قبل بداية موسم انتقالات اللاعبين في العالم، كان أغلب المحللين المتفائلين منهم يؤكدون أن ميركاتو صيف سنة 2021، سيكون بارداً وقليل الحركة والسبب -حسب اعتقادهم- هو الاقتصاد الراكد في العالم بسبب جائحة كورونا، والمشاكل المادية التي تعاني منها أغلب أندية كرة القدم.
لكن واقع الرياضة الأولى شعبياً في العالم والاقتصاد المرتبط بها، كان له رأي آخر، فقبل أيام من نهاية الميركاتو تتهاوى الأرقام، وتتهاوى معها التكهنات التي كانت قائمة قبله، وتسقط حتى بعض الشعارات التي كانت تتحدث عن وفاء اللاعبين لبعض الأندية.
ميسي ورونالدو
يكفي هذا الميركاتو جنوناً وفخراً، أنه حرّك أسطورتي كرة القدم المعاصرتين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو. الأول انتقل في صفقة انتقال حر من ناديه الأم برشلونة إلى نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان، صفقة بدأت بدموع ميسي في ملعب الكامب نو وانتهت بأرقام فلكية في حديقة الأمراء وميسي يرتدي القميص الأزرق. الصحافة تتحدث عن راتب سنوي قدره 35 مليون يورو، وتتكهن بأن جزءاً من هذا الراتب قد يكون بعملة مشفرة!
الأسطورة الأخرى رونالدو يعود إلى منزله في مانشستر، بعد أن كانت الأخبار تقول إنه في الطائرة نحو ملعب الاتحاد ليرتدي القميص السماوي، تتغير الوجهة بستة كيلومترات ونصف فقط وتحط طائرة الدون في نفس المدينة لكن في ملعب الشياطين الحمر مانشستر يونايتد، وبراتب يقدر بـ21 مليون جنيه إسترليني، ليكون ضمن الأعلى أجراً في الدوري الإنجليزي الممتاز.
الجنون في التفاصيل
المذهل في هذا الميركاتو أنه جمع لاعبين تقاطعت انتقالاتهم ليكونوا في نفس الفريق رغم أن ذلك كان مستبعداً أو غريباً.
ميسي وراموس أعداء الأمس زملاء اليوم هكذا أراد ميركاتو هذه السنة، فراموس وميسي اللذان كانا بالأمس القريب فقط ينظر إليهما كرموز لناديي برشلونة والريال الإسبانيين ، وليالي السهر على ضوء مباريات الكلاسيكو تشهد مشادات وركلاً وضرباً وحتى لقطات استهزاء بينها، جعلهما جنون وأموال هذا الميركاتو يرتديان نفس القميص، قميص باريس ليدافعا عنه معاً.
رونالدو وفاران: وبعد أنا كانا زملاء في الريال لسنوات عديدة، يعيدان التجربة من جديد لكن بقميص أحمر هذه المرة هو قميص شياطين مانشستر يونايتد، وتحت إشراف سولشاير الذي كان لاعباً رفقة رونالدو في مانشستر، وذلك في تجربة هذا الأخير الأولى بين جدران ملعب الأولد ترافورد.
قصة مبابي وهالاند
أكثر ثنائي شاب مطلوب في أوروبا، هما الفرنسي مبابي والنرويجي هالاند، هذا الثنائي الأعلى سعراً حالياً هما من استحوذ على أغلب الشائعات قبل الميركاتو، لكن كل تلك الشائعات لم تستطع جعلهما يغيران القميص.
الفرنسي مازال لاعباً لباريس سان جيرمان، والنرويجي مازال يسجل ويمرر ويحرز النقاط لفريقه دورتموند الألماني، وذلك قبل نهاية فترة انتقالات اللاعبين بأيام قليلة.
فهل نشهد جنوناً آخر هذه السنة؟
ذلك ليس بالأمر المستبعد.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.