سجَّل علي رضا بيرانفاند، حارس مرمى منتخب إيران لكرة القدم ونادي بوافيستا البرتغالي، رقماً قياسياً عالمياً في أطول رميةٍ باليد، باعتراف موسوعة "غينيس" الشهيرة.
وكتب بيرانفاند أول سطور هذا الرقم في عام 2016، لكن موسوعة "غينيس" أخذت وقتاً طويلاً حتى صنَّفت تلك الرمية على أنها الأطول على الإطلاق.
موسوعة "غينيس" تكرّم حارساً إيرانياً
وجاء ذلك حين رمى الحارس الإيراني الكرة إلى مسافة وصلت إلى 61.26 متر، خلال مباراة منتخب بلاده ضد كوريا الجنوبية يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2016، وذلك في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال كأس العالم "روسيا 2018".
وأمسك بيرانفارد بالكرة ورأى أن باستطاعته البدء بهجومٍ مرتد سريع، ورماها لمسافة غطت ثلاثة أرباع الملعب، ووصلت إلى المهاجم وحيد أميري.
ونجح أميري بالفعل في السيطرة على الكرة من أمام المدافعين الكوريين، لكن لسوء الحظ لم يستطع إنهاءها في الشباك، حارماً زميله ربما من أطول وأطرف تمريرة حاسمة في تاريخ كرة القدم.
وقام النادي البرتغالي، الذي يلعب له بيرانفارد بتحميل اللقطة على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب بعض تدريبات الحارس على رمي مثل هذه الكرات.
كما نشر بوافيستا صوراً من تسليم حارسه درعاً باللقب، إلى جانب صورٍ رفقة زملائه في الفريق الذين احتفلوا معه بهذا الإنجاز.
وخطف بيرانفارد الأضواء من كريستيانو رونالدو بمونديال روسيا، حين نجح في التصدي لضربة جزاء نفذها النجم البرتغالي خلال مباراة منتخبي البلدين في دور المجموعات، ليساعد إيران على الخروج بنقطة التعادل.
وسلَّطت صحيفة The Guardian البريطانية، في عام 2018، الضوء على مسيرة الحارس الإيراني، التي حفلت بالعديد من المواقف الصعبة، قبل الانضمام للمنتخب.
ونشأ بيرانفارد في أسرة بدوية فقيرة، تعيش على التنقل من مكانٍ إلى آخر بحثاً عن مقومات الحياة من مياه وغذاء، كما ساعد والده في العمل ليعيل أسرته.
وتكفل بيرانفارد في صغره برعي الأغنام، كما عمل في مصنع للملابس، ولكن بسبب قلة الأجر وجد وظيفة أخرى كعامل نظافة، حيث امتهن غسل السيارات وتنظيف الشوارع.
وعند بلوغه سن الثانية عشرة نجح علي رضا في الحصول على فرصة للتدرب مع ناشئي أحد الفرق المحلية في صربيا، حيث لعب مهاجماً إلى أن حدثت الصدفة التي جعلت منه حارس مرمى عملاقاً، حين أُصيب زميله الحارس، وطلب منه المدرب أن يشغل هذا المركز بعض الوقت.
وقوبل قرار بيرانفاند احتراف كرة القدم برفض قاطع من والده، الذي أراد من ابنه أن يصبح عاملاً، ما دعا علي رضا إلى الهروب من عائلته إلى طهران؛ بحثاً عن فرصةٍ للعب.
ونام بيرانفارد على عتبة باب مبنى أحد الأندية الإيرانية أياماً عديدة، حتى حصل على فرصة مجانية للتدريب.
وتألق رضا مع فريقه الجديد قبل أن يتسلم أول استدعاءٍ دولي من منتخب إيران تحت 23 عاماً، ثم أصبح حارساً بديلاً في منتخب إيران الأول، قبل أن يصبح الحارس الأول في عام 2015.