بث التلفزيون الإيراني الرسمي تسجيلاً مصوراً السبت يظهر فيه اعتراف بطل مصارعة، يواجه حكمين بالإعدام، فيما يبدو بقتل حارس أمن بشركة مياه خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في عام 2018.
وأثارت قضية المصارع نويد أفكاري، استياء إيرانيين وجماعات حقوق الإنسان.
وأيدت المحكمة العليا الإيرانية حكمي إعدام صدرا بحق أفكاري الذي أدين بطعن الحارس حتى الموت وتهم أخرى، بحسب وسائل الإعلام الحكومية.
وجاءت واقعة القتل خلال بعض من أسوأ الاضطرابات التي وقعت في البلاد على مدى عقد بعد ارتفاع أسعار الوقود.
وألقى حكام إيران من رجال الدين باللائمة في احتجاجات الشوارع على "بلطجية" مرتبطين بمنفيين والولايات المتحدة وإسرائيل بوصفهما من الأعداء الأجانب.
اعترافات أفكاري
وعرض التلفزيون ما بدا أنها اعترافات مكتوبة لأفكاري. لكن أفكاري قال في تسجيل جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي إنه أُكره على التوقيع على هذه الوثائق.
وقال حسن يونسي محامي أفكاري إنه لا يوجد دليل واضح يثبت أن موكله مذنب.
وأضاف على تويتر "ليست هناك صورة لحظة وقوع الجريمة. الفيديو المزعوم يعود إلى ما قبل (واقعة) القتل بساعة".
وغالباً ما تنشر وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية اعترافات مزعومة للمشتبه بهم في القضايا ذات البعد السياسي.
وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومنظمة العدالة من أجل إيران، ومقرها لندن، في تقرير في يونيو/حزيران إن وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بثت ما يزيد على 355 اعترافاً بالإكراه في العقد الماضي.
ويرفض المسؤولون الإيرانيون مثل هذه الاتهامات.
ترامب يتدخل
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس السلطات الإيرانية لعدم تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق نويد أفكاري.
وكتب ترامب على "تويتر": "سمعت أن إيران تعتزم إعدام نجم المصارعة العظيم والشهير نويد أفكاري البالغ 27 سنة من العمر، الذي كانت فعلته الوحيدة التظاهر ضد الحكومة في الشوارع".
وأضاف أن المشاركين في التظاهرات في إيران: "كانوا يحتجون على الوضع الاقتصادي المتدهور للبلاد والتضخم".
وتابع: "أقول لقادة إيران إنني سأكون ممتناً جداً إن حافظتم على حياة هذا الشاب ولم تعدموه. شكراً لكم!".
مناشدة عاجلة
وكان عدد من الرياضيين الإيرانيين أصدروا بياناً قبل أيام، ناشدوا فيه اللجنة الأولمبية الدولية والأمين العام للأمم المتحدة إلى التحرك لإيقاف حكم الإعدام الصادر بحق نويد أفكاري.
وجاء في البيان: "للأسف هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النظام الإيراني بإعدام أو إطلاق النار على أبطال إيرانيين، والسبب ليس سوى مقاضاة المجرمين من قبل هؤلاء الأبطال، بسبب واجبهم الإنساني والوطني والرياضي وخوف النظام الإيراني من شعبيتهم".
وأضاف: "نحن مجموعة من الرياضيين واللاعبين الوطنيين ندعو السيد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، والسيد نيناد لالوفيتش، رئيس الاتحاد الدولي للمصارعة، والسيد أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياة هذا المصارع الإيراني وإبلاغ النظام الإيراني بأنه لم يعد بإمكانه أن يودي بحياة البشر لأسباب وهمية".