عودة مباريات دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم بعد جائحة كورونا كانت مختلفة ومثيرة، حيث شهدنا عودة للمباريات بعد غياب طويل خرجت معها فرق ريال مدريد ويوفنتوس من المنافسة من الباب الصغير، وتأهل فريق فرنسي آخر برغم توقف الدوري، ودرس كروي من بايرن ميونيخ يتلقاه لامبارد ولاعبوه، وتأهل ليس بالمفاجئ لبرشلونة، ومن قبل ينتظر كل من باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد ولايبزيغ وأتلانتا بعد تأهلها سابقاً.
خروج من الباب الصغير
ريال مدريد ويوفنتوس خرجا من البطولة الأغلى في الدوري، ولكن تمكنا من الخروج من الموسم ببطولة الدوري المحلي في بلديهما. في حسابات الربح والخسارة قد نعتبرهما فائزين بجزء من الكعكة، ولكن بحسابات أخرى هي خسارة مزدوجة لكليهما، أولاً: فقدان الفرصة لتعزيز سجلهما باللقب الأوروبي الأغلى في القارة، وثانياً: خسارة الفرصة لرفد خزائنهما ببعض الأموال التي يمكن أن تساعدهما كثيراً في عصر ما بعد جائحة كورونا الذي أثر على الكثير من القطاعات اقتصادياً، وقطاع كرة القدم لم يكن استثنائياً.
الخروج من بطولة بحجم دوري أبطال أوروبا كان لابد له من ضحايا، وأولهم كان مدرب يوفنتوس، ماوريسيو ساري، الذي لم يشفع له الفوز بالدوري المحلي للاستمرار طويلاً على الأقل لموسم قادم. وتلك الإقالة نتيجة طبيعية لما كنا نراه من عدم إقناع من طرفه بالمباراة الأولى له وحالة الشك التي لازمته وأسلوبه المهتز في إدارة الفريق فنياً. والقادم على رأس الإدارة الفنية هو اللاعب السابق أندريا بيرلو والذي تم تعيينه مدرباً لفريق الشباب قبل مباراة يوفنتوس أمام ليون بفترة قصيرة، ولكن فجأة نجده كمدرب للفريق الأول في تجربته الأولى، وفي حالة فريدة لم تمر على يوفنتوس من قبل.
ويبدو أن هذا تفكير جُل إدارات الفرق الأوروبية العريقة التي تحاول استنساخ تجربة غوارديولا مع برشلونة 2009، حيث نجد أن معظم الفرق تتجه إلى لاعبيها وأساطيرها السابقين عندما تشعر أنها في مأزق وتريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وهذا ما فعله ريال مدريد مع زيدان وتشلسي مع لامبارد ومانشستر يونايتد مع سولشاير وأرسنال مع أرتيتا وبايرن ميونيخ مع فليك. ولكن كما أثبتت الكثير من التجارب فليس بالضرورة أن يكون اللاعب الأسطوري مدرباً بارعاً فما زال مارادونا يحاول أن يحقق حلمه كمدرب أسطوري ولكن الفشل هو ديدنه حتى الآن.
مباريات دور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم ستكون مختلفة كلياً عن النسخ السابقة، مع تجمع الفرق في مدينة لشبونة البرتغالية هذا الأسبوع وستلعب جميعها مباراة واحدة إقصائية بدون جمهور حتى المباراة النهائية التي ستقام يوم 23 أغسطس/آب الحالي. ومن ثم نجد أن معظم مدربي الفرق المتأهلة تحت ضغط رهيب. فالخسارة قد تكلفهم مناصبهم في حالة الخروج، وعلى رأس هؤلاء المدربين مدرب باريس سان جيرمان توماس توخيل ومدرب برشلونة كيكي سيتين. ففي حالة خروج باريس سان جيرمان أمام فريق أتلانتا، هذا الأمر من شأنه أن يفتح باب النقاش حول مستقبل المدرب الذي سيكون بقاؤه محل شك كبير، بالنظر إلى تجارب الإدارة مع مدربيه السابقين مثل: كارلو أنشيلوتي وأوناي إيمري ولوران بلان الذين لم يشفع لهم الفوز بالدوري المحلي وكانت إقالتهم هي الثمن الذي دفعوه عند الخروج من دوري أبطال أوروبا وعدم تحقيق اللقب وهو الحُلم الذي يطارده الفريق منذ فترة طويلة ودفع من أجله الكثير من المال لاستقطاب النجوم.
وبالمثل نجد أن مدرب برشلونة الإسباني كيكي سيتيين من أكثر المدربين الذين سيواجهون خطر فقدان وظيفته في حالة الخروج أمام بايرن ميونيخ، وإذا خرج الفريق فربما سنرى بصورة كبيرة المدرب خارج أسوار النادي، خاصة أن الجميع أصبح يطالب بجلب أسطورة تشافي، مدرب نادي السد القطري الحالي لتولى المهمة في تكرار استعانة الفرق بلاعبيها السابقين لتولى مهمة تدريبها. ولكن في حالة تشافي ستكون التجربة مبشرة للغاية، نظراً إلى الخبرة التي اكتسبها المدرب مع فريقه الحالي ووصوله لأدوار متقدمة في بطولة دوري أبطال آسيا الموسم السابق.
زيدان في أمان
وعلى صعيد المدربين الآخرين، نجد أن الحديث عن رحيل دييغو سيميوني عن فريق أتلتيكو مدريد الإسباني في حالة الخروج من بطولة دوري أبطال أوروبا مستبعد إن لم يكن مستحيلاً وستظل الإدارة متمسكة به حتى يقرر هو الخروج بنفسه. وبالمثل نجد أن مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان وبالرغم من الخروج من البطولة، إلا أن تجديد الثقة به طبيعي، لأن بيريز رئيس النادي يبحث عن استمرارية المشروع الذي يقوده الفرنسي.
وهذا أيضاً نجده مع بايرن ميونيخ ومدربه هانز فليك الذي نجح في إعادة الأمور إلى نصابها في البيت البافاري في وقت قصير للغاية جعل إقالته حتى في حالة الخسارة أمام برشلونة مستبعداً بصورة كبيرة، بينما يبدو مانشستر سيتي أكثر استقراراً مع المدرب بيب غوارديولا ولا يبدو على إدارة الفريق أي نوع من الاستعداد للتفريط في المدرب الإسباني الذي يبدو الوحيد القادر على تحقيق الحُلم الأوروبي وإن طال انتظاره.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.