بعد خروج محبطٍ آخر لنادي يوفنتوس الإيطالي من دوري أبطال أوروبا، أمام بورتو البرتغالي، ربما يكون الوقت قد حان ليفكر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الرحيل عن "السيدة العجوز".
كان إقصاء يوفنتوس مفاجئاً بالنسبة للجميع، إذ إن فريق بورتو ليس من الكبار على المستوى الأوروبي في السنوات الأخيرة.
ورغم أن "البيانكونيري" تعرَّض للخسارة في الذهاب (1-2)، فإن أغلب الترشيحات كانت تصبُّ في مصلحته بقلب النتيجة في الإياب والتأهل لدور الثمانية، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، في ليلة كان أداء رونالدو باهتاً فيها.
بل إن بعض مشجعي يوفنتوس ونجومه السابقين حمَّلوا كريستيانو مسؤولية الخروج، بسبب خطأ في تمركزه بالحائط لحظة تسديد لاعب بورتو للكرة التي جاء منها الهدف الثاني القاتل لـ"التنانين"، كما أنه أهدر الكثير من الفرص السهلة للتسجيل.
أسباب تدفع رونالدو للرحيل عن يوفنتوس
خروج يوفنتوس يزيد بشكل كبير من التوقعات بإمكانية رحيل رونالدو عن الفريق، بعدما أخفق لثلاث مرات متتالية في قيادة الفريق إلى اللقب الأوروبي، وفيما يلي نستعرض أسباباً ثلاثة تزيد من تلك الاحتمالية.
الإخفاق في "الأبطال"
لا يخفى على مُتتبعي كرة القدم، أن السبب الأول لشراء نادي يوفنتوس اللاعب رونالدو، بمبلغ كبير وتحمُّله راتبه الضخم، هو مساعدة الفريق في استعادة لقب دوري أبطال أوروبا الغائب عن خزائن النادي منذ موسم 1996-1995.
لكن "الدون" عجز عن جلب اللقب إلى تورينو، ثلاث مرات متتالية، رغم أنه رجل دوري الأبطال الأول، فهو هداف المسابقة التاريخي، وتُوِّج بها 5 مرات في مسيرته الكروية.
وخرج رونالدو برفقة يوفنتوس من "التشامبيونزليغ" في أول موسم له أمام أياكس الهولندي من دور الثمانية، وفي الموسم التالي أُقصي من ليون الفرنسي من دور الستة عشر، وهذا الموسم ودَّع البطولة من الدور نفسه أمام بورتو البرتغالي.
انخفاض التأثير
سجَّل رونالدو مع يوفنتوس 92 هدفاً وقدَّم 22 تمريرة حاسمة في 122 مباراة، وهو رقم رائع بالنسبة لأي لاعب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن "صاروخ ماديرا" يبلغ من العمر 36 عاماً.
ومع ذلك، فإن التأثير العام لرونالدو مع "السيدة العجوز" لم يكن بالحدة نفسها مع ريال مدريد، لذلك فإن كثيرين يرون أن أكبر خطأ ارتكبه "الدون" هو ترك النادي الملكي.
كما يرى البعض أنه كان ينبغي لإدارة يوفنتوس، التعاقد مع لاعبين جدد، خاصةً أن الفريق يحتاج عدة صفقات لتقوية بعض المراكز، فرونالدو لن يستطيع أن يحقق البطولات وحده مهما كان مستواه.
بقاء موسم واحد
يتبقى لرونالدو عام آخر في عقده مع النادي الإيطالي، وأغلب المعطيات تفيد بأنه سيرحل عن "السيدة العجوز"، ولن يتم تمديد عقده، خصوصاً مع تقدمه في العمر، لهذا فإنه من المنطقي عدم بقائه فترة أطول في "تورينو".
ومع المستويات المميزة التي يقدمها فيدريكو كييزا مع اليوفي، فقد يكون هو قائد مشروع الفريق مستقبلاً، خاصةً أنه صغير في السن (23 عاماً)، ما يرجّح إمكانية رحيل رونالدو خلال الصيف القادم.
ورغم أن فابيو باراتيسي المدير الرياضي ليوفنتوس، صرَّح بأنه لا توجد نية لدى النادي الإيطالي لمغادرة رونالدو قبل نهاية عقده، فإن الأزمة المالية للجميع قد تدفع مسؤولي "السيدة العجوز" إلى تغيير رأيهم في هذا الشأن، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من بيعه، خاصةً أن عقده ينتهي في 2022.