لم يتوقف الجدل على مدى أيام، بسبب إلغاء هدف رونالدو، قائد منتخب البرتغال، من قِبل حكم مباراة بلاده أمام صربيا في تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022، بداعي عدم اجتياز الكرة لخط المرمى.
إلغاء هدف رونالدو
وغادر رونالدو الملعب غاضباً قبل ثوانٍ على صفارة النهاية؛ بعد حرمانه من هدف واضح في نهاية مثيرة للجدل للمباراة التي انتهت بالتعادل 2-2، بينما اعتذر الحكم الهولندي داني ماكيلي عن قراره بعد نهاية اللقاء، معترفاً بصحة الهدف.
الغريب أن هذه المرة ليست الأولى التي يُحرم فيها رونالدو من هدف شرعي مع منتخب بلاده، إذ تكرر السيناريو نفسه في عام 2006، حينما سجَّل النجم البرتغالي هدفاً مذهلاً في مباراة منتخب بلاده أمام أذربيجان بتصفيات كأس أوروبا 2008، لكن الحكم لم يحتسبه؛ لشكوكه بأن الكرة لم تعبر خط المرمى.
هذا الهدف قد يكون الأجمل في مسيرة رونالدو على الإطلاق، إذ استقبل وقتها الكرة داخل منطقة الجزاء ثم هيأها بيمناه ثم سدد بطريقة خلفية مزدوجة، لترتطم الكرة في العارضة ثم تسقط في المرمى ليمسكها الحارس.
اعتقد الحكم ومساعده أن الكرة لم تعبر بمحيطها كاملاً خط المرمى، لكن الإعادة أظهرت بوضوحٍ أن الهدف شرعي ولا غبار عليه، ولم تُجدِ نفعاً اعتراضات النجم البرتغالي الذي كان يبلغ من العمر 21 عاماً فقط.
الفارق بين المباراتين أن رفاق رونالدو حصدوا النقاط الثلاث أمام أذربيجان (فازت البرتغال 3-0 وسجل رونالدو هدفين)، بينما حُرموا أمام صربيا من نقطتين بعدما انتهى اللقاء بالتعادل.
رونالدو غاضب
وصبَّ رونالدو بعد مباراة صربيا جام غضبه على الحكم، مؤكداً أنه أضر كثيراً بمنتخب البرتغال، وقال: "هناك أوقات صعبة تجب مواجهتها، خاصة عندما نشعر بأن أمة بأكملها تتضرر، ولكني أقول.. ارفع رأسك واذهب إلى التحدي التالي الآن".
ولعل ما زاد من إحباط رونالدو لإلغاء الهدف هو رغبته في زيادة غلته من الأهداف لكي يصبح أفضل هداف على الصعيد الدولي بتاريخ كرة القدم.
ويحتاج نجم يوفنتوس سبعة أهداف لكي يتساوى مع المهاجم الدولي الإيراني السابق علي دائي، الذي سجَّل 109 أهداف، ويملك الفرصة هذا الأسبوع للاقتراب من الرقم حين يخوض المنتخب البرتغالي مباراة سهلة أمام لوكسمبورغ.
اعتذار جديد للحكم
وجدد الهولندي داني ماكيلي، حكم لقاء البرتغال وصربيا، اعتذاره لعدم احتساب هدف النجم كريستيانو رونالدو.
وقال الحكم الهولندي، البالغ 38 عاماً، في تصريح لصحيفة A Bola الرياضية اليومية: "كل ما يمكنني قوله، إنني طلبت السماح من المدرب فرناندو سانتوس ومن المنتخب البرتغالي عما حصل".
وأضاف: "كفريق من الحكام، نعمل دائماً لاتخاذ القرارات الأفضل، وعندما نتصدر العناوين بهذه الطريقة، فان ذلك لا يرضينا أبداً".
وصرح مدرب البرتغال سانتوس، في مؤتمر صحفي، قبل لقاء منتخبه أمام لوكسمبورغ ضمن الجولة الثالثة: "قام الحكم علناً بنشر ما قاله لي بعد اللقاء، إنه يشعر بالخجل إنه كان خطأ رهيباً".
بداية متواضعة
واستهل أبطال أمم أوروبا 2016 مشوارهم في التصفيات بفوز متواضع على أذربيجان 1-0، قبل أن يسقطوا في فخ التعادل أمام صربيا.
وتحتل البرتغال المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 4 نقاط بفارق الأهداف خلف غريمتها صربيا الفائزة على جمهورية أيرلندا 3-2 في الجولة الافتتاحية.
وتجاه الانتقادات التي طالت عدم الاعتماد على تكنولوجيا خط المرمى أو حكم الفيديو المساعد "VAR" في التصفيات، شرح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الأسباب في بيان، قائلاً: "في عام 2019، اقترح ويفا على الاتحاد الدولي تطبيق الـ VAR في التصفيات المؤهلة للمونديال".
وأضاف: "غير أن تأثير الجائحة (فيروس كورونا)، ولأسباب لوجستية، قادته إلى تأجيل تطبيق VAR في دور المجموعات لمسابقة الدوري الأوروبي وإلى سحب اقتراحه تطبيقه في تصفيات كأس العالم".
وختم قائلاً: "لم يستخدم VAR أيضاً بدوري الأمم الأوروبية في خريف 2020 وفي التصفيات المؤهلة لكأس أمم أوروبا".