لن يتواجد أي لاعب من ريال مدريد في مباراتي نصف نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم "يورو 2020"، في سابقة تاريخية بالنسبة للنادي الملكي لم تحدث منذ 25 عاماً، رغم تواجد المنتخب الإسباني بين رباعي هذا الدور.
وبخسارة منتخب بلجيكا أمام نظيره الإيطالي ووداعه لـ"يورو 2020″، يكون ريال مدريد قد خسر آخر ممثليه في البطولة، بتواجد الثنائي تيبو كورتوا وإيدين هازارد ضمن المنتخب الأحمر.
في المقابل، يحضر من برشلونة، الغريم التقليدي للريال، خمسة لاعبين، من بينهم رباعي المنتخب الإسباني: سيرجيو بوسكيتس، جوردي ألبا، وبيدري غوانزاليس، ومهاجم منتخب الدنمارك مارتن برايثوايت.
غياب مدريدي عن نصف نهائي "يورو 2020"
وبحسب صحيفة Mundo Deportivo الكتالونية فإن هذه المرة الأولى التي يغيب فيها لاعبون من ريال مدريد عن نصف نهائي إحدى البطولتين الأكبر على مستوى العالم (كأس العالم، وكأس أوروبا) منذ عام 1996.
ففي نسخة عام 1996 التي أقيمت في إنجلترا، لم تضم المنتخبات الأربعة المتأهلة لنصف النهائي وقتها وهي ألمانيا وإنجلترا وفرنسا والتشيك أي لاعب من ريال مدريد، ليتكرر الأمر بعد مرور ربع قرن.
وكانت النسخة الأخيرة من كأس أوروبا عام 2016 قد شهدت تواجد 4 لاعبين من ريال مدريد هم كريستيانو رونالدو وبيبي مع المنتخب البرتغالي، وتوني كروس مع المنتخب الألماني، وغاريث بيل مع المنتخب الويلزي.
بينما شهد نصف نهائي آخر نسخة من بطولة كأس العالم عام 2018 تواجد ثلاثة لاعبين من ريال مدريد هم رافائيل فاران مع منتخب فرنسا، ولوكا مودريتش وماتيو كوفاسيتش مع منتخب كرواتيا.
سابقة تاريخية
يذكر أن قائمة منتخب إسبانيا في البطولة الحالية التي اختارها المدرب لويس إنريكي خلت من لاعبي ريال مدريد، وهو ما لم يحدث في تاريخ البطولة القارية.
وتسببت المشكلات البدنية التي يعاني منها ثنائي ريال مدريد السابق القائد سيرخيو راموس، والظهير الأيمن داني كارفاخال واستبعاد ماركو أسينسيو وناتشو فرنانديز لأسباب فنية، في عدم استدعاء أي لاعب في نهاية الأمر من الفريق الملكي للمشاركة مع المنتخب الإسباني في البطولة.
ولم يحدث مثل هذا الأمر من قبل، سواء في بطولات كأس العالم أو بطولات "اليورو"، حيث كان يتواجد دائماً لاعب واحد على الأقل من ريال مدريد.
ويحلم المنتخب الإسباني باستعادة السيطرة على كرة القدم الأوروبية حينما يواجه نظيره الإيطالي في نصف نهائي "يورو 2020″، علماً أن حقبة هيمنة إسبانيا كانت قد بدأت وانتهت أمام إيطاليا بالذات.
لذا فإنه يحلم باستعادة السيطرة أمام فريق المدرب روبرتو مانشيني الذي يسير بخطى ثابتة نحو استعادة أمجاده، عندما يلتقي المنتخبان يوم الثلاثاء.
وتحمل هذه المواجهة تاريخاً طويلاً، منها ما يرتبط بلويس إنريكي، مدرب إسبانيا الحالي، الذي تعرض لكسر في الأنف من ماورو تاسوتي وأفلت المنافس من التعرض لعقوبة خلال الخسارة في دور الثمانية لكأس العالم 1994 وتسبب في مشاعر كبيرة بالظلم في بلاده.
وتحمل إسبانيا ذكريات أجمل في دور الثمانية لبطولة أوروبا 2008، عندما فازت بركلات الترجيح عقب التعادل دون أهداف، في واحدة من أصعب مبارياتها نحو لقبها الدولي الأول منذ 44 عاماً.
والتقى المنتخبان مجدداً في نهائي بطولة أوروبا 2012، حيث قدمت إسبانيا أفضل مستوياتها تقريباً في أربع سنوات، وفازت 4-صفر بعد سيطرة تامة، حتى إن إيكر كاسياس قائد الفريق الفائز طالب الحكم بإطلاق صافرة النهاية لإيقاف معاناة إيطاليا.
لكن إيطاليا ثأرت لنفسها بعد أربع سنوات في دور الستة عشر، عندما فاز فريق بقيادة أنطونيو كونتي 2-صفر في استاد فرنسا لينهي فترة طويلة من هيمنة المنتخب الإسباني.
لكن ذلك لم يكن كافياً لتحقيق الانتفاضة المأمولة من إيطاليا وخسرت 3-صفر أمام إسبانيا في تصفيات كأس العالم 2018، لتفشل في النهاية في الوصول إلى العرس العالمي لأول مرة منذ 1958.
وتسبب ذلك في انتقادات حادة أسفرت عن تعيين المدرب مانشيني.
وأعاد مانشيني التفاف وحب المشجعين للمنتخب الوطني، حيث اعتمد على مجموعة من المواهب وظهرت الوحدة بين اللاعبين بشكل واضح خلال الاحتفال بكل انتصار وكأن الفريق قد أحرز لقباً.
وظهر هذا الإحساس بوضوح في الملعب، حيث دافع الفريق بكل ما يملك من قوة خلال الفوز 2-1 على بلجيكا في دور الثمانية، وفي الدعم الهائل للمدافع ليوناردو سبيناتزولا الذي تعرض لقطع في وتر العرقوب ولن يكون بوسعه استكمال المسابقة.
طريق إسبانيا
وكان طريق إسبانيا إلى قبل النهائي أقل سهولة، حيث بدأت بالتعادل مع السويد وبولندا، قبل الفوز 5-صفر على سلوفاكيا، ثم الانتصار 5-3 على كرواتيا بعد وقت إضافي.
وانتصرت إسبانيا على سويسرا بركلات الترجيح في دور الثمانية، لتستعيد ذكريات الفوز على إيطاليا بالطريقة ذاتها قبل 13 عاماً، وأظهر الفوز الروح العالية التي تحدث عنها لويس إنريكي.
وقال مايكل أويارزابال، مهاجم إسبانيا، قبل مباراة الدور قبل النهائي: "منذ اليوم الأول، كنا واثقين في قوتنا ووحدتنا، وأننا نملك الكفاءة اللازمة ولقد أثبتنا ذلك".
وأضاف: "إيطاليا من فرق القمة وتملك لاعبين يؤدون في أعلى المستويات مع أنديتهم، لكننا لا نقل عنهم بأي شكل".