تزخر الأندية الفرنسية لكرة القدم بالكثير من اللاعبين العرب الموهوبين، وخاصة من ذوي أصول شمال إفريقية كالجزائر والمغرب وتونس، والذين ينشؤون ضمن مراكزها التكوينية، قبل أن يغادر البعض منهم نحو فرق أوروبية أخرى أكثر شهرة، على غرار كريم بنزيمة وسمير نصري ومهدي بن عطية ورياض محرز.
وبالمقابل يفضل البعض الآخر، اضطراراً أو طواعية، البقاء ضمن الفريق الذي تكوَّنوا به، خاصة في حال ما إذا كان الأمر يتعلق بنادي كبير مثل باريس سان جيرمان الذي بات في السنوات القليلة الماضية من عمالقة أوروبا ويضم في صفوفه عدداً معتبراً من نجوم الكرة العالمية.
ويبرز من بين هؤلاء اللاعبين الشباب الطموحين، مثل متوسط الميدان المغربي قيس رويز عطيل، الذي هدّد في منتصف الموسم بالرحيل عن سان جيرمان إلى أحد الأندية الأوروبية الكبيرة المهتمة به في حال عدم ترقيته إلى الفريق الأول في الموسم الجديد (2020-2021)، والذي يبدو في طريقه لتحقيق رغبته وتحقيق أيضاً أمنية تحدث عنها، قبل 9 سنوات، رئيس نادي العاصمة الفرنسية، القطري ناصر الخليفي.
دخل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، يوم 30 يونيو /حزيران الماضي، المرحلة الثانية من عودته التدريجية للتدريبات بمركزه الرياضي "كون دي لوج"، بخوض تمارين على شكل مجموعات بـ10 لاعبين، وهي العودة التي كان قد دشنها بالمرحلة الأولى يوم 22 من نفس الشهر الماضي، بإجراء حصص تدريبية على شكل مجموعات بـ5 لاعبين.
وكان المغربي الشاب قيس رويز عطيل، الذي لم يبلغ بعد الـ18 عاماً من عمره، ضمن مجموعة الـ10 التي ضمت أيضاً النجمين البرازيلي نيمار والأرجنتيني أنخيل دي ماريا والايطالي ماركو فيراتي، وذلك بعدما تمت ترقيته في الصيف الحالي للتدرب مع الفريق الأول في انتظار حسم ضمه للتعداد الذي سيعتمد عليه المدرب توماس توخيل في الموسم الرياضي الجديد (2020-2021).
البداية من ليون ثم برشلونة
ولد قيس رويز عطيل يوم 26 آب/أغسطس 2002، بمدينة ليون الفرنسية من أب مغربي وأم فرنسية من أصول إسبانية، وقد بدأ ممارسة رياضة كرة القدم، في سن الرابعة من عمره ضمن نادي جيرلاند الصغير الذي ينتمي للحي الذي نشأ به الطفل الموهبة، قبل أن ينضم للمركز التكويني لنادي ليون في سنة 2009.
ولم يستمر عطيل مع ليون سوى أشهر قليلة، بحيث لفت انتباه كشافي نادي برشلونة الإسباني الذي ضمه لمدرسته الشهيرة "لاماسيا" في صيف 2009، لكن قيس الصبي اضطر لمغادرة النادي الكاتالوني في سنة 2015، بسبب العقوبة التي سلطها الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدم ضم لاعبين جدد، بعد فضيحة التعاقد مع لاعبين أجانب قصر، والذين كان من بينهم قيس رويز عطيل الذي يحمل الجنسيتين المغربية والفرنسية.
العودة إلى فرنسا من بوابة "البي إس جي"
وعاد الطفل عطيل إلى فرنسا من بوابة مدرسة نادي باريس سان جيرمان، في يوليو/تموز 2015، حيث كانت سمعته وشهرته قد بلغت مسؤولي التكوين بنادي العاصمة من خلال الفيديوهات التي كانت تتداول بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تبرز قدراته ومهاراته الفنية العالية.
وبعدما أكد عطيل إمكانياته الكبيرة ضمن المركز التكويني لنادي باريس سان جيرمان منحته إدارة "البي إس جي" عقداً شبه احترافي في يونيو /حزيران 2017، ثم أول عقد احترافي في أغسطس/آب 2018، لكن دون أن ينضم إلى الفريق الأول، بحيث واصل التدرب ضمن فريق الشباب في موسم 2018-2019، ثم فريق الشباب لأقل من 19 عاماً، في موسم 2019- 2020.
وتألق قيس عطيل في الموسم المنقضي، رفقة شباب نادي العاصمة الفرنسية، لكن دون أن يشفع له ذلك لدى المدير الفني للفريق الأول، الألماني توماس توخيل لضمه لتشكيلته ومنحه فرصة الظهور في دوري الأضواء ولو لبضع دقائق، ما جعل اللاعب المغربي بإيعاز من مقربيه، يهدد بالرحيل في الموسم الجديد ( 2020- 2021) في حال عدم منحه عقداً جديداً وضمه لفريق الأكابر خاصة في ظل سعي بعض الأندية الأوروبية العملاقة لخطفه، على غرار ريال مدريد الإسباني وغريمه برشلونة الذي يريد استرجاع الفتى الذي نشأ وتكون بمدرسته صغيراً.
"البرسا" يريد استرجاعه
ربما يرغب برشلونة في استرجاع قيس عطيل ليكون خليفة نجمه الحالي الأرجنتيني ليونيل ميسي. مثلما يبدو أنَّ باريس سان جيرمان يريد الإبقاء على لاعبه الموهوب في حديقة الأمراء تحسباً ليكون، على المدى المتوسط، النجم الأول للفريق، لتتحقق بذلك أمنية رئيس النادي، القطري ناصر الخليفي، الذي صرح في عام 2011: "أنا متأكد أننا سنجد ميسي الجديد بباريس وستكون تلك هي إحدى مهماتنا في مركز تكوين النادي"، وذلك بما أنّ عطيل قد تكون بمدرسة نادي العاصمة الفرنسية من 2015 إلى 2020.
ويملك قيس عطيل الجنسيتين المغربية والفرنسية، ولكن يبدو أنه لم يفصل بعد في المنتخب الذي سيحمل ألوانه عندما يرتقي إلى فئة الكبار، بحيث بدأ مشواره الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، مع منتخب بلده الأصلي المغرب لأقل من 15 سنة، قبل أن ينضم إلى منتخب بلد مولده فرنسا لأقل من 16سنة، في آب/أغسطس 2017. ولكن بما أنه لم يخض بعد أي مباراة رسمية مع المنتخب الأول فبإمكانه تغيير جنسيته الرياضية بحسب ما تسمح به قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم ( فيفا). وهذا موضوع آخر يتعلق باختيار القلب مثلما كان الشأن مع العديد من اللاعبين المزدوجي الجنسية الذين يدافعون عن ألوان المنتخب المغربي على غرار حكيم زياش وأشرف حكيمي ويونس بلهندة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.