زيدان الأسطوري، في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2022، والذي منح ريال مدريد لقب البطولة على حساب باير ليفركوزن.
وتحول بعدها بوت إلى خبير في تسجيل ضربات الجزاء، حيث نجح في تسجيل 32 هدفاً، جميعها من علامة الجزاء، طوال مشواره مع الأندية التي لعب لها، ومنها بايرن ميونيخ.
ريني هيغيتا
وهو الحارس الكولومبي الذي لُقّب بـ"المجنون"، لأنه كان يترك مرماه ويصعد بالكرة إلى منتصف الملعب، ورغم ذلك كان يجيد اللعب بقدمه، فضلاً عن التصديات الشهيرة، ومنها "تصدي العقرب".
ونافس هيغيتا زملاءه في أتلتيكو ناسيونال على تسديد ركلات الجزاء والضربات الحرة، ونجح في تسجيل 3 أهداف، كان أهمها على الإطلاق ذلك الذي أحرزه في مرمى ريفر بليت الأرجنتيني في نهائي كأس "ليبرتادوريس" عام 1985.
وبالمجمل نجح هيغيتا في تسجيل 43 هدفاً خلال مسيرته الكروية، كان 3 منها بقميص منتخب كولومبيا.
روجيريو سيني
سجل الحارس البرازيلي الشهير أول أهدافه من ركلة حرة يوم 15 فبراير/شباط 1997، وبعدها تولى مهمة تنفيذ الضربات الثابتة لفريقه ساوباولو.
وخلال مشواره الحافل في الملاعب، والذي امتد لأكثر من عشرين عاماً، نجح سيني في إحراز 132 هدفاً، 59 منها من ضربات ثابتة من خارج منطقة الجزاء، الأمر الذي يُعتبر ضرباً من الخيال بالنسبة لحراس المرمى.
ووضع هذا الرقم الحارس البرازيلي في المركز السابع، كأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ كرة القدم من الضربات الثابتة، من خارج الصندوق.
خوسيه لويس تشيلافيرت
سجَّل تشيلافيرت 67 هدفاً خلال مسيرته، وضعته في المركز الثاني بقائمة حراس المرمى الأكثر إحرازاً للأهداف، خلف سيني.
لكن تشيلافيرت ينفرد بكونه الحارس الوحيد الذي نجح في تسجيل ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراة واحدة، إذا ما استثنينا أثاناسيوس، مع فارق أن ثلاثية تشيلافيرت جاءت في بطولة تنافسية أقوى مما فعله الحارس اليوناني.
جوني فيغاس
يعتبر البيروفي من أشهر حراس المرمى في تاريخ بلاده وأمريكا الجنوبية، واشتهر بتسجيله للأهداف إلى جانب الدفاع عن مرماه وتصدياته الرائعة.
وهز فيغاس شباك المنافسين 45 مرة خلال مسيرته، من ركلات حرة ومن علامة الجزاء، ليكون الحارسَ الثالث في قائمة الأكثر تسجيلاً للأهداف في تاريخ كرة القدم خلف سيني الأول، وتشيلافيرت الثاني.