حقق نادي شيريف تيراسبول القادم من مولدوفا واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بفوزه على ريال مدريد 2-1، وصنفت شركة جريسنوت المتخصصة في تحليل البيانات هذا الانتصار على أنه أكبر صدمة منذ إطلاقها مؤشر مسابقات الأندية الأوروبية في 2010.
وحقق شيريف المشارك لأول مرة في دوري الأبطال هذه المعجزة في ملعب برنابيو، معقل ريال مدريد، مساء الثلاثاء، بعد أن سجل سيباستيان تيل لاعب وسط لوكسمبورغ هدف الفوز القاتل بتسديدة هائلة من حافة منطقة الجزاء في الدقيقة 89.
وتقدم شيريف على عكس سير اللعب بضربة رأس من جاسوربك ياخشيبويف، بينما أدرك كريم بنزيمة التعادل لبطل أوروبا 13 مرة من ركلة جزاء في الشوط الثاني قبل أن يسجل تيل هدف الانتصار.
الخسارة أحرجت ريال مدريد
وطبقاً لشركة جريسنوت كان شريف المغمور يملك فرصة نسبتها 1.4% فقط للفوز بهذه المباراة.
وكانت أكبر صدمة سابقة في البطولة حين فاز سيلتيك 2-1 على برشلونة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، حيث كان الفريق الاسكتلندي يملك وقتها فرصة تصل نسبتها إلى 7.1% فقط للفوز على النادي الكتالوني.
واحتل أتلانتا المركز الثالث بفوزه خارج الديار 2-صفر على ليفربول، في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي، يليه فوز أياكس أمستردام الساحق 4-1 على ريال مدريد، في مارس/آذار 2019.
ويأتي أولمبيك ليون في المركز الخامس في قائمة أكبر الصدمات في تاريخ البطولة بفوزه 2-1 على مضيفه مانشستر سيتي، في سبتمبر/أيلول 2018.
وجاء فوز أياكس 2-1 على مضيفه يوفنتوس في أبريل/نيسان 2019، في المركز السادس، ويحتل انتصار باتي بوريسوف ممثل روسيا البيضاء 3-1 على مضيفه ليل، في سبتمبر/أيلول 2012 المركز السابع.
وجاء فوز ليون خارج الديار 3-1 على سيتي في أغسطس/آب العام الماضي في المركز الثامن، يليه فوز بازل السويسري خارج أرضه 2-1 على تشيلسي، في سبتمبر/أيلول 2013.
ويحتل انتصار مانشستر يونايتد 2-1 على مضيفه يوفنتوس، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، المركز العاشر.
وعانى كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد في تفسير كيف خسر فريقه 2-1 على أرضه أمام نادي شيريف تيراسبول، رغم السيطرة على كل شيء في اللقاء باستثناء النتيجة.
إحصائية صادمة
وسدد ريال 30 كرة منها 11 كرة نحو المرمى، واستحوذ على الكرة بنسبة 67%، وحصل على 13 ركلة ركنية، بينما امتلك الفريق الذي يشارك في دوري مولدوفا أربع محاولات، وسجل هدفين من ثلاث تسديدات على المرمى، ولم تحتسب له أي ركلة ركنية.
وقال أنشيلوتي عقب أول هزيمة لريال هذا الموسم: "سارت كل الأمور بشكل رائع للمنافس، وسارت الأمور كلها بشكل سيئ لنا".
وأضاف: "نشعر بالحزن بشكل أكبر من القلق. لعبنا بقوة وبانضباط، لكن خسرنا بسبب التفاصيل الصغيرة. لعب الفريق بشكل مميز وكان يمكن أن نكون أكثر حسماً داخل المنطقة، لكن من الصعب تفسير ما حدث".
وتابع: "كلفتنا التفاصيل الصغيرة نتيجة المباراة ويجب أن نتعلم من ذلك في المستقبل، لكن هذه الهزيمة لم نكن نستحقها".
ويتصدر شريف، الذي تأسس في 1997، المجموعة الرابعة بست نقاط، عقب الفوز 2-صفر على شاختار دونيتسك في الجولة الافتتاحية.
وقال غوستافو دولانتو مدافع شيريف: "لقد حلمت بالفوز في برنابيو. أنا أتابع باستمرار مدريد لأنه النادي الأنجح في دوري الأبطال، لذا الفوز عليه على أرضه يمثل إنجازاً ضخماً".
وأضاف: "لا يزال الطريق طويلاً ولا يمكن أن نشعر بالاسترخاء، لأنه لا يوجد منطق في كرة القدم كما حدث في نتيجة المباراة، جئنا إلى هنا للعب بكل شجاعة وثقة، ولا يمكننا إلا التفكير في المباراة المقبلة".
وأكد فرانك كاستانيدا قائد شريف أن فريقه كان يفكر في الفوز قبل الحضور إلى مدريد.
وقال: "نحن نعرف أنه يمكننا الفوز هنا، وقبل المباراة كنا نفكر في إمكانية تحقيق ذلك، وأنا كقائد حاولت تحفيز اللاعبين والحديث عن إمكانية ذلك لأنها كرة قدم".
وأضاف: "ريال مدريد هو فريق تاريخي، لكن في الملعب يتنافس 11 لاعباً ضد 11، ولقد حضرنا إلى هنا من أجل الفوز، وهو ما تحقق".
وتابع تيل، صاحب هدف الانتصار: "نحن سعداء جداً، لعبنا مباراة رائعة، تحلى الفريق بشجاعة هائلة بشأن طريقة اللعب، وكنت محظوظاً بما يكفي لتسجيل الهدف بتسديدة قوية".