التتويج بالثلاثية التاريخية في أوروبا "الدوري والكأس ودوري الأبطال"، حلم يراود أي مدرب في القارة "العجوز"، ومنذ عام 1992 إبان اعتماد النسخة الجديدة من دوري أبطال أوروبا، قدّم العديد من المدربين أوراق اعتمادهم على الساحة الكروية، بإحرازهم الثلاثية التاريخية.
وفي التقرير التالي نستعرض المدربين الستة الذين حصدوا الثلاثية التاريخية في القارة العجوز على مر التاريخ.
أليكس فيرغسون
كان موسم 1998-1999 ناجحاً بالنسبة لمسيرة السير أليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد على جميع الأصعدة.
وخاض فيرغسون مع اليونايتد موسماً ماراثونياً آنذاك، إذ حقق لقب الدوري الإنجليزي في اليوم الأخير، بعد فوزه على توتنهام (2-1)، ثم واجه نيوكاسل في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، وحسم النهائي لمصلحته (2-0).
وجاء نهائي دوري أبطال أوروبا ليكون أفضل خاتمة بالنسبة للفريق، إذ كان متأخراً على ملعب "كامب نو" أمام بايرن ميونخ (0-1) حتى الدقائق الأخيرة، قبل أن يقلب المجريات رأساً على عقب بإحرازه هدفين قاتلين، في أحد أعظم نهائيات بطولة دوري الأبطال على الإطلاق.
بيب غوارديولا
كان موسمه الأول مع برشلونة رائعاً بكل المقاييس، بعدما صنع التاريخ بقيادة الفريق لأول ثلاثية في تاريخ النادي.
مشوار برشلونة في الدوري كان مثالياً، بعدما حسم اللقب على حساب ريال مدريد بفارق 9 نقاط، بينما نال كأس الملك بفضل انتصاره المريح في النهائي على أتلتيك بلباو (4-1).
أما في دوري الأبطال، فقد كانت التوقعات تشير لمواجهة متكافئة في النهائي بين برشلونة ومانشستر يونايتد، غير أن لمسات غوارديولا خارج الملعب وجهود ليونيل ميسي ورفاقه داخل الملعب، كانت كافية لحسم اللقب بـ"البلوغرانا" بالفوز (2-0).
جوزيه مورينيو
كان موسم 2009-2010 نموذجياً بالنسبة لإنتر ميلان في عهد مديره الفني جوزيه مورينيو، بعدما كوّن فريقاً منظماً وقوياً وجماعياً، ما أسهم في نيله الثلاثية التاريخية.
وخلال مشواره في الدوري، احتاج الإنتر للفوز في اليوم الأخير لحسم اللقب لمصلحته على حساب روما، قبل أن يهزم "الذئاب" في نهائي كأس إيطاليا (1-0)، ليحصد الثنائية المحلية.
وعلى صعيد دوري الأبطال، كانت جهود الثلاثي صامويل إيتو ودييغو ميليتو وغوران بانديف واضحة في وصول الفريق للنهائي، بخلاف جهود ويسلي شنايدر.
وحسم "النيراتزوري" اللقب آنذاك على حساب بايرن ميونخ (2-0)، ليصبح مورينيو ثالث مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا مع فريقين مختلفين، بعدما فعل ذلك مع بورتو في 2004.
يوب هاينكس
كان موسم 2011-2012 حزيناً بالنسبة لبايرن ميونخ، بعدما تخلى عن لقب الدوري الألماني لمصلحة بوروسيا دورتموند، ثم خسر نهائي الأبطال أمام تشيلسي، لكنه عاد في الموسم التالي ليحقق أفضل انتقام على الصعيدين المحلي والقاري.
وحقق البايرن لقب الدوري الألماني آنذاك بفارق كبير وصل إلى 25 نقطة، قبل أن يحسم لقب كأس ألمانيا على حساب شتوتغارت (3-2) في النهائي.
أما في صراع دوري الأبطال، فقد شاءت الأقدار أن يواجه "البافاري" غريمه بوروسيا دورتموند، إذ حسم عملاق ألمانيا اللقاء (1-0)، محققاً الثلاثية التاريخية مع المدرب هاينكس.
لويس إنريكي
كما هو الحال مع غوارديولا في موسمه الأول، جاء الحال مشابهاً بالنسبة لإنريكي في موسمه الأول أيضاً، بعدما تولى المسؤولية خلفاً لتاتا مارتينيو، بعد موسم كارثي.
مع إنريكي، نجح برشلونة في إعادة نفسه للواجهة من جديد بفضل خط هجومه الناري المكون من الثلاثي ليونيل ميسي، ولويس سواريز، ونيمار دا سيلفا.
وحسم "البارسا" لقب الدوري في البداية على حساب ريال مدريد بفارق نقطتين، إذ سجل الفريق آنذاك 110 أهداف، ثم خطف لقب الكأس على حساب بلباو أيضاً بالفوز (3-1).
أما في نهائي الأبطال، فقد كان الخصم يوفنتوس هذه المرة، واستطاع "البلوغرانا" أن يهزم خصمه (3-1)، بفضل تألق نيمار وسواريز وراكيتيتش.
هانز فليك
لا يمكن لأي عاشق للنادي "البافاري" أن ينسى هذا الموسم على وجه الخصوص، إذ كانت البداية كارثية وغير مبشرة تحت قيادة المدرب نيكو كوفاتش، قبل أن تتم إقالته، ويتم تعيين هانز فليك بدلاً منه بشكل مؤقت، والذي حقق بداية قوية مع الفريق، الأمر الذي جعل الإدارة تبقي عليه بشكل نهائي.
واستطاع فليك أن يعيد "البافاري" لمستواه المعهود خلال فترة وجيزة، إذ تمكن من حسم الدوري الألماني بفارق 13 نقطة عن أقرب ملاحقيه، كما حصد كأس ألمانيا على حساب باير ليفركوزن (4-2).
أما في دوري الأبطال، فقد سطّر موسماً تاريخياً، إذ تمكن الفريق تحت قيادته من الفوز في جميع المباريات منذ دور المجموعات وحتى اللقاء النهائي، ليكون الأول الذي يفعل ذلك منذ انطلاق المسابقة.
كما أن البايرن وصل لهدفه رقم 500 في المسابقة، ويكون ثالث من يصل لهذا الرقم، بعد ريال مدريد (567 هدفاً)، وبرشلونة (517 هدفاً).
ولا يمكن هنا المرور دون ذكر فوزه الكاسح على برشلونة (8-2) في ربع النهائي وهو الفوز الأكبر على الإطلاق في الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا.