أنهى بايرن ميونيخ موسمه الاستثنائي بالتتويج بدوري أبطال أوروبا ليضاف إلى الثنائية المحلية، وبشكل واضح يعزى أداء بايرن ميونيخ العالي الذي لعب بهيمنة وسطوة مطلقة على خصومه، بحيث لم يترك أي مجال لخطأ تحكيمي أو فردي، ليثنيه عن تحقيق هدفه المتمثل في الفوز بالمسابقة الأكبر أوروبياً. كانت الحنكة الكبيرة لدى مدرب البافاري هانزي فليك في هذه النسخة الاستثنائية من دوري أبطال أوروبا إضافة لقوة دكة البدلاء وعمق التشكيل المتنوع وتوفر لاعبي الخبرة إلى جانب تألق الشباب وقبل كل شيء كانت لياقة الفريق البدنية العالية في ظل موسم استثنائي رافقته العديد من الاستراحات هي العلامات البارزة لموسم بايرن ميونخ بالإضافة إلى طريقة وفلسفة اللعب المطبقة على أرضية الميدان.
بضمير مرتاح، أستطيع القول إن بايرن ميونيخ كان الأفضل في البطولة الأوروبية في لشبونة!
أغلب نجوم بايرن ميونيخ كانوا متاحين بدءاً من الدور نصف النهائي ضد أولمبيك ليون، وجميعهم في المباراة النهائية ضد باريس سان جيرمان، بعد عودة نيكولاس زوله وبنيامين بافارد من الإصابة. فقط جيروم بواتينغ عانى من مشاكل عضلية وتم استبداله أثناء المباراة النهائية.
يشرح توماس مولر (30 عاماً) سر الفورمة العالية للاعبي بايرن ميونخ: "تحياتي لمدربي اللياقة البدنية لدينا! كمثال صغير: في مباراة برشلونة، كنا في الملعب نجري عمليات الإحماء قبل عشر دقائق كاملة من نزول الفريق الكتالوني. ما كنا نقوم به يعبر عن فلسفة مختلفة قليلاً. المباراة انتهت بنتيجة 8-2 وكان يمكن أن تكون مختلفة. لكنني أعتقد أن الجميع رأى أننا جائعون جداً جداً".
وأفضل مثال على رفاهية اللياقة البدنية التي امتلكها بايرن ميونيخ هو وضع المتألق إيفان بيريسيتش (31 عاماً) على دكة البدلاء في المباراة النهائية لأنه كان "متعباً قليلاً" قبل النهائي، وإشراك فليك لكينغسلي كومان (24 عاماً) بدلاً منه. كومان سجل هدف البطولة!
خلال استراحة كورونا والاستعداد لدوري أبطال أوروبا، كان وراء رئيس قسم اللياقة البدنية البروفيسور هولغر برويش وفريقه عمل ضخم عندما كانت الحصص التدريبية لا تزال تقام في ميونيخ. لكن المبادرة الذاتية ساعدت أيضاً؛ فاجأ ليون غروتيسكا (25 عاماً) الجميع بعضلاته الضخمة بعد توقف كورونا. وحصل فيليب كوتينيو (28 عاماً) على جسد رائع بعد انضمامه لبايرن ميونيخ، حاله حال كل من روبرت ليفاندوفسكي (32 عاماً) وألفونسو ديفيز (19 عاماً) وديفيد ألابا (28 عاماً).
كان الفارق الفني والبدني مرعباً بين بايرن وبرشلونة في مباراة الربع النهائي، وما عليك سوى إلقاء نظرة على لوحة النتيجة للتأكد من ذلك. وأكدت الإحصائيات تلك الفرضية، ذلك أن فارق المسافة التي قطعها الخصمان لا يمكن التغاضي عنه. قطع فريق فليك 107.6 كيلومتر، بينما ركض فريق البلوغرانا 98.3 كيلومتر.
تتطلب فلسفة مدرب بايرن ميونيخ، والتي تهدف إلى الضغط الجماعي العالي، لياقة بدنية عالية. وحقيقة أن لاعبي بايرن ميونيخ لا يظهرون أي أعراض للتعب والإرهاق على الرغم من الانقطاع الطويل بسبب فيروس كورونا والابتعاد لمدة شهر عن المباريات التنافسية بين بداية يوليو/تموز وبداية أغسطس/آب، توجب نسب الفضل بجزء لا يستهان به إلى مدرب اللياقة هولغر برويش وفريقه. حيث زود البروفيسور الفريق بالأدوات والتدريبات اللازمة مع فترة الحجر الصحي وبداية العودة للتدريبات. وكشف البالغ من العمر 45 عاماً في نهاية أبريل/نيسان فيما يتعلق بالانقطاع المرتبط بالوباء قائلاً: "بالطبع نحن نعلم جيداً كيف يمكن أن يكون لفترات الخمول السلبية حتى القصيرة جداً تأثيرات فسيولوجية على اللاعبين. وخطر فقدان القدرة على أداء الوظائف والأدوار بسبب عدم النشاط يؤثر على الجميع".
كان برويش مسؤولاً بشكل أساسي عن التدريبات الإلكترونية خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان، الأمر الذي جعل اللاعبين يظهرون بذلك المظهر المميز. توماس مولر كشف مؤخراً في مقابلة صحفية أنه وزملاءه كانوا يفضلون "الصعود إلى القمر" بدلاً من تلك التدريبات القاسية، في إشارة إلى كثافة التدريبات البدنية.
لكن الفريق الآن يحصد ثمار جهودهم الهائلة. لكن ما الذي يجعل عمل برويش مهماً جداً وخاصاً جداً؟ ربما غريزته، سنوات من الخبرة للتحكم الصحيح في التدريب. وقد قادهم بذلك من نصر إلى نصر.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.