سيعود المهاجم الإيطالي فرانشيسكو فلاكي هداف سامبدوريا السابق للظهور مجدداً بعد إيقاف طويل بسبب المخدرات.
ومن المنتظر أن يعود فلاكي لكرة القدم في يناير/كانون الثاني 2022 حيث ينتهي إيقافه الذي امتد لـ12 عاماً.
قصة فرانشيسكو فلاكي
وفي أوائل عام 2007 كان فرانشيسكو فلاكي في طريقه لأن يصبح أسطورة في سامبدوريا، بعدما سجل أكثر من 100 هدف واُستدعي للمشاركة مع منتخب إيطاليا لأول مرة.
لكن حياة فلاكي تغيرت في الساعات التي تلت مباراة سامبدوريا أمام إنتر ميلان، في 28 يناير/كانون الثاني 2007 عندما ثبت تعاطيه الكوكايين.
وعلى الفور تم إيقاف فلاكي عن ممارسة أي نشاط كرة قدم، قبل أن يتم إيقافه لمدة عامين.
وقال فلاكي لهيئة الإذاعة البريطانية BBC: "لقد فقدت كل شيء في تلك اللحظة بالذات، لقد بدأت العام بهدفين وتم استدعائي للمنتخب الوطني".
وفلاكي ليس بعيداً عن الجدل، ففي عام 2006، وبناءً على عمليات التنصت الهاتفية اُتهم فلاكي بمحاولة التلاعب بنتائج المباريات وتم إيقافه لمدة شهرين، وقال وقتها: "لا علاقة لي بهذا الأمر، لم أقبل هذا الإيقاف أبداً".
ووضعت أهداف فلاكي وعددها 110 مع سامبدوريا اللاعب في المركز الثالث على قائمة هدافين النادي، خلف روبرتو مانشيني وجيانلوكا فيالي.
وقال فلاكي: "بعد الغياب القسري لمدة عامين، عُرض عليّ فرصة للعب مع فريقي في دوري الدرجة الثانية وهما بريشيا وإمبولي، لكن أحداث السنوات السابقة كان لها أثرها، فمن الناحية الذهنية، لم أعد نفس الشخص ولم أستطع تجنب الوقوع مرة أخرى فيه".
تعاطي الكوكايين
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2009، أثبتت نتائج الاختبار تعاطي فلاكي للكوكايين مرة أخرى، وتم إيقافه لمدة 12 عاماً.
وبدا من المؤكد أن فلاكي لن يلعب مرة أخرى، لكن الآن وبعد 12 عاماً من إيقافه الثاني يستعد للعودة لكرة القدم رغم أنه بلغ من العمر 46 عاماً.
وفي الوقت الذي كان يحظر على فلاكي لعب كرة القدم؛ تولى تدريب فريق باجنو ريبولي المحلي بشكل غير رسمي، وفاز بألقاب الدوري والكأس على صعيد الهواة، كما قام بتدريب فرق الشباب في سيينا، ومنذ تفشي فيروس كورونا، يعطي دروساً فردية حول تقنيات كرة القدم لـ50 طفلاً.
وبدأت قصة عودة فلاكي بعدما ممازحة بينه وبين صديقه أندريا باليريني، رئيس نادس سيينا.
وقال فلاكي: "أنا متحمس جداً لأن الموعد يقترب، بدا كل شيء على أنه مزحة، ولكن بعد ذلك أصبحنا أكثر جدية بشأن ذلك، كنت أساعد سيينا، حيث قدمت يد المساعدة في قطاع الشباب".
وأوضح: "بدأ أندريا في استفزازي ويقول لي: "لا يمكنك اللعب بعد الآن، أنت كبير في السن".
وتابع: "لم أدخل إلى ملعب كرة قدم مناسب مكون من 11 لاعباً لمدة 12 عاماً، لكنني رجل كرة قدم وأنا أعش من أجل المشاعر التي فاتني كثيراً، أتدرب الآن والأحاسيس تشبه تلك التي شعرت بها كلاعب حقيقي، التعرض والضغط مختلفان، لكن بعض ديناميكيات كرة القدم، مثل الحياة في غرفة الملابس، هي نفسها على جميع المستويات".
وأكمل فلاكي: "أعلم أنني ارتكبت خطأ وعوقبت على ذلك، أعرف أيضاً أنني لست بالسرعة التي كنت عليها، لكن يمكنني القيام بدوري ومساعدة هؤلاء الرجال على الإيمان بأنفسهم، أريدهم أيضاً أن يفهموا كم هي جميلة كرة القدم".
مهمة تصحيح الصورة
وأضاف: "بعد هذا العار، تفكر في كل شيء، من المهنة التي ألقيتها في سلة المهملات، صورتك العامة، الألم الذي سببته لعائلتك، لم يتفاعل الناس بشكل جيد في البداية، لكن مع مرور الوقت أثبتت أنني فهمت أخطائي ويمكنني إعادة بناء معظم العلاقات".
وواصل: "في البداية، كانت مشاهدة كرة القدم تجعلني أشعر بالمرض، ولكن بعد ذلك شمرت عن ساعدي ومضيت ببطء مرة أخرى، لقد فتحت مطعمين في فلورنسا وقضيت وقتي في تقديم الطعام، منذ أن عرفت أنني سألعب تلقيت الكثير من المكالمات والرسائل، وهذا يثبت أن الكثير من الناس ما زالوا يحبونني".
وأقر فلاكي "أنا لست ضحية، لقد ارتكبت خطأ ولا أريد أن يسلك الآخرون نفس المسار، أتلقى الكثير من ردود الفعل الإيجابية من تدريبي".
وواصل: "من السهل جداً الحكم عليّ من الخارج، أولئك الذين يعرفونني يعرفون أيضاً ما أنا عليه، أنا نفس الشخص الذي كنت عليه قبل 20 أو 30 عاماً".
وختم فلاكي: "أعلم أنه يمكن للمرء أن يرتكب الأخطاء ويسقط، ولكن يمكن للمرء أيضاً أن يقف على قدميه، الحياة مليئة بالأحداث غير المتوقعة، ما أريده هو أن أقوم بدوري وأن أظهر أنني أستطيع أن ألعب دوراً في كرة القدم".