بادرت لاعبة التنس التونسية أُنس جابر، الإثنين 12 يوليو/تموز 2021، إلى خطوة لاقت كثيراً من التفاعل، وذلك بهدف مساعدة بلادها في مواجهة وباء كورونا، حيث تشهد تونس كارثة صحية وأزمة مالية وسياسية خانقة مع توسع انتشار الفيروس.
وقالت اللاعبة التونسية التي حققت نتائج لافتة في بطولة ويمبلدون الإنجليزية خلال الأسابيع الماضية، إنها تعرض مضربها الذي شاركت به في البطولة للبيع، وذلك في خطوة تهدف إلى المساهمة في دعم جهود مكافحة الوباء.
وفي مقطع فيديو نشرته على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، كشفت أيضاً أنها "ستتبرع إضافة إلى ذلك، من مالها الخاص لدعم التكفل بالمصابين من أبناء وطنها".
وكانت أُنس جابر أول عربية تبلغ ثُمن نهائي بطولة ويمبلدون الإنجليزية، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب.
كورونا في تونس
الخميس، قالت المتحدثة باسم وزارة الصحة التونسية، إن المنظومة الصحية في البلاد انهارت مع امتلاء أقسام العناية الفائقة وإرهاق الأطباء والتفشي السريع لجائحة كورونا في تونس.
إذ سجَّلت تونس قرابة 10 آلاف إصابة جديدة بفيروس كورونا، و134 وفاة، في زيادة قياسية يومية منذ بدء كورونا في تونس، مع تزايد المخاوف من ألا تتمكن الدولة من السيطرة على التفشي.
قالت نصاف بن علي: "نحن في وضعية كارثية، المنظومة الصحية انهارت، لا يمكن أن تجد سريراً إلا بصعوبة كبرى، نكافح لتوفير الأوكسجين، الأطباء يعانون إرهاقاً غير مسبوق". وأضافت أن "المركب يغرق"، داعيةً الجميع إلى توحيد الجهود.
وبعدما نجحت في احتواء الموجة الأولى، العام الماضي، تواجه السلطات التونسية حالياً صعوبة في التعامل مع زيادة الإصابات، وفرضت عزلاً عاماً في بعض المدن منذ الأسبوع الماضي، لكنها رفضت فرض العزل العام على المستوى الوطني، بسبب الأزمة الاقتصادية.
وارتفع إجمالي عدد الإصابات إلى نحو 465 ألفاً، بينما تجاوزت الوفيات 15700 حالة.
من جانبه، لم يُخفِ الأمين العام للتيار الديمقراطي، غازي الشواشي، تخوُّفه من تأثير الخلافات والأزمة بين قيس سعيد وهشام المشيشي وراشد الغنوشي على الوضع الصحي الدقيق الذي تعيشه تونس، مؤكداً أن "استجابة الدولة لمواجهة كورونا بتونس، شبه منعدمة، في ظل تشتُّت أجهزتها، والصراعات بين الرؤساء الثلاثة".
وأضاف الشواشي في تصريح لـ"عربي بوست"، أن "حالة الغضب والاحتقان منتشرة لدى فئة واسعة من الشعب التونسي، بسبب حالة الخمول والجمود التي دخلت فيها الدولة وأجهزتها بسبب الخلافات السياسية".
تابع الشواشي أن "الدولة أصبحت مُفككة، وكل سلطة تتخذ قرارات بشكل منفرد، ودون التنسيق مع الأجهزة الأخرى، والأخطر أن هناك خلافات حتى بين رئيس الحكومة هشام المشيشي، ووزير الصحة فوزي مهدي، وهي خلافات أصبحت واضحة ولا تخفى على أحد".
كما أشار المتحدث إلى أن "الحكومة فاشلة، لكنها أيضاً عاجزة، بسبب انعدام الثقة والتفاهم بين رئيسها وعدد من الوزراء، وعلى رأسهم وزير الصحة المحسوب على رئيس الجمهورية، الذي أعلن المشيشي إقالته قبل أشهر، لكنه اضطر إلى إبقائه بسبب الفيتو الذي رفعه الرئيس ضد التعديل الوزاري"