فاجأت إدارة فريق كولن الألماني لكرة القدم أحد مشجعيها برد لم يكن يتوقعه، بعد أن رحبت باستقالته من عضوية النادي احتجاجاً منه على وضع صورة مسجد على قميص الفريق الممارس في "البوندسليغا"، وفق ما ذكرته وسائل إعلام ألمانية الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020.
صورة مسجد تثير الجدل: موقع "DW" الألماني كشف أن فريق كولن لكرة القدم رحّب بتقديم أحد مشجعيه استقالته من العضوية بالنادي اعتراضاً على وضع رسم لمسجد على قميص النادي. وكتب المشجع للنادي قائلاً: "لا أستطيع التعرف على نفسي مع وجود المساجد والمسلمين".
تابع الرجل في خطاب استقالته أيضاً أنه يتوقع أن يصبح لون القميص في المستقبل "وردياً، لكي يكتمل الانفتاح على العالم".
بجانب كاتدرائية كولونيا الشهيرة ونهر الراين ومعالم المدينة الأخرى، يحتوي قميص كولن أيضاً على رسم لمسجد.
رد نادي كولن عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اليوم الثلاثاء (11 أغسطس/آب 2020) بأنهم "وافقوا بسعادة على إلغاء" عضوية المشجع. ووضع النادي صورة لقميص "وردي" وكتبوا للمشجع المستقيل: "وشكراً على فكرة القميص" الوردي!
رمز للجالية التركية: أكدت إدارة نادي كولن في "تغريدتها" على تويتر على ميثاق النادي، ذاكرةً أن به 11 مادة تم فيها تلخيص معايير وقيم التعاون بين النادي والأعضاء والمشجعين. وأنه جاء فيها بشكل خاص: "نريد التسامح والإنصاف والانفتاح والاحترام – دائماً وفي كل مكان".
رد أحد المغردين على النادي قائلاً إن المسجد تابع لإحدى الجمعيات التركية، زاعماً أن أفكارها "تتناقض مع ميثاق نادي كولونيا…"، ليرد النادي قائلاً: "فكرنا في الأمر والمسجد هو رمز للجالية التركية الكبيرة في كولونيا، والتي بها كثير من عشاق نادي كولونيا، لقد أصبحت جزءاً من أفق كولونيا، وهذا بغض النظر عن موقف الشخص من الناحية السياسية تجاه من يدير المسجد".
أكبر مساجد أوروبا: في عام 2018 دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كولونيا المسجد الذي شيّد بتمويل من "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية" المرتبط بالسلطات في تركيا.
يعتبر المسجد المشيد بالإسمنت والزجاج بمآذنه المرتفعة 55 متراً وقبته الشاسعة ومساحته البالغة 4500 متر مربع، من أضخم مساجد أوروبا، وهو مصمم بحسب مهندسه بول بوم ليكون رمزاً للانفتاح.
يقع المسجد الذي يمكن أن يتسع لآلاف المصلين في حي إرنفيلد على مقربة من برج تلفزيون كولونيا.
بدأ العمل على بناء المسجد في 2009 وبالرغم من مواجهته معارضة كبيرة وإثارته جدلاً محلياً، بدأ باستقبال المصلين عام 2017، وقدم معارضو المسجد وخصوصاً من اليمين المتطرف عدة طعون ضد بناء المسجد مبدين مخاوف من تحول كولونيا إلى مركز للإسلاميين على غرار ما حصل في لندن، غير أن الطعون فشلت في نهاية المطاف.