كشفت تقارير صحفية عن قرب انضمام صانع ألعاب ليون الفرنسي حسام عوّار، للمنتخب الجزائري، بعد أن حسم أمره وقرر تمثيل بلده الأم، بدلاً من فرنسا، التي ولد وعاش فيها، وتألق مع ليون، حتى بات مطمعاً لأكبر الأندية الأوروبية.
وبحسب صحيفة "الشروق" الجزائرية، فإن حسام عوّار وافق على الانضمام للمنتخب الجزائري تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، مشيرة إلى أن اللاعب البالغ من العمر اختار الجزائر بدل فرنسا، التي دافع عن ألوان منتخباتها الصغرى.
وأضافت: "هناك مصادر من مدينة ليون الفرنسية، أكدت بأن ما بعد انتهاء فيروس كورونا المستجد، سنشهد انضمام اللاعب حسام عوار للمنتخب الوطني الجزائري مباشرة، من دون أي فترة أخرى للتفكير".
وكان حسام عوار البالغ من العمر 21 عاماً، قد رفض حسم موقفه من تمثيل الجزائر أو فرنسا، وقال خلال مؤتمر صحفي في شهر مارس/آذار الماضي قبل إحدى مباريات فريقه ليون، إن تركيزه منصب على النادي، ولم يختر بعد القميص الدولي الذي سيرتديه.
ورداً على سؤال أحد ممثلي وسائل الإعلام قال عوار: "أنا لم أقرر شيئاً، كلّ تركيزي مُنصب الآن على فريقي ليون الذي تنتظره مباريات مهمة مثل لقاء ليل ويوفنتوس في دوري الأبطال، لا أحاول تشتيت ذهني".
كورونا يغيّر تفكير عوار
ومع توقف جميع المنافسات الرياضية في العالم بسبب تفشي فيروس "كورونا المستجد"، يبدو أن عوار حصل على الوقت الكافي للتفكير، واختيار المنتخب الذي سيمثله، خصوصاً أن الوقت ينفذ أمامه، ولا خيار أمامه سوى كشف موقفه النهائي، نظراً للرزنامة المزدحمة للمنافسات الكروية الخاصة بالمنتخبات خلال الأشهر القادمة.
وفي وقت سابق، زعمت تقارير صحفية فرنسية، أن عوار يفضل تمثيل المنتخب الفرنسي، مؤكدة أن المدرب ديديه ديشامب مؤمن بقدرات اللاعب، ويخطط لاستدعائه للمشاركة مع أبطال العالم خلال العالم الحالي.
وأضافت أن عوار كان يهدف للمشاركة في بطولة أمم أوروبا، التي كانت مقررة في العام الحالي 2020، مع المنتخب الفرنسي أو أولمبياد طوكيو مع المنتخب الأولمبي، لكن كلا البطولتين تم تأجيلهما عاماً كاملاً بسبب انتشار فيروس "كورونا المستجد".
خشية من نموذج فقير
الخشية الوحيدة من إمكانية تغيير عوار لموقفه من اختيار الجزائر تتمثل في رئيس نادي ليون، جون ميشال أولاس، صاحب النفوذ القوي والتأثير الكبير على اللاعبين، إذ يتذكر الجزائريون جيداً كيف لعب دوراً سلبياً في قضية اللاعب نبيل فقير.
وكان فقير وهو لاعب فرنسي ينحدر من أصول جزائرية، قد اختار تمثيل المنتخب الجزائري خلال فترة لعبه لنادي ليون، لكن خلال وقت وجيز غيّر رأيه وفضّل اختيار فرنسا، ولعب بالفعل أكثر من مباراة مع أبطال العالم.
وعلّق قائد المنتخب الجزائري السابق رفيق صيفي على ذلك بالقول: "أظن أن اللاعب لو يختار مستقبله الدولي عن قناعة فلا أحد يمكنه أن يؤثر عليه".
وأضاف: "في وقت سابق صحيح كانت ربما هناك ضغوطات على اللاعبين مزدوجي الجنسