رغم رغبة مدرب برشلونة الجديد كومان في التوقيع مع مواطنه، لاعب ليفربول، جيني فينالدوم، فإن إدارة النادي الكتالوني تضغط أيضاً لوضع تياغو ألكانتارا ضمن قائمتها، بعد تألقه اللافت مع بايرن ميونيخ خلال منافسات الموسم الماضي محلياً وقارياً.
هناك مراكز أهم كثيراً من الوسط والهجوم يجب تدعيمها بالنسبة لبرشلونة، الأظهرة أهم كثيراً، وقلب الدفاع أيضاً، بالتالي يجب على الفريق السعي لتغطية هذه المراكز أولاً وثانياً وثالثاً. إلا أننا سنتحدث عن الوسط واللاعب القادم بما أنه التريند الأهم الذي يتصدر عناوين المواقع الرياضية.
مع التأكيد أن تياغو كلاعب أفضل كثيراً من فينالدوم. لكن ماذا عن الأنسب؟ ولماذا يجب أن يتجه الكتلان إلى الجودة قبل التنوع هذه المرة؟
يمتاز فينالدوم بالقوة البدنية الكبيرة ولديه حاسة تهديفية جيدة، لذلك فإنه يلعب باستمرار كلاعب وسط متقدم في رسم 4-3-3، أو خط وسط هجومي صريح مع هولندا في خطة لعب 4-2-3-1.
يتحرك فينالدوم دائماً خلف المهاجمين. مع ليفربول على سبيل المثال، يتمركز فيرمينو كمهاجم وهمي لا صريح، لكن على أحد طرفي الملعب، فهو يعود كثيراً للمنتصف، من أجل فتح الطريق أمام تقدم كل من ساديو ماني ومحمد صلاح من الأطراف، ومن ثم يتجه الهولندي نحو العمق. كما حدث ضد أتليتكو مدريد في مباراة الأنفيلد، ضمن إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
كذلك الحال مع منتخب هولندا، فالطواحين تلعب بممفيس ديباي في المقدمة كمهاجم متحرك، يمرر ويصنع ويراوغ، ويتيح الفرصة أمام تقدم فينالدوم لكي يلعب دور المهاجم الثاني في التشكيلة. وفي حال الدفاع، فإن فينالدوم يضغط باستمرار على دفاعات المنافس، إلا أنه ضعيف جداً فيما يخص اللعب في المساحات الضيقة، صناعة الفرص، والتمريرات الحاسمة.
تياغو ألكانتارا في المقابل لاعب وسط متكامل، لأنه لاعب وسط "فنان" في البناء والحيازة والسيطرة ونقل الهجمة، بالإضافة إلى قوته في الافتكاك والعرقلة والقيام بالشق الدفاعي. عندما تبتعد عنه الإصابة، من الصعب منافسته. لاعب وسط من الطراز الرفيع، ارتكاز ممرر، لديه الرؤية، والأهم من كل ذلك يدافع بذكاء وبحدة أيضاً أمام مرماه.
مع بايرن في رسم 4-2-3-1، أجاد بشدة اللعب كلاعب وسط محوري بجوار كيميتش ثم غروتيسكا، يعود إلى مناطقه للمساعدة في البناء من الخلف، ويتقدم باستمرار للقيام بدور صانع اللعب، مما يجعله مؤثراً بشدة على مستوى الصناعة والتمرير الذي يقود إلى التسديد بالنهاية، مع قدرته أيضاً على لعب دور لاعب الوسط المتقدم بالمركز 8، وحتى لاعب الارتكاز الدفاعي الصريح أمام رباعي الخلف في بعض الأحيان، القصد أنه يعرف كيف يساعد فريقه من أي مكان بالملعب.
لماذا تياغو أنسب من فينالدوم؟ ولماذا الجودة قبل التنوع؟
التنوع التكتيكي مهم بلا جدال في أي فريق. يصف المدرب مانويل بيليغريني في حوار سابق موسمه الوحيد مع ريال مدريد، ويلخص فشله رفقة الميرينغي بصورة فنية رفيعة المقام، واضعاً يده على السبب الرئيسي من وجهة نظره، إنه التشابه في كل شيء، وافتقاد التنوع المطلوب اللازم لخدمة المجموعة عند تأزم الأمور. هو نموذج قريب من المشروع الذي قد يفشل لأنه يضم 10 مهندسين دون أي عامل، وفي لحظة ما يكون الكل في أشد الحاجة إلى هذا الشخص الذي يختلف عنهم، حتى يُنجز ما عجزوا عن تحقيقه.
نتيجة لذلك فإن أمثال فينالدوم، وقبله باولينيو، فيدال، وآخرين، مهمون لأي فريق حتى برشلونة، لكن يجب أولاً أن يملك الفريق الأساس، ويحضر الجودة المطلوبة لصنع نظام تكتيكي قوي، وبعدها يبحث عن القوة البدنية والتنوع وتواجد العمال جنباً لجنب مع المهندسين في فريق واحد، لذلك فإن فريقاً مثل البارسا يجب أن يضع الجودة قبل التنوع، أي أن تياغو ألكانتارا بموهبته ومهارته وقدرته التقنية أهم وأنسب وأفضل من فينالدوم القوي بدنياً، مع التأكيد على أن تياغو قوي بدنياً أيضاً، مثل فينالدوم لا أقل.
يجب أن يؤسس برشلونة نظامه التكتيكي أولاً، ويحضر مجموعة من الأسماء القادرة على الحيازة والسيطرة والصناعة وفرض الشخصية داخل الملعب. وبتطبيق ذلك على الميركاتو الحالي، فإن تياغو يمثل المحرك بينما فينالدوم هو لون الطلاء، الإسباني أقرب إلى الاحتياجات بينما الهولندي هو الكماليات بحد ذاتها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.