تنتظر جماهير كرة القدم مباراة "الكلاسيكو" بين برشلونة وريال، السبت، على أحر من الجمر، والتي تجري على ملعب "كامب نو" لحساب منافسات الأسبوع السابع من الدوري الإسباني.
برشلونة يخوض اللقاء بعد فوزه العريض في افتتاح منافسات دوري أبطال أوروبا على فرينكفاروزي المجري (5-1)، بينما سقط الريال أمام شاختار دونيتسك الأوكراني (2-3) على ملعبه.
على صعيد "الليغا" خسر برشلونة لقاءه الأخير أمام خيتافي (0-1)، ليتراجع للمركز التاسع برصيد 7 نقاط من 4 مباريات، بينما سقط "الملكي" هو الآخر أمام قادش (0-1)، ليصبح ثالثاً برصيد 10 نقاط من 5 مباريات.
ولكن بصورة عامة، تبدو الأمور في مصلحة برشلونة نسبياً على حساب ريال مدريد، الذي يعيش مرحلة حرجة بسبب تلقيه خسارتين متتاليتين في أسبوع واحد.
وفي التقرير التالي نستعرض خمسة أسباب ترجّح كفة برشلونة أمام منافسه ريال مدريد في "الكلاسيكو".
خطة برشلونة الجديدة
منذ بداية موسم 2019-2020، تولى تدريب برشلونة 3 مدربين مختلفين، إذ بدأ الموسم مع إيرنيستو فالفيردي، قبل أن تتم إقالته ويأتي كيكي سيتين بدلاً منه، الذي تمت إقالته أيضاً في نهاية الموسم، وجاء رونالد كومان بدلاً منه.
ومع تناوب العديد من المدربين، كان من المتوقع أن تكون لكل واحد منهم فلسفة فنية مختلفة، إذ لعب برشلونة مع فالفيردي بخطة 4-4-2 وأحياناً 4-3-3، ثم لعب سيتين المباريات مستخدماً 4-3-3، إلا أن كومان غيّر الخطة، ويلعب مع الفريق بخطة 4-2-3-1.
وبدت الإشارات المبكرة لهذه الخطة إيجابية، وإن كان من الواضح أن اللاعبين يحتاجون مزيداً من الوقت للانسجام أكثر، كما أنها جعلت الخط الأمامي لكومان قوياً بوجود الرباعي ليونيل ميسي، وأنسو فاتي، وفيليب كوتينيو، وأنطوان غريزمان، ما يعني أن هناك حرية وانسيابية واضحة في خط المقدمة، خاصةً أن الفريق قبل لقاء خيتافي الأخير، سجَّل 8 أهداف في أول 3 مباريات له بـ"الليغا".
فاتي وكوتينيو
بناء على خطة برشلونة الجديدة، لعب النجمان أنسو فاتي وفيليب كوتينيو دوراً كبيراً في تشكيلة الفريق، خاصةً أن الأول قدّم عروضاً جيدة، وبات أصغر لاعب يحصل على جائزة رجل المباراة في "الليغا" بعمر 17 عاماً فقط.
ولدى فاتي 3 أهداف في مبارياته الثلاث التي لعبها بالدوري الإسباني، ويبدو أنه انسجم كثيراً في خطة الفريق، خاصة في مركز الجناح الأيسر المفضل له.
أما كوتينيو الذي كان مستقبله مجهولاً داخل النادي "الكتالوني"، فالأمور اختلفت كلياً بالنسبة له هذا الموسم، إذ أصبح له دور كبير وواضح في خطة كومان، بعدما جعله كلاعب خط وسط هجومي، ليساهم في تسجيل هدف مع الفريق، ويصنع هدفين آخرين.
ومع انسجام فاتي وكوتينيو، سيكون من الضروري رؤية أدائهما ضد ريال مدريد، خاصةً أن مستواهما المميز سيكون حاسماً بشكل كبير في ترجيح كفة برشلونة لحسم "الكلاسيكو".
