قرَّر مجلس إدارة النادي الأهلي إقصاء المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، من القائمة الفخرية لرؤساء شرف النادي، مُعلناً نيته رد جميع الهدايا والتبرعات التي قدَّمها خلال السنوات الماضية، بعد الحصول على موافقة وزير الشباب والرياضة.
وأصدر الأهلي بياناً عقب اجتماع مهم تضمَّن خمسة قرارات بإجماع أعضائه، كان أهمها إلغاء قرار مجلس الإدارة السابق، ورفع اسم تركي آل الشيخ من القائمة الفخرية لرؤساء شرف النادي.
وقال النادي المصري في بيانه: "تقرَّر مخاطبة وزير الشباب والرياضة بطلب الحصول على موافقته لإعادة كل ما قدَّمه آل الشيخ من هدايا عينية وتبرعات مالية دخلت خزينة النادي، بعدما أصبحت هذه التبرعات والهدايا بقيمتها المالية والعينية من ممتلكات النادي ولا يجوز التصرف فيها إلا بموافقة الجهة المختصة".
أزمات لا تتوقف
ودأب تركي آل الشيخ على استهداف إدارة النادي الأهلي بانتقادات لاذعة، كان آخرها قبل أيام، عبر تدوينة مثيرة للجدل، تنبئ بفصل جديد من مسلسل الخلافات الحادة بينه وبين مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب.
وكتب آل الشيخ باللهجة المصرية، عبر حسابه على فيسبوك، منتقداً إدارة النادي الأهلي ومتهماً إياهم بعرقلة مصلحة النادي، موضحاً أنه "صبر عليهم كثيراً"، ومؤكداً أنه سيستمر على موقفه "لغاية ما ييجي رجال يقدّروا الرجال!"، على حد تعبيره.
وتصاعدت الأزمة في الأيام الأخيرة عقب التراشق في التصريحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين تركي آل الشيخ ومحمد سراج الدين، عضو مجلس الإدارة، الذي فتح النار على الوزير السعودي، وقرَّر تقديم شكوى ضده للنائب العام المصري.
وجاء في بيان الأهلي بشأن تلك القضية: "اطَّلع المجلس على الاعتذار الكتابي المقدَّم من محمد سراج الدين، عضو مجلس الإدارة، عمَّا سبق أن صدر منه من تجاوز ومخالفة قرار مجلس الإدارة، بمنع أعضاء المجلس والعاملين بالإدارة التنفيذية والأجهزة الفنية والإدارية من تناول أخبار النادي والملفات المتعلقة بشؤونه على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف: "بعد المناقشة ورفض خروج محمد سراج الدين عن تقاليد النادي قرر المجلس قبول اعتذار سيادته منظوراً إليه من صدوره في نطاق أسرة النادي مع توجيه اللوم وإنذاره بعدم تكرار مثل هذا الأمر مستقبلاً".
حسام عاشور الخاسر الأكبر
كما قرَّر مجلس إدارة الأهلي اعتماد ما جاء في مذكرة لجنة التخطيط للكرة، بإلغاء توصيّاتها السابقة بمنح العديد من الاستثناءات للاعب حسام عاشور، الذي أبلغ مدير جهاز الكرة كتابةً باعتزاله وتوجيه الشكر إليه عن الفترات التي قضاها مع زملائه في خدمة النادي، والتمنيات له بكل التوفيق في خطوته المقبلة.
وكان النادي الأهلي أعلن في وقت سابق عن عدم نيته تجديد عقد قائده التاريخي حسام عاشور، بناءً على رغبة المدير الفني الحالي رينيه فايلر.
وأثار ذلك القرار حفيظة عاشور، الذي كان يرغب في التجديد لموسم واحد على سبيل التكريم قبل الاعتزال.
وحاول آل الشيخ نزع فتيل الأزمة، وعلم "عربي بوست" أنه اجتمع باللاعب وعرض عليه مبلغاً مالياً كترضية، يتجاوز 20 مليون جنيه، فضلاً عن إقامة مهرجان اعتزال لعاشور بمشاركة فريق عالمي، وهو ما رحَّب به قائد الأهلي.
وعرض آل الشيخ على إدارة الأهلي التكفل بمهرجان الاعتزال، فأبدت الموافقة، ثم فوجئ بأن الأهلي تجاهل الأمر ولم يعلن عنه رسمياً، ما كان سبباً إضافياً في انقلاب الوزير السعودي على النادي.
أزمة نادي القرن
وفيما يتعلق بأزمة نادي القرن، قال البيان: "قررت إدارة الأهلي اعتماد توصية اللجنة القانونية باتخاذ عدة إجراءات للحفاظ على الحقوق الملكية الفكرية للنادي، وردع كل من تسول له نفسه التعدي عليها، والتقدم بشكوى إلى وزير الشباب والرياضة لإزالة أسباب المخالفة بالتعدي على حقوق النادي الأهلي، باعتبار أنه المسؤول عن التحقق من تطبيق الهيئات والجهات الإدارية المختصة للقوانين واللوائح والقرارات المنظمة لها".
وتابع: "تقرَّر التقدم ببلاغ رسمي إلى جهات التحقيق المختصة للتحقيق في التعدي على حق من الحقوق المحمية للنادي الأهلي، والمنصوص عليها بقانون حماية الملكية الفكرية، وإقامة دعوى تعويض أمام المحاكم المختصة عن الأضرار المادية التي لحقت بالنادي الأهلي واستثماراته وحقوقه التجارية، نتيجة التعدي على لقبه وشعاره، والذي يعد أحد مكونات وعناصر استثماراته".
وكان نادي الزمالك قد وضع لافتة فوق مقره كُتب عليها: "الزمالك نادي القرن الحقيقي بالبطولات والإنجازات وليس بالمحسوبية وبالمجاملات"، وهو ما أثار ضجةً كبيرةً في مصر، ودفع مجلس إدارة الأهلي الذي نال لقب نادي القرن من الاتحاد الإفريقي لتصعيد الموقف واتخاذ القرارات الأخيرة.