أصبح "ضياء سبع"، وهو لاعب كرة قدم إسرائيلي، قريباً من أن يصبح أول لاعب من الأراضي المحتلة "يحترف" في دوري عربي، وذلك بعد أن وصلت مفاوضاته مع نادي "النصر" الإماراتي، أحد أندية الدوري الإماراتي لكرة القدم "دوري الخليج"، إلى مراحل متقدمة.
إذ نشر "سبع"، الذي يلعب مع المنتخب الإسرائيلي الأول، صورة على حسابه بـ"إنستغرام"، السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، مُستقلاً طائرةً على درجة رجال الأعمال، علَّق عليها بقوله: "إلى دبي".
يأتي هذا الأمر، في وقت بلغت فيه وتيرة "التطبيع" بين الإمارات وإسرائيل، "السرعة القصوى"، منذ توقيع "اتفاق التطبيع"، يوم الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول الماضي، في البيت الأبيض.
احتفاء رسمي: وأعاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، نشر صورة "سبع"، على حسابه بـ"تويتر"، قائلاً: "لاعب كرة القدم الإسرائيلي ضياء سبع في طريقه إلى دبي؛ للانضمام إلى فريق النصر الإماراتي، ليصبح أول لاعب إسرائيلي في دوري الخليج".
قيمة الصفقة: ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني، السبت، أن قيمة الصفقة تبلغ 4 ملايين دولار، فيما سيحصل اللاعب على 3 ملايين دولار راتباً سنوياً.
كما أشارت إلى أن اللاعب سيوقع مع النادي الإماراتي لمدة 3 مواسم. وقالت إن "سبع يُعتبر من أبرز اللاعبين بالمنتخب الإسرائيلي في السنوات الأخيرة".
تأكيد إماراتي: في وقت لم يصدر أي تأكيد من الفريق الإماراتي حول الصفقة، فإن صحيفة "البيان" الإماراتية أكدت الأمر.
ففي تقرير لها، الخميس 24 سبتمبر/أيلول، قالت الصحيفة إن "نادي النصر اقترب من التوقيع مع لاعب الوسط الإسرائيلي ضياء سبع (27 عاماً)، من أصل عربي والذي يلعب حالياً في صفوف نادي غوانزو الصيني، ليكون بذلك أول لاعب إسرائيلي في دوري الخليج العربي".
وأضافت أن 'المفاوضات بين العميد وضياء سبع بلغت مراحلها الأخيرة، حيث تم الاتفاق على الراتب السنوي والشرط الجزائي الذي سيدفعه النصر للنادي الصيني مقابل انتقال لاعبه إلى الدوري الإماراتي".
وقالت: "سيكون ضياء سبع الذي ينتمي إلى عائلة عربية مسلمة، أول لاعب يحمل الجنسية الإسرائيلية في دوري الخليج العربي".
تطبيع رياضي: ففي العاشر من شهر سبتمبر/أيلول الماضي، كشفت قناة i24news الإسرائيلية عن عزم رجال أعمال إماراتيين الاستثمار بنادي "بيتار القدس" الإسرائيلي، الذي يُصنَّف بأنه النادي الأكثر عنصريةً في الدولة العبرية، وترفع جماهيره باستمرارٍ شعار "الموت للعرب" خلال مباريات الفريق.
وقالت القناة، إنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة إجراء سلسلة لقاءات بين المستثمرين الإماراتيين ومالك النادي الإسرائيلي، موشيه حوجج.
وأضافت: "وفقاً لمصادرنا فإنه من المفترض أن يتم خلال الأيام القادمة إجراء سلسلة لقاءات بين المستثمرين الإماراتيين ومالك النادي موشيه حوجج، وفي حال تم إبرام الاتفاق فإنه سيكون أول استثمار إماراتي بمجال الرياضة في إسرائيل".
النادي الأكثر عنصريةً: ووصفت القناة الإسرائيلية النادي بأنه مجموعة كرة القدم الإسرائيلية المعروفة بمواقف مُشجعيه اليمينية.
وقالت القناة: "من المعروف أيضاً رفض مشجعي الفريق رؤية لاعبين عرب أو مسلمين ضمن أعضاء المجموعة، في الوقت الذي يسعى فيه مالك النادي موشيه حوجج، جاهداً لإحداث تغيير جذري في هذه المواقف العنصرية التي عُرفت بها مجموعة المشجعين المعروفة باسم (لا فاميليا)، وتحويلهم إلى مجموعة متسامحة أكثر".
وفي وقت سابق، وجَّه نادي "هبوعيل بئر السبع" الإسرائيلي دعوة إلى نادي "شباب الأهلي دبي" الإماراتي لخوض مباراة ودية بين الفريقين؛ احتفالاً بتطبيع العلاقات بين الجانبين.
حرق المصحف: ويُعرف فريق بيتار القدس بهتافاته المعادية للعرب والفلسطينيين، حيث كثيراً ما يردد مشجعوه عبارة "الموت للعرب"، كما أقدم مشجعوه في عام 2013 على حرق المصحف الشريف وسبّ النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم).
وقبل سنوات وُجِّهت إلى 19 من مجموعة مشجعي النادي القومية المتطرفة "لا فاميليا" تُهم محاولة القتل، وتتضمن محاولة قتل مشجعي فرق منافسة، كما أن "بيتار" هو الوحيد بين أندية الدوري الإسرائيلي الذي لم يشارك فيه أي لاعب مسلم في تاريخه.
وفي عام 2013، أعرب أنصار الفريق عن غضبهم من التعاقد مع لاعبين مسلمين اثنين من الشيشان، ما أجبر الفريق على تعيين حراس شخصيين لحمايتهما، قبل أن تضطر إدارة النادي إلى التخلي عنهما.
يُذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اعترف في عام ،2018 بأنه "مشجع متعصب" لبيتار القدس، وقال بحسب ما ذكره موقع MAKO الإسرائيلي: "هيا يا بيتار، سأكون سعيداً لو حضرت مباراة للفريق، لكنني لا أريد أن أضايق الجمهور بالترتيبات الأمنية".