شكّل قرار إنهاء الدوري الفرنسي هذا الموسم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، مع اعتماد الترتيب الحالي، صدمةً للعديد من الأندية الكبرى في البلاد.
واستسلمت رابطة الأندية الفرنسية لقرار الحكومة بعدم إمكانية عودة النشاط الرياضي في البلاد قبل شهر سبتمبر/أيلول المقبل، لتقرر إنهاء الدوري، وتتويج باريس سان جيرمان رسمياً باللقب، وتحديد الأندية المشاركة في المسابقات الأوروبية للموسم القادم، وكذلك الهابطين للدرجة الثانية.
لم يكن تتويج باريس سان جيرمان محل اعتراض أي نادٍ في فرنسا، باعتباره كان متصدراً لجدول الترتيب بفارق كبير من النقاط، ويسير بخطى واثقة نحو اللقب في حال تم استكمال الموسم، لكن اقتناص بطاقات التأهل للمشاركات الأوروبية ومسألة الهبوط كانتا السبب وراء اعتراض بعض الأندية.
ليون أكبر المتضررين
بعد أكثر من 20 سنة ظهر فيها ممثلاً لفرنسا في المحافل الأوروبية المختلفة، لن يكون نادي ليون في أي مسابقة أوروبية خلال الموسم الكروي المقبل، ليتزعم لواء المعترضين على القرار، الذي كان ضحيته الأول.
وقرر ليون اللجوء إلى المحاكم اعتراضاً على إنهاء الدوري الفرنسي، من أجل استعادة حقه الشرعي، وفقاً لما وصفه النادي في بيانه الصحافي، الذي تناقلته وسائل الإعلام المختلفة.
وحلّ ليون وفقاً لتقييم الرابطة الفرنسية لمؤشر نتائج الأندية، في المركز السابع، ما يعني عدم ظهوره في أي مسابقة أوروبية الموسم القادم، إذ يتأهل أول ثاني الترتيب مباشرة لدوري الأبطال، فيما يلعب الثالث في الأدوار التمهيدية، أما الرابع والخامس فيلعبان بالدوري الأوروبي، في حين يظهر السادس بالدور التمهيدي.
واستنكر ليون في بيانه قرار الرابطة، مؤكداً أنه سيحاول بشتى الطرق إبطال إلغاء الدوري، لا سيما أنه سيضطر لخسارة أموال كثيرة، بعد اعتماد الترتيب الحالي للدوري الفرنسي.
نقطة حرمت ليل من هدفه
ولا يعتبر ليون الوحيد الرافض لهذا القرار، بل إن ليل الرابع قرر أيضاً اللجوء للمحاكم، على اعتبار أنه كان يطمح للوصول لدوري أبطال أوروبا، وليس الدوري الأوروبي، وفقاً لما أوضحه بيان النادي على لسان رئيسه جيرارد لوبيز.
وبحسب البيان، فإن نادي ليل كان يرى أن الفريق قادراً على الوصول لدوري الأبطال حال إكمال مسابقة الدوري، لا سيما أنه يبتعد بفارق نقطة واحدة فقط عن رين الثالث.
وسيكون الموسم المقبل تاريخياً بالنسبة لنادي رين، الذي سيظهر لأول مرة في تاريخه في الدور التمهيدي للمسابقة الأوروبية العريقة، وهو ما يرفضه لوبيز.
الهابطون
وبخلاف أحلام ليون وليل الأوروبية، تضرر نادي أميان كثيراً باعتماد هبوطه للدرجة الثانية، الأمر الذي دفع رئيسه برنارد غوانين للاعتراض على قرار إلغاء الدوري.
ويرى غوانين أن فريقه تعرض لظلم كبير من اعتماد الترتيب الحالي، الذي يتواجد فيه فريقه بالمركز التاسع عشر وقبل الأخير برصيد 23 نقطة، بفارق 4 نقاط فقط خلف نيم أولمبيك، الذي سيضطر لخوض مباراة فاصلة مع ثالث الدرجة الثانية لتحديد بقائه من عدمه.
وأشار رئيس أميان إلى أن فريقه تتبقى لديه 10 مباريات في الدوري، وهو قادر على تجنب الهبوط للدرجة الثانية، معتبراً أن هذا القرار غير عادل، ومهدداً باللجوء للمحاكم، على غرار ما فعله رئيس تولوز أوليفيه سيدران، الذي اتخذ نفس القرار، بعد تهبيط ناديه، الذي كان يحتل المركز العشرين والأخير قبل فترة التوقف برصيد 13 نقطة.
في المقابل، حرص مارسيليا صاحب المركز الثاني، والذي خاض مباراة أكثر من سان جيرمان، على تهنئة الفريق المتوج باللقب، واحتفل بعودته للمشاركة في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم القادم، وسط فرحة واضحة لجماهيره.
باريس يتقبّل القرار
من ناحية أخرى، أكد ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان، في أول ردة فعل له بعد قرار تتويج فريقه بلقب الدوري الفرنسي وإيقاف النشاط الكروي بفرنسا، احترامه لقرارات الحكومة الفرنسيّة التي فضلت إيقاف الدوري بسبب فيروس كورونا المستجد.
وقال الخليفي: "نحترم القرار ونتقبّله بصدر رحب، وصحة الإنسان هي الأولى والأهم قبل كل شيء"، مضيفاً: "علينا إهداء هذا اللقب لفئة قطاع الصحة من أطباء وممرضين، وهم الذين يُخاطرون بحياتهم في المستشفيات ويتواجدون في الصفوف الأولى منذ انطلاق أزمة فيروس كورونا التي خيّمت على العالم".
وجّه الرجل الأول في نادي باريس سان جيرمان شكره للاعبين والجهاز الفني في الفريق، وقال: "أودّ أن أشكر اللاعبين والطاقم الفني وكل الموظفين في النادي على عملهم الرائع طيلة الموسم".