لا يزال كتاب جورجيو كيليني مدافع نادي يوفنتوس الإيطالي، الذي من المقرر أن يصدر قريباً، يثير الجدل في إيطاليا، وسط ردود فعل غاضبة عقب نشر مقتطفات منه، عبّر فيها اللاعب بوضوح عن كراهيته لنادي إنتر ميلان، وهاجم فيها زميليه السابقين ماريو بالوتيلي وفيليب ميلو.
وكان من بين منتقدي كيليني اللاعبُ والمدرب السابق ماركو تارديلي، الذي سبق له قيادة منتخب مصر، إذ عبَّر عن خيبة أمله من تصريحات المدافع المخضرم، معتبراً أنها لا تليق بلاعب دولي يدافع منذ سنوات عن ألوان المنتخب الإيطالي.
واتهم كيليني، الذي سيُصدر كتاباً جديداً يتحدث فيه عن مسيرته الكروية، بالوتيلي بأنه "شخص سلبي" مع المجموعة، مبيناً أنه صفعه مرتين رداً على سلوكه عندما كان في تشكيلة منتخب إيطاليا خلال بطولة كأس القارات 2013، في حين وصف ميلو بأنه "تفاحة فاسدة".
خيبة أمل
وقال تارديلي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه يشعر بخيبة أمل حقيقةً من تصريحات كيليني قائد يوفنتوس تجاه زملائه السابقين.
وأضاف بحسب موقع Football-Italia: "لقد قال بحقهما كلمات قاسية للغاية، إنهم زملاؤه، لهذا كان يجب أن يكون أكثر لطفاً بحقهما؛ لكونه قائد الفريق وهو المرجعية لبقية اللاعبين".
وقضى تارديلي 10 مواسم مع يوفنتوس ثم موسمين مع إنتر ميلان قبل إنهاء مسيرته في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، بينما فاز بكأس العالم مع منتخب إيطاليا عام 1982.
وتطرق كيليني في كتابه إلى كراهيته لفريق إنتر ميلان، رغم علاقته القوية بلاعبي الـ"نيراتزوري" خارج الملعب، وأوضح أنه يحب أن يرى فريقه متوَّجاً بالألقاب، عكس الإنتر، الذي يتمناه بعيداً عن ذلك.
وعلَّق تارديلي على تلك التصريحات قائلاً إنه لا يليق بلاعب دوليٍّ التعبير علانية عن كراهيته لفريق آخر، مبيناً أن الكراهية المعلنة تجاه نادٍ آخر تخلق مزيداً من العداوة.
وطالب لاعب يوفنتوس بضرورة احترام خصومه في الملعب، وهو ما تعلَّمه من أساطير آخرين أمثال القائدين دينو زوف، وغايتانو شيريا.
رد قوي من بالوتيلي وميلو
وعقب الهجوم اللاذع الذي شنّه كيليني على بالوتيلي، ردّ الأخير بشكل قوي، مؤكداً عبر حسابه في موقع "إنستغرام"، أنه يتحلى بالشجاعة لقول ما يريد في وجوه المقصودين، متهماً كيليني بـ"الجبن".
وأضاف لاعب نادي بريشيا الحالي: "كانت لديك كثير من الفرص منذ 2013 للتصرف كرجل حقيقي لكنك لم تفعل، لذا من يعرف ما ستقوله مستقبلاً عن زملائك الحاليين، أنت قائد غريب".
وعلى غرار بالوتيلي، ردّ ميلو هو الآخر على كيليني، متهماً إياه بأنه شخص ضعيف ويجب أن يكون قدوة لغيره، ومشيراً إلى أنه "غير محترف".
وقال ميلو لاعب بالميراس البرازيلي حالياً، لصحيفة La Gazzetta dello Sport: "لا أفهم ما هي المواقف السيئة التي جمعتني بكيليني.. كنت لاعباً جيداً وأحترم الجميع في يوفنتوس خلال فترة وجودي معهم".
وأضاف: "إنه دوماً شخص جبان ويفتقر إلى المصداقية، أنا لا أحترمه ولا يمكنني أن أعامله بشكل جيد بعد الآن.. أتفهم غضبه مني جيداً، لأني عندما ذهبت لغلطة سراي التركي أخرجنا يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا، كما أنني من مشجعي إنتر ميلان وأحب هذا الفريق".
واختتم: "هذا هو شكل كيليني الحقيقي، إنه يحاول أن يجعل نفسه لاعباً عظيماً، لكنه لا يزال يشعر بالمرارة؛ لكونه لم يفز بأي شيء على المستوى مع إيطاليا، رغم وجوده في المنتخب منذ سنوات".
كيليني يعتذر
وأمام سيل الانتقادات الموجَّهة إلى كيليني حرص الأخير في لقاء تلفزيوني جمعه وبالوتيلي، على الاعتذار عن تصريحاته التي ذكرها بحق مهاجم بريشيا الحالي.
وقال كيليني خلال اللقاء: "لقد ارتكبت خطأ بحقه وتعلَّمت منه، سأستمر في التعلم من أخطائي كل يوم".
أما بالوتيلي، فأكد أنه لم يكن يتوقع ذلك الهجوم عليه من كيليني، موضحاً أنه ليس بالشخص السلبي، وإنما يحب المزاح مع الجميع، وأهدى اللاعب المشاغب قميصاً إلى كيليني كتب عليه: "حتى وإن طعنتني في ظهري، ما زلت أحبك يا رجل".
مسيرة قصيرة مع مصر
يُذكر أن ماركو تارديلي سبق أن درب منتخب مصر فترة قصيرة، وتحديداً من 25 مايو/أيار 2004 وحتى أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
وقاد المدرب الإيطالي منتخب مصر في 8 مباريات فقط، حيث فاز في 5 لقاءات (مباراتان في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2006، و3 مباريات ودية)، وتعادل في لقاء واحد بالتصفيات، بينما خسر مباراتين في التصفيات أيضاً.