بدأت رحلتها مع تنس الطاولة منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، نجحت وتميزت وتألقت حتى أصبحت اليوم من أهم لاعبات تنس الطاولة للناشئين، هي "هنا جودة"، التي أثارت الجدل بعد مناشدتها للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بأحقيتها في المشاركة باولمبياد طوكيو ٢٠٢٠.
كان لنا معها هذا اللقاء الخاص قبل سفرها للمشاركة في أولمبياد طوكيو بساعات قليلة، لتصرح لنا حول العديد من الأمور التي لم تتحدث عنها من قبل.
– في البداية يمكنك أن تقولي لنا ماذا تمثل لك مشاركتك في البطولات الدولية والإفريقية، وتميزك الرائع والكبير في لعبة تنس الطاولة؟
تقع على عاتقي مسؤولية كبيرة بتمثيل بلدي في البطولات الدولية، ويكون لدي شعور غريب، فرحة تمتزج بالخوف، ولكن في النهاية هذا توفيق كبير من الله سبحانه وتعالى، وأتمنى أن أكون واجهة مشرفة لبلدي دائماً.
– ما شعورك عندما تمثلين مصر في الخارج؟
بالتأكيد سعادتي وفرحتي لا أستطيع وصفهما بأن أكون واجهة لمصر وأمثل بلدي في البطولات الدولية، ومهما وصفت شعوري لن أنجح في التعبير عما أشعر به، وأتمنى أن أكون أستحق هذا الفخر وتلك المسؤولية الكبيرة.
– في رأيك ما الذي يميزك ليجعلك تتفوقين على لاعبات أكبر منك سناً؟
الحمد لله أنني تدربت على يد مجموعة مميزة من المدربين وهم من أمهر مدربي مصر، وكانوا جميعهم يؤمنون بموهبتي وقدراتي لذلك استطاعوا أن يضعوني في المراتب الأولى وأصبحت لا أخشى اللعب مع من هم أكبر مني سناً، واكتسبت منهم ثقة كبيرة بالنفس، بالإضافة إلى أنني أصبحت أستمتع باللعب مع من هم أكبر مني في السن، ووضع التفوق عليهم هدف لي.
– من أكثر الداعمين لك في عائلتك؟
في الحقيقة عائلتي كلها تفتخر بي وتدعمني بشكل كبير، ولكن في الحقيقة هناك جندي مجهول في حياتي وهي والدتي التي تقدم لي أكثر مما أتوقع وأكثر مما ينبغي وهي والدتي ومديرة أعمالي في نفس الوقت.
– هل كنتِ تتوقعين ما حصدته من جوائز وتفوق؟
ستتفاجئين إذا قلت إنني لا أبحث عن جوائز ولا فوز، ولكن كل ما يشغل بالي وتركيزي هو أن أتدرب جيداً وأركز على أهدافي، وأقوم بخوض المباريات بعد تدريبات مكثفة ومرهقة وبعد كل هذا أقوم بالتفكير في الفوز، ودائماً كان هدفي أن أقوم بعمل ما ينبغي عليّ فعله ثم يأتي بعد ذلك الفوز والجوائز.
– هل كنتِ تتوقعين رد محمد صلاح عليك عندما مازحته بطلب اللعب معه؟
بالطبع كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي ولم أكن أتوقع أن يقوم محمد صلاح بالرد علي، ولم أكن أتوقع أنه سيعطي أهمية لما صرحت به، ولكن في الحقيقة لابد أن أعترف بأن رد محمد صلاح أسعدني بشكل لا يمكن وصفه، ولم أكن أتوقع أن يتفاعل مع تصريحي، وأتمنى أن نتقابل يوماً ما ونلعب معاً تنس الطاولة.
-هل كنتِ تتوقعين أن تحصدي لقب بطولة الجمهورية للسيدات مع فريق الأهلي؟
كنت متوقعة ولكن ليس غروراً أو ثقة زائدة بالنفس، ولكن لقد أرهقنا كثيراً، وكنا متأهلين لحصد بطولة الدوري لهذا العام، والحمد لله توجنا بالبطولة بعد مباريات عديدة قوية ومرهقة، وأعتقد أننا استحققنا الفوز بجدارة.
قمتِ بمناشدة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الرياضة أشرف صبحي للمطالبة بأحقيتك في المشاركة بأولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، فماذا حدث بعد ذلك؟
كل ما يمكنني أن أقوله هو أنني أثق تماماً في الاتحاد المصري لتنس الطاولة، وأثق في نزاهة المنظومة الرياضية في بلدي، وها أنا الآن حصلت على ما أستحق ولا أتمنى سوى التوفيق من الله ودعوات الجميع أن نحصد الفوز ونعود إلى مصر وهي تفتخر بنا.
– ما أهم البطولات التي حصدتها ؟
من الصعب أن أصنف بطولة على أنها أهم من أخرى، ولكن أنا مصنفة رقم ١ على العالم تحت سن الـ١٥ في لعبة تنس الطاولة، أما عن آخر بطولة حصلت عليها فكانت ذهبية بطولة سلوفينيا للناشئين، وكل بطولة قد حصلت عليها لها مكان خاص ومميز في قلبي، ولولا كل بطولة وكل خطوة لما وصلت إلى هذا النجاح اليوم.
– كيف تخططين لمستقبلك، وهل لديك حلم معين؟
حلمي الكبير الذي لا يفارقني هو الحصول على ميدالية أولمبية لمصر في تنس الطاولة، ولا يفارقني هذا الحلم دوماً وأتمنى من الله أن أستطيع تحقيقه في يوم ما.
– أنتِ ما زلت في سن صغيرة، كيف يكون شعور عائلتك وقلقهم عند سفرك للخارج في منافسات وبطولات دولية؟
كانت والدتي تصاحبني دائماً ولا تتركني في أي رحلة إلى خارج مصر، لكن الوضع اختلف مؤخراً بعد أن كبرت قليلاً وأصبحت أسافر بمفردي مع مدربي ومع الفريق، وبالطبع يكونون في غاية القلق عليّ ولكنهم يقومون بالاطمئنان علي باستمرار هاتفياً.
أخبرتنا في بداية المقابلة معك أن تستعدين للسفر إلى طوكيو خلال ساعات، فمن الممكن أن تعطينا تفاصيل أكثر عن رحلتك إلى طوكيو؟
أستعد للسفر خلال ساعات للمشاركة في أولمبياد طوكيو ٢٠٢٠، وربما أكون قد سافرت منذ يومين عندما تقومين بنشر هذه المقابلة، وسأكون رابع احتياطي ضمن فريق تنس الطاولة المصري للسيدات، وأتمنى أن أحقق لبلدي مصر نجاحاً وأشارك بشكل يليق بنا.
وكانت هنا جودة قد تصدرت التصنيف العالمي تحت 15 سنة للمرة الأولى شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ما لم تحققه أي لاعبة مصرية من قبل.
وبدأت بطلة تنس الطاولة ممارسة تنس الطاولة في الرابعة من عمرها، وفازت مؤخراً ببطولة البرتغال الدولية في منافسات الناشئين تحت 12 و15 سنة، وبرونزية بطولة العالم للقارات، في إنجاز غير مسبوق في تاريخ رياضة تنس الطاولة المصرية.