تراجع ريال مدريد
ركّز ريال مدريد على صلابة الفريق الدفاعية، متناسياً الأداء العام، واتضح ذلك خلال بدايته الضعيفة في "الليغا"، حيث تعادل سلبياً في أول مبارياته ضد ريال سوسييداد، قبل أن يفوز على ريال بيتيس (3-2)، ثم تبعه بانتصارين آخرين على ليفانتي (2-0)، وبلد الوليد (1-0).
ولكن ما أثار القلق داخل نفوس عشاق "الملكي"، هو أداء الفريق في آخر مباراتين على وجه الخصوص، إذ سقط بشكل مفاجئ أمام قادش الصاعد حديثاً (0-1)، لتكون هذه أول خسارة للفريق على ملعب "ألفريدو دي ستيفانو"، ثم تواصل الأداء المتواضع بعدما خسر الفريق أمام شاختار دونيتسك في دوري الأبطال (2-3).
وبشكل عام، جعلت المباراتان ريال مدريد تحت ضغوطا كبيرة لتصحيح الأوضاع في "الكلاسيكو"، خاصة مع رجوع القائد سيرجيو راموس.
الإصابات في ريال مدريد
رغم أن برشلونة يعاني من غياب عدة لاعبين للإصابة، أبرزهم الحارس مارك أندريه تير شتيغن، فإن ريال مدريد يبدو متأثراً بشكل أكبر بغياب نجومه للإصابة.
أول المصابين في "الملكي" هو إيدين هازارد، الذي يبدو لغزاً حقيقياً، خاصةً أنه لم يظهر في أي مباراة حتى الآن هذا الموسم، وكان الريال يعوّل عليه للظهور ضد برشلونة، لا سيما أن قدراته في خط الهجوم مميزة للغاية، ووجوده كفيل بإضافة القوة للفريق "الملكي".
كما أن الفريق سيلعب "الكلاسيكو" دون أي لاعب في مركز الظهير الأيمن، إذ إن داني كارفاخال لا يزال يتعافى من الإصابة ويحتاج 4-5 أسابيع للتعافي، بينما عاد ألفارو أودريوزولا من الإصابة مؤخراً، ولم يلعب منذ فترة، وتم استبعاده من القائمة التي ستخوض اللقاء.
كذلك فإن مارتن أوديغارد هو الآخر لن يظهر في المباراة؛ لكونه يحتاج نحو 6 أسابيع للشفاء من الإصابة التي تعرض لها على مستوى ربلة الساق.
وجود ملك الكلاسيكو
يعتبر وجود ليونيل ميسي في صفوف برشلونة، حافزاً كبيراً للفريق أمام ريال مدريد، لكونه "ملك" موقعة "الكلاسيكو" على مدار التاريخ.
ميسي أفضل هداف في "الكلاسيكو" على الإطلاق، بعدما سجّل 26 هدفاً (10 من ركلة جزاء)، كما أنه الأكثر صناعة للأهداف في "الكلاسيكو" أيضاً برصيد 14 هدفاً.
كذلك فإن ميسي واحد من خمسة لاعبين فقط سجلوا "هاتريك" في الكلاسيكو وهم: باولينو ألكانتارا من برشلونة، وسانتياغو برنابيو، وفيرينك بوشكاش، وخايمي لازكانو من ريال مدريد.
وإضافة إلى ذلك، فإن ميسي اللاعب الأكثر تسجيلاً لـ"الهاتريك" برصيد مرتين بالتساوي مع بوشكاش ولازكانو.
وبشكل عام، فإن ميسي أمام رقم قياسي في حال غياب سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد، إذ إن مشاركته ستجعله يتساوى مع الأخير كأكثر لاعب خوضاً لـ"الكلاسيكو" في التاريخ برصيد 44 مباراة.