فتحت السلطات البريطانية تحقيقاً في وفاة بطلة مسلمة في رياضة الـ"الكيك بوكسينغ" مباشرة بعد خوضها نزالاً، وذلك بسبب اتهام أسرتها للجنة المنظمة بأنها خاضت النزال أمام خصم أثقل منها في الوزن وتفُوقها في كتلتها العضلية، وذلك بعد أن أصرت على القتال من أجل إثبات أن المرأة المسلمة المحجبة يمكنها أن تشارك في هذه الرياضات.
حسب تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، الإثنين 6 سبتمبر/أيلول 2021، فإن أسرة الملاكمة سعيدة علي طه قالت إنها خاضت نزالاً غير متكافئ أمام منافسة "أكبر منها حجماً بفارقٍ كبير"، واعتبرت أن سعيدة كان جسمها نحيفاً بينما خصمتها جين مورغان كانت "أقوى بشكل واضح وتتمتع ببنيةٍ عضلية أكبر".
ماتت بعد أن تلقت ضربات قوية على الرأس
سقطت سعيدة مغشياً عليها في المرحاض بعد أن تلقت ضربة في الرأس أثناء الجولة الثالثة من المباراة ضد المدربة الشخصية من الوزن الثقيل (34 عاماً)، أثناء الحدث الرياضي.
ونقلت سيارة الإسعاف سعيدة إلى مستشفى ساوثهامبتون العام في هامبشاير، لكنها توفيت بشكل مأساوي في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، بعد يوم من مسابقة سلسلة "Fast and Furious Fight Series" التي أقيمت في المدينة.
يذكر أن سعيدة وُلدت في عائلة متدينة ومتعلمة بإيران، ثم تخرجت في جامعة لوفبرا، وكانت تريد أن تثبت للناس أن "المرأة المسلمة" قادرة على المشاركة في الرياضات الخطيرة حتى لو كانت ترتدي الحجاب.
وعبّرت أسرة مهندسة تصميم المنتجات عن الشعور بالأسى لفقدان ابنتهم في بلد بعيد للغاية عن موطنها، إذ فُتِح التحقيق في قضيتها أمام قاضي محكمة الوفيات في ونشستر.
هل تعرضت للخداع؟
قد حضر شقيقاها، أمير وعلي، جلسة الاستماع عبر الإنترنت، حيث تحدثا عن شكوكهما في احتمالية عدم التكافؤ، وطلبا من المحققين أن تحضر جين التحقيق بنفسها لتقييم حالتها الجسدية، لكن الطبيب الشرعي كريستوفر ويلكنسون رفض الطلب، لأنه "لن يكون مُجدياً"، إذ أقيمت المباراة منذ عامين تقريباً.
قالت عائلة سعيدة، في بيان لها: "لقد اختارت تلك الرياضة دون غيرها، وقد اعتادت أن ترسل صورة لها مع منافستها قبل كل مباراة. لكننا لاحظنا في آخر مباراة أنها قصّت منافستها من الصورة، وأرسلت صورتها الخاصة فقط. ونعتقد أنها لو كانت شاركت صورة منافستها لكان أمير علق، على الفور، على الفارق الجسدي وقال إن منافستها أكبر وأقوى. والحقيقة أنها في الليلة السابقة للمباراة ذكرت لشقيقتها زبيدة أنها كانت تشعر بالتوتر، لكنها لم توضح السبب".
ماذا يقول منظمو المسابقة؟
رفض المنظم ريتشارد هاردينغ، الذي يدير مدرسة ملاكمة تايلاندية، أي اقتراحات تتعلق بعدم التكافؤ بين المنافستين.
وقد استجوب أمير علي طه، السيد هاردينغ عن بنية جين الجسدية، مشيراً إلى صورة ترويجية يقول إنها توضح عدم التكافؤ الواضح بينهما.
لكن هاردينغ رد قائلاً: "إنها ممن يمكن وصفهم بذوي الوزن الأثقل في النصف العلوي من الجسم، أما وزن سعيدة فهو موزع بشكلٍ متساوٍ أكثر على جسدها بأكمله. وليس ثمة عدم تكافؤ في هذا، لقد حسبنا المخاطر جيداً قبل النزال".
وقد اعترف هاردينغ بأنه لم يكن يعرف طبيعة الملاكمات اللاتي واجهتهن سعيدة من قبل، وكشف أن جين طلبت خلع واقيات الساق قبل النزال، وقد وافقتها سعيدة على طلبها.
كما سأل أمير علي طه، المنظمَ عن سبب السماح باستكمال القتال من دون الواقيات، فأوضح أنه طلب شائع بين المتنافسين الهواة الذين يرغبون في لعب المباريات بشكل محترف.
هاردينغ أردف قائلاً إنه كان هناك مسعفون في الحدث مع سيارة إسعاف خاصة، كما تم استدعاء سيارة أخرى، لأن سعيدة كانت في حالة حرجة.
يُذكر أن نتيجة القتال بين سعيدة وجين كانت "متقاربة"، مع تفوق جين بنقاط قليلة قبل الضربة القاضية. ووصف الطبيب الشرعي ويلكنسن القتال بأنه كان "محتدماً" وقال إن الفتاتين كانتا "متعبتين".
وما يزال التحقيق مستمراً.