حين يتعلق الأمر بأفضل اللاعبين العرب الذين حققوا نجاحات مذهلة في الملاعب الأوروبية، لا بد أن يبرز اسم الدولي المغربي السابق نور الدين نيبت، الذي تألق بشكل كبير مع فريق ديبورتيفو لاكورونا الإسباني في فترته الذهبية مطلع القرن الحالي.
نيبت يُعتبر بلا شك أحد أفضل المدافعين في تاريخ الكرة الإفريقية والعربية، ومن بين أفضل اللاعبين في تاريخ المغرب، بعدما حقق مسيرة احترافية مميزة، وهو الذي خرج من مدرسة نادي الوداد البيضاوي، بخلاف معظم النجوم المغاربة الذين نجحوا في أوروبا، بعدما استهلوا مسيرتهم في أكاديميات القارة العجوز.
بداية محلية
بدأ المدافع المغربي الذي يبلغ من العمر حالياً 50 عاماً، مشواره الكروي مع الوداد البيضاوي عام 1989، وحقق معه نجاحات لافتة، كان أبرزها الفوز بدوري أبطال إفريقيا عام 1992.
أولى محطات نيبت الاحترافية خارج المغرب كانت فرنسا، إذ انتقل لنادي نانت في عام 1993، بعدما لفت أنظار كشافي النادي بتألقه مع الوداد، وبعد موسم وحيد في فرنسا، غيّر المدافع الشاب وقتها وجهته نحو البرتغال، من بوابة نادي سبورتنغ لشبونة.
استمر مشواره مع لشبونة موسمين قدّم خلالهما مستويات جيدة، وساهم بفوز الفريق بكأس البرتغال، ليختبر نفسه بعد ذلك في بلد أوروبي ثالث، حينما انتقل نادي ديبورتيفو لاكورونا الإسباني.
مع ديبورتيفو وجد نيبت نفسه أكثر من أي وقت مضى، حيث تألق اللاعب المغربي بشكل مبهر مع الفريق، وقدّم مستويات جعلته أحد أبرز رموز النادي على مدى تاريخه، وقد اختارته صحيفة MARCA الشهيرة عام 2017 ضمن قائمة أفضل 11 لاعباً في تاريخ ديبورتيفو.
تألق كبير في إسبانيا
وصل نيبت إلى ديبورتيفو في بدايات تشكيل الفريق الذهبي بقيادة المدرب التاريخي للنادي خافير إيروريتا، الذي بنى فريقاً كسر الهيمنة المطلقة لريال مدريد وبرشلونة على البطولات آنذاك، رغم وجود الكثير من النجوم في صفوف قطبي إسبانيا في مقدمتهم الظاهرة رونالدو، والفرنسي زين الدين زيدان، وباتريك كلويفرت، وريفالدو، وآخرين.
وحصد المدافع المغربي لقب الدوري الإسباني برفقة ديبورتيفو موسم 1999-2000، وكأس إسبانيا موسم 2001-2002، والسوبر الإسباني مرتين عامي 2001 و2003.
كذلك نافس مع ديبورتيفو بقوة في دوري أبطال أوروبا، وقهر الكثير من كبار القارة العجوز، خاصة في نسخة 2003-2004، التي وصل فيها للمربع الذهبي، بعدما تغلب على ميلان الإيطالي (4-0) في "ريمونتادا" تاريخية بدور الثمانية.
يومها كان ميلان فائزاً في موقعة الذهاب بسهولة (4-1)، وظنّ الجميع أنه سيكون في المربع الذهبي، معتقدين أن الأمور انتهت، غير أن نيبت ورفاقه كان لهم رأي آخر في الإياب، بعدما فازوا برباعية نظيفة.
في مسيرته مع ديبورتيفو خاض نيبت 262 مباراة في جميع المسابقات، سجل فيها 15 هدفاً، كان أبرزها ضد مانشستر يونايتد وآرسنال، في دوري أبطال أوروبا، وحمل شارة قيادة الفريق في عدد من المباريات.
محطة إنجليزية
عقب سلسلة من النجاحات، خلال 8 مواسم متواصلة مع ديبورتيفو، قدّم فيها الكثير من العروض الرائعة في مختلف المسابقات، انتقل نيبت لصفوف توتنهام الإنجليزي، ليمارس هوايته في التصدي لأفضل مهاجمي العالم وقتها، إذ تميزت تلك الحقبة بتواجد عشرات المهاجمين الكبار، والذين قلّما يتواجد مثلهم في وقت واحد.
في إنجلترا قدّم المدافع المغربي مستويات جيدة، لكنه عانى من بعض الإصابات، قبل أن يعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً عام 2006، وقد ترك بصمة مهمة في مسيرته حينما سجل هدفاً جميلاً في شباك آرسنال من جديد.
وغادر نيبت وقتها الملاعب من الباب الكبير، بعدما كان قائداً للمنتخب المغربي، الذي ظهر معه في كأس العالم مرتين عامي 1994 في الولايات المتحدة، و1998 في فرنسا، و6 نسخ في كأس أمم إفريقيا، مسجلاً بشكل إجمالي 4 أهداف في 115 مباراة دولية.