بعد موسم شاق وصعب تخللته فترة توقف غير اعتيادية بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد"، فاز بايرن ميونخ بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه.
ويعتبر هذا اللقب هو الثاني خلال 8 سنوات بالنسبة للنادي "البافاري" في المسابقة، في حين أخفق باريس سان جيرمان في تحقيق حلمه بالظفر بأول ألقابه بالبطولة القارية.
ولم يكن بايرن ميونخ ليحقق اللقب، لولا اللعب الجماعي للفريق تحت قيادة مديره الفني هانز فليك، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه.
وبات فليك المدير الفني الخامس الذي يحقق دوري أبطال أوروبا من أول محاولة له خلال ظهوره في المسابقة، إذ سبقه في ذلك الإنجاز أربعة مدربين آخرين.
هانز فليك
حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لم يكن بايرن ميونخ في أفضل حالاته، قبل أن يُقدم النادي على قرار حاسم غيّر المجريات رأساً على عقب، بإقالة المدير الفني الكرواتي نيكو كوفاتش، وإسناد المهمة بشكل مؤقت لمساعده هانز فليك.
وبعد العديد من المباريات القوية التي قدّمها النادي "البافاري" تحت قيادة فليك، قررت إدارة بايرن ميونخ الإبقاء عليه بشكل نهائي.
وبالفعل واصل الفريق مع فليك (55 عاماً) تقدمه واستعاد مستواه الحقيقي، ناهيك عن التغيير الكبير الذي أحدثه المدرب على صعيد طريقة اللعب، بدليل أن النادي "البافاري" لعب معه 36 مباراة، فاز في 33 منها، وتعادل مرة واحدة، بينما خسر مرتين.
كما قدّم البايرن مع فليك أداءً مبهراً في دوري أبطال أوروبا، بعدما اختتم المسابقة دون أن يخسر في أي لقاء، وهو إنجاز تاريخي يتحقق لأول مرة في تاريخ البطولة القارية.
فيسينتي ديل بوسكي
بعد تدريبه ريال مدريد "كاستيا" في أكثر من من 100 مباراة، اعتمدت إدارة النادي "الملكي" على فيسنتي ديل بوسكي مرتين كمدير فني مؤقت للفريق الأول خلفاً لمدربين مقالين، بهدف إنهاء الموسم بأي طريقة.
ولكن في عام 1999، أعلن ريال مدريد تعيين ديل بوسكي مديراً فنياً دائماً للفريق الأول، ليحصد نجاحاً منقطع النظير مع الفريق في أول مواسمه.
وفاجأ المدير الفني الإسباني، الجميع بنيله لقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، وذلك في أول مشوار تدريبي له في المسابقة، إثر تغلب الريال وقتها على فالنسيا في النهائي (3-0).
وحافظ ديل بوسكي على منصبه حتى 2003، إذ حقق لقب دوري الأبطال للمرة الثانية في مشواره مع ريال مدريد عام 2002، بخلاف ألقاب أخرى كالدوري الإسباني (مرتين)، والسوبر الأوروبي مرة واحدة.
روبيرتو دي ماتيو
لعب دي ماتيو مع تشيلسي خلال الفترة من 1996-2002، وهي أطول فترة قضاها كلاعب مع أي فريق في مسيرته الكروية، ولكن بعد 9 سنوات من رحيله، عاد لـ"البلوز" كمدرب مساعد لأندريه فيلاس بواش.
وعقب إقالة المدير الفني البرتغالي، تولى دي ماتيو المسؤولية بدلاً منه، وكانت البداية له من دور الـ16 لدوري الأبطال، والذي شهد انقلاباً حقيقياً في أوضاع تشيلسي، بعدما كان خاسراً للذهاب (1-3) أمام نابولي، ليحوّل سقوطه إلى انتصار في الإياب (4-1)، ويصعد للدور القادم.
وتخطى تشيلسي بنفيكا في دور الثمانية (3-1) بمجموع المباراتين، قبل أن تُسقط كتيبة دي ماتيو برشلونة في نصف النهائي (3-2) بمجموع المباراتين.
وفي النهائي حسم "البلوز" اللقب لمصلحته بالانتصار على بايرن ميونخ بركلات الترجيح (4-3)، عقب التعادل (1-1)، ليحقق دي ماتيو إنجازاً رائعاً في مسيرته مع تشيلسي، الذي غادره في 2013، ولم يتول بعدها تدريب أي فريق آخر.
لويس إنريكي
كانت بدايته رائعة كمدير فني مع برشلونة عام 2014، بعد فترة قصيرة قضاها مع روما وسيلتا فيغو، إذ نجح في إعادة الفريق لواجهة البطولات، بفضل صرامته بالتعامل مع اللاعبين.
ولعل أبرز موقف لإنريكي هو صدامه مع ليونيل ميسي، ما جعله يستبعد الأرجنتيني من التشكيلة الأساسية لمواجهة ريال سوسييداد في منتصف الموسم.
ولكن في النهاية وضع إنريكي وميسي خلافاتهما جانباً، وقاد المدير الفني برشلونة لتحقيق ثلاثية تاريخية ثانية بعد 2008-2009.
وفي مشواره بدوري الأبطال، كان برشلونة مميزاً طوال المسابقة وصاحب أداء ثابت، إذ وصل النهائي وفاز على يوفنتوس الإيطالي (3-1)، ليحسم اللقب بقيادة إنريكي، الذي رحل بعد 3 سنوات على توليه المهمة.
زين الدين زيدان
بعد اعتزاله كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم داخل "سانتياغو برنابيو"، انطلق زيدان في مسيرته التدريبية، واكتسب خبرة جيدة بعدما أشرف على فريق ريال مدريد "كاستيا" لأكثر من 50 مباراة.
ولكن عقب إقالة رافائيل بينيتيز من تدريب الفريق الأول بريال مدريد خلال يناير/كانون الثاني 2016، أعلن النادي "الملكي" عن تعيينه بدلاً منه، على أمل إصلاح الأوضاع حتى نهاية الموسم.
لمسات زيدان الفنية بدأت تتضح معالمها منذ البداية، خاصة في صراع دوري أبطال أوروبا، الذي قاد فيه الفريق لتحقيقه للمرة الحادية عشرة في تاريخه آنذاك.
وخاض زيدان عدة مباريات قوية مع ريال مدريد المسابقة، إلا أن أقواها صراع نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، قبل أن يحسم بطاقة النهائي لمصلحته بالفوز (1-0) في مجموع المباراتين، ثم تفوق في اللقاء الختامي على غريمه أتلتيكو مدريد بركلات الترجيح (5-3)، عقب التعادل (1-1).
لم يكتف زيدان بذلك وكرر النجاح في الموسمين التاليين، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه كونه المدرب الوحيد الذي حقق المسابقة 3 مرات على التوالي.