بعد كثير من التكهنات والشد والجذب، حسم اتحاد الكرة المصري أمره أخيراً وعيَّن البرتغالي كارلوس كيروش مديراً فنياً جديداً للمنتخب، خلفاً للمقال حسام البدري.
ولأن كارلوس كيروش لم يكن اسماً مطروحاً في اليومين الماضيين، فقد علِم "عربي بوست" من مصادر مقربة من الاتحاد المصري، أن الساعات الأخيرة حملت قدراً كبيراً من التقلبات، ليصل الأمر في النهاية للبرتغالي صاحب الخبرة.
رفض قاطع من اللاعبين لحسام حسن
وذكرت مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، أن أحمد مجاهد، رئيس اتحاد الكرة المصري المؤقت، عقد اجتماعاً عبر الفيديو ضم كلاً من هاني أبو ريده عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي الموجود خارج البلاد، وأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الموجود في روسيا؛ للتشاور حول اسم المدير الفني الجديد لمنتخب مصر.
وانضم إلى الاجتماع قادة المنتخب المصري، محمد صلاح ومحمد النني وأحمد حجازي ومحمد الشناوي وعمر جابر.
في البداية تم طرح اسم حسام حسن، لكن اللاعبين قابلوا هذا الطرح بالرفض؛ نظراً إلى أسلوبه الجاف والحاد في التعامل، وعدم رغبتهم في التعامل معه.
موافقة مبدئية على حسن شحاتة
تم بعد ذلك طرح اسم حسن شحاتة، المدرب الشهير لكرة القدم المصرية، والذي لاقى قبولاً مبدئياً من كافة الأطراف التي كانت حاضرةً الاجتماع.
بناءً على ذلك، تم التواصل معه من قِبل مسؤولي الاتحاد، ليرحب بتولي المنصب. وقام أحمد مجاهد بإطلاعه على الجهاز الفني المعاون المستقر عليه مسبقاً، ضياء السيد مدرباً عاماً ومحمد شوقي مدرباً مساعداً وعصام الحضري مدرباً لحراس المرمى، فوافق شحاتة، وطلب إضافة اسم محمد حمص كمدرب مساعد إضافي، وهو ما تمت الموافقة عليه من مجاهد.
مفاجأة غير متوقعة
لكن بعد ذلك، أخطر أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أحمد مجاهد بموافقة الدولة المصرية على مبدأ التعاقد مع مدرب أجنبي قوي، مما قلب الأمور رأساً على عقب، خصوصاً أن ذلك توافَق مع رغبة اللاعبين الذين حضروا الاجتماع، والذين كانوا يفضّلون مدرباً أجنبياً بسيرة ذاتية قوية من البداية.
وكان إيهاب جلال، المدير الفني للإسماعيلي، وضع اتحاد الكرة في مأزق بعد شروطه باختيار الجهاز المعاون له بالكامل، إذ كان الاتحاد يرغب في اتخاذ قرار بالاستعانة بمدرب أجنبي، لكنه كان يخشى ذلك، في ضوء ما وجَّه به الرئيس المصري في وقت سابق، بالاعتماد على مدرب مصري لقيادة المنتخب، بعد الإخفاق في "أمم إفريقيا" الماضية مع خافيير أجيري.
وكشفت مصادر وثيقة الصلة بالجبلاية (مقر اتحاد الكرة)، أن مسؤولي الاتحاد أرسلوا إلى وزير الشباب، للاستفهام عن هذا التوجيه، وهل مازال سارياً أم أن المقصود به كان خليفة أجيري فقط، والحصول على الضوء الأخضر للتعاقد مع مدرب أجنبي.
فينغادا يحسم الأمر
وبعد ورود الجواب الشافي من وزير الرياضة، تدخل البرتغالي نيلو فينغادا، المدير الفني لاتحاد الكرة المصري، ليطرح اسم مواطنه كارلوس كيروش، المدير الفني السابق لريال مدريد.
ولاقى هذا الترشيح قبولاً شديداً من اللاعبين السابق ذكرهم، فقام مسؤولو الاتحاد بالتواصل معه، ليتم التوافق بشكل سريع للغاية على كافة شروط التعاقد، وفي ظهر اليوم الأربعاء 8 سبتمبر/أيلول، تم الإعلان رسمياً على التعاقد معه.
وجاء بيان الاتحاد المصري مؤكداً أن كيروش سيعاونه كل من ضياء السيد مدرباً عاماً، ومحمد شوقي مدرباً مساعداً، إضافة إلى عصام الحضري كمدرب لحراس المرمى. ويضم الجهاز المعاون للمدرب البرتغالي مساعداً أجنبياً له ومحللاً للأداء وإخصائياً للتأهيل.
وكيروش هو أحد المدربين أصحاب الخبرات الواسعة، يبلغ من العمر 68 عاماً، وبدأ مسيرته التدريبية قبل 33 عاماً، مع منتخب البرتغال تحت 17 عاماً.
تولى تدريب منتخب البرتغال الأول وبعدها نادي سبورتنغ لشبونة حتى عام 1996. إضافة إلى تدريبه منتخبات الإمارات، والسعودية، وجنوب إفريقيا، وكولومبيا، بجانب قيادته منتخب إيران في كأس العالم عامي 2014 و2018.
إيهاب جلال يضع العقدة في المنشار
وبعد أن كانت أعين الاتحاد مركزة على المدير الفني لنادي الإسماعيلي، إيهاب جلال، فاجأهم الأخير بإصراره على اختيار كامل فريقه الفني لتدريب المنتخب، وهو ما لم يلائم مسؤولي الاتحاد.
وبحسب مصادر خاصة، فقد تلقّى أحد المقربين من جلال اتصالاً أمس الإثنين، من أحمد مجاهد، رئيس اللجنة التي تدير اتحاد الكرة، أخطره فيه المسؤول بأن نجم الإسماعيلي الأسبق هو المرشح الأول لتدريب الفراعنة.
ورد المقرب من جلال بالترحيب، لكنه شدد على أن المدرب لن يقبل المهمة إلا إذا جلب معه جهازه المعاون بالكامل، الإداري والطبي، وهو ما لم يلق ترحيباً من رئيس الجبلاية، في ظل التوجه للاستعانة بكوادر محددة في المناصب المساعدة لجلال، منهم عصام الحضري كمدرب لحراس المرمى، ومحمد شوقي كمدرب مساعد.
وذكر مصدر مطلع داخل النادي الإسماعيلي الذي يدربه جلال لـ"عربي بوست"، أن الأخير عقد مساء الإثنين، 6 سبتمبر/أيلول، اجتماعاً مع مسؤولي النادي، أخبرهم فيه بأنه لن يستمر في تدريب النادي، بغض النظر عن اختياره لقيادة منتخب مصر.