الوداد البيضاوي بهجوم ضارب والأهلي المصري بخطة متوازنة.. تفاصيل وتاريخ “موقعة كازابلانكا” القادمة

بشعار "السادسة يا أهلي" يحل النادي القاهري ضيفاً على الوداد المغربي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، في مباراة صعبة وعصيبة على الفريقين. ويرغب الأهلي والوداد في تحقيق نتيجة إيجابية تمهد له الطريق للنهائي القاري قبل مباراة العودة والمقرر لها يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بالقاهرة، بينما يستضيف ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء مباراة الأهلي والوداد.

واستقر الاتحاد الإفريقي على إقامة مباراة العودة في مصر على أرضية استاد القاهرة الدولي، والذى رحَّب مسؤولوه باستقبال المباراة، وأكدوا جاهزية الملعب لاستقبال مباراة الأهلي ضد الوداد وأيضاً مباراة الزمالك ضد نادي الرجاء في إياب نصف النهائي.

موسيماني المتوازن 

يسعى المدرب الجنوب الإفريقي بيتسو موسيماني لتحقيق نتيجة إيجابية أمام الوداد المغربي، وكان من أهم أسباب تعاقد النادي الأهلي مع مدرب صن داونز السابق قوته في مداخل ومخارج بطولة إفريقيا، ومرونته الفنية وجودته الخططية والتكتيكية.

من قراءتي لموسيماني، يمكنني التكهن بأن بيتسو سيدخل مباراة الوداد في المغرب بتكتيك متوازن نوعاً ما، ليس هجومياً بشكل فَج، وليس بـ"ركن الأوتوبيس". وجرت عادة مدرب الأهلي الجديد في مباريات دوري أبطال إفريقيا خارج ملعبه، أن يسحب لاعب من الخط الهجومي ويدفع به في خط الوسط، تفاصيل تبدو بسيطة، لكنها تعمل على تضييق المساحات في خط الوسط وعدم إتاحة الفرصة للفريق الخصم لبناء الهجمة دون ضغط.

موسيماني لا يعشق الضغط العالي وليس مهووساً به، لكنه حريص على عدم فقدان الكرة بسهولة، ويشدد على أهمية استعادتها سريعاً عند فقدانها عن طريق الضغط العكسي في منطقتي الهجوم والوسط مع عودة المهاجمين للخلف. دفاعياً، يعتمد موسيماني على غلق زوايا التمرير، مع نظام المراقبة "رجل لرجل" في ملعب الخصم عند بنائه للهجمة، مع صعود الظهيرين للثلث الثاني من الملعب لغلق طرفي الملعب، ذلك لعدم منح أي مخرج للخصم من للعمق للطرف.

ولذلك أعتقد أن خطة 4-3-3 بدلاً من 4-4-2 أو 4-2-3-1 ستكون الأنسب للنادي الأهلي أمام الوداد المغربي، بدفع لاعب وسط محور بأدوار متنوعة وبحرية في التحرك بدلاً من صانع لعب صريح، لذا سيكون تشكيل الأهلي المثالي عبارة عن:
محمد الشناوي في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي الدفاعي التالي: علي معلول وياسر إبراهيم وأيمن أشرف وأحمد فتحي (بدلاً من محمد هاني) كعنصر خبرة اعتاد اللعب تحت الضغوطات الكبيرة مثل الأجواء الحالية. وفي وسط الملعب، سيتواجد المتألق أليو ديانغ كارتكاز صريح يميل للتغطية يميناً، وبجواره عمرو السولية كحلقة وصل بين الدفاع والهجوم ولبناء اللعب والمساندة دفاعاً وهجوماً (بوكس تو بوكس)، وثالث خط الوسط سيكون حمدي فتحي كلاعب محور دفاعي صريح وفي تلك الحالة يتم تحرير ديانغ هجومياً بعض الشيء. وحالة مشاركة محمد مجدي أفشة فإنه سيشارك كلاعب خط وسط بأدوار هجومية، وليس كصانع لعب متحرر من المهام الدفاعية. وفي الهجوم، يشارك الجناح حسين الشحات كلاعب قريب من رأس الحربة أليو بادجي، وجونيور أجايي يساراً.

ويجلس على مقاعد البدلاء أوراق رابحة لموسيماني تتمثل في المخضرم وليد سليمان، محمود كهربا، أحمد الشيخ، محمد هاني، والأنغولي جيرالدو، وصالح جمعة، ومروان محسن.

غاموندي الهجومي  

أما عن الوداد، فنشرت صحيفة "المنتخب" المغربية توقعها لطريقة لعب الوداد أمام النادي الأهلي، استناداً لأسلوب لعب الفريق في الدوري المغربي، واضعة في الحسبان رغبة الوداد الجامحة لتحقيق نتيجة مريحة على ملعبه، تساعده في مباراة الإياب، لذلك فإن الهجوم سيكون السلاح الأساسي الذي يعوِّل عليه الوداد. 

وسيعول ميغيل غاموندي مدرب الوداد على ثلاثي الهجومي: بديع أووك، وكازادي كاسونغو، وإسماعيل الحداد، لخلخلة دفاعات النادي الأهلي.

المدرب الأرجنتيني ميغيل غاموندي يعتمد على خبرته الطويلة في أدغال إفريقيا، حيث إن له باعاً طويلاً في الكرة الإفريقية. وهو مقامر مغامر، ليس من هؤلاء المدربين الذين يردون الفعل في أي مباراة، ولا ينتظر دقائق المباراة الأولى كي يقرأ خصومه ثم يُشكّل أوراقه، فالأرجنتيني يضع الهيكل العام، ويجبر الخصم على أن يكون رد الفعل لأفكاره.

وعند قدومه إلى الوداد البيضاوي اعتمد المدرب الأرجنتيني في البداية على خطة 4-2-3-1، بوضع محورين في الوسط و4 لاعبين في الهجوم، لكنه حولها بعد ذلك إلى 4-3-3، بخطة متوازنة بشكل أكبر، لكن بلا مركزية منظمة ومتنوعة بين الثلاثي الهجومي، أووك وكاسونغو والحداد.

كاسونغو مهاجم صريح، يميل أحياناً للأطراف لكن معظم تحركاته داخل الصندوق، أما بديع أووك يميل للتحرر، يخرج من مناطقه الأساسية كثيراً لتشتيت رقابة دفاع الخصم، والحداد هو جوهرة الوداد، سرعة فائقة ومهارة متنوعة، يلعب كنصف جناح ونصف مهاجم بين المدافعين.

إحصائيات وتاريخ مواجهات الفريقين

التقى الأهلي مع نظيره الوداد المغربي عام 2011 لأول مرة بدور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا وانتهت بالتعادل بثلاثية لكل فريق في القاهرة.

وانتهت موقعة الإياب بملعب محمد الخامس بالمغرب بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

وفي نسخة 2016 لبطولة دوري أبطال إفريقيا التقى الفريقان مرة أخرى وانتهت بالتعادل السلبي على ملعب الجيش ببرج العرب.

أما الموقعة الرابعة التي كتبت الفوز الأول رسمياً، فقد حسمها الأهلي على ملعب مركب محمد الخامس في المغرب بهدف نظيف سجله رامي ربيعة.

المواجهة الخامسة بين الأهلي والوداد كانت في دور المجموعات نسخة 2017 وفاز الأهلي على استاد برج العرب بهدفين، أحرزهما مؤمن زكريا وجونيور أجايي، وهو الفوز الأخير للأحمر على الفريق المغربي.

ليعود الوداد في سادس مواجهات الفريقين وفي دور المجموعات لبطولة 2017 ليفوز بهدفين نظيفين.

وفي البطولة ذاتها، اصطدم الفريقان ببعضهما في موقعة النهائي، لتنتهي مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي 1-1، ومن ثم يفوز الوداد البيضاوي في موقعة الإياب 1-0 ليحقق الانتصار الثاني على الأهلي ويقتنص الأميرة السمراء.

بذلك تصبح نتائج تاريخ مواجهات الأهلي والوداد الرسمية هي:
– 4 تعادلات 

– 2 فوز للنادي الأهلي
– 2 فوز للوداد البيضاوي 

مباراة صعبة على الفريقين، سيحسمها الأجهز والأكثر ثباتاً لتحقيق هدفه، الأهلي في عدم استقبال أهداف ووضع هدف كالسهم في القلب البيضاوي، والوداد في تسجيل أكثر من هدف لإراحة الأعصاب.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net