شهد افتتاح دورة الألعاب البارالمبية في العاصمة اليابانية طوكيو ظهور علم أفغانستان، رغم عدم مشاركة أي لاعب من البلد الذي سيطرت عليه حركة طالبان مؤخراً، وكان من بين أول قراراتها فرض رايتها البيضاء وحظر استخدام العلم ذي الألوان الأخضر والأحمر والأبيض.
ولم يتمكن أي لاعب أفغاني من ذوي الاحتياجات الخاصة، من الوصول إلى طوكيو للمشاركة في دورة الألعاب البارالمبية، لكن اللجنة المنظمة حرصت على أن يكون العلم الأفغاني حاضراً خلال حفل الافتتاح.
رفع علم أفغانستان في الألعاب البارالمبية
وقال رئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز، إن رفع العلم الأفغاني جاء ليمثل "دلالة على التضامن، بعد منع الرياضيين الأفغان من السفر إلى اليابان للمشاركة في الدورة الصيفية".
وأضاف: "كنا نتمنى تواجدهم هنا، للأسف هذا غير ممكن، لكنهم سيتواجدون هنا بروحهم".
وجرى تعليق الرحلات التجارية من وإلى أفغانستان منذ سيطرة حركة طالبان على البلاد الأسبوع الماضي.
ونتيجة تسارع وتيرة الأحداث السياسية في أفغانستان، لم يتمكن الرياضيون الأفغان من السفر إلى طوكيو.
بدورها، ذكرت بوابة "إنسايد ذي جيم" أن رياضيين اثنين من أفغانستان تأهلا إلى دورة الألعاب البارالمبية التي تستمر حتى الخامس من سبتمبر/أيلول المقبل، لكنهما لم يحضرا إلى طوكيو.
وسيتواجد رياضي أفغاني بالفعل في طوكيو وهو عباس كريمي الذي فرَّ من البلاد قبل عدة أعوام، لكن سيمثل فريق اللاجئين خلال الدورة البارلمبية.
افتتاح الألعاب البارالمبية في طوكيو
وأعلن إمبراطور اليابان ناروهيتو رسمياً، الثلاثاء، افتتاح دورة الألعاب البارالمبية في طوكيو خلال حفل في الإستاد الوطني في العاصمة، بعد 16 يوماً من اختتام الأولمبياد الصيفي الذي تأجل عاماً أيضاً.
وقال ناروهيتو، الذي كان يرتدي كمامة بيضاء اللون في الإستاد الخالي من الجماهير في إطار الإجراءات الوقائية المرتبطة بكوفيد-19: "أُعلن افتتاح دورة ألعاب طوكيو البارالمبية 2020".
ولم يحضر حفل الافتتاح الذي حمل شعار "لدينا أجنحة" سوى عدد قليل من المسؤولين ووسائل الإعلام ثم مواكب الوفود، في إعلان انطلاقة 13 يوماً من المنافسات التي سيحضرها عبر التلفزيونات ما يصل إلى أربعة مليارات مشاهد، بحسب ما أشارت اللجنة البارالمبية الدولية.
وسينافس 4400 رياضي بارالمبي على 539 ميدالية ذهبية، من بينهم بعض النجوم على غرار لاعب الوثب الطويل الألماني ماركوس ريهم.
وحملت علياء عيسى، أوّل رياضية في فريق اللاجئين البارالمبي، علم الفريق في حفل افتتاح الألعاب.
وعيسى البالغة 20 عاماً والمولودة في اليونان لعائلة سورية، ستنافس في مسابقة رمي العصا، وتأمل أن تسير رياضيات أخريات على طريقها.
إجلاء اللاعبين الأفغان
وفي وقت سابق، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أنه سيتعاون مع النقابة الدولية للاعبين المحترفين "فيفبرو"، للمساعدة في عملية إجلاء لاعبي كرة القدم الأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم، عقب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
وقالت الأمينة العامة للاتحاد الدولي، السنغالية فاطمة سامورا، إنّ الاتحاد الدولي للعبة و"فيفبرو" يعملان جنباً إلى جنب لتمكين اللاعبين واللاعبات في أفغانستان من السفر، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة تقييم "عدد اللاعبين واللاعبات المعنيين" بعملية الإجلاء.
وأضافت سامورا بحسب وكالة الأنباء الفرنسية: "لقد فعلنا ذلك في الماضي، ويجب أن نكون قادرين على تكرار الأمر ذاته"، في إشارة إلى إجلاء لاعبي كرة القدم من أفغانستان في مرحلة سابقة.
من ناحيتها، أوضحت النقابة الدولية للاعبين المحترفين "فيفبرو" في تغريدة الجمعة أنها "على اتصال بالحكومات لوضع خطة إجلاء للرياضيين المعرضين للخطر"، تهدف إلى "إيجاد أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أماكن آمنة".
وكانت النقابة تلقت بحزن شديد الخميس خبر وفاة اللاعب الدولي الأفغاني في فريق الشباب زكي أنواري، في مطار كابول بعدما كان ضحية سقوط قاتل أثناء محاولته التشبث بطائرة أمريكية للفرار من بلاده، بعدما استعادت طالبان السيطرة عليها.
طالبان لا تحظر كرة القدم
يأتي ذلك في وقت أكدت تقارير من داخل أفغانستان أن حركة طالبان لن تمنع ممارسة كرة القدم، بل تعوّل عليها لتأكيد نهجها التصالحي مع الشعب الأفغاني.
وذكرت صحيفة marca الإسبانية، أنه بعد أربعة أيام فقط من سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابول، أقيمت المباراة النهائية لبطولة محلية كانت قد أطلقت في عهد الحكومة السابقة.
وأضافت أن المباراة حضرها عدد من قيادات حركة طالبان، بل قام أحدهم بتسليم الكأس للفريق الفائز في المباراة التي أقيمت في ولاية هرات غرب العاصمة كابول، مشيرة إلى أن المشهد الوحيد الذي تغير عن الفترة السابقة هو إقامة الصلاة بين شوطي المباراة.
وحرص القيادي المحلي في طالبان مولوي شير أحمد على تسليم الكأس للاعبي فريق أتاك إنريجي، الذي فاز على منافسه، هرات موني تشارجر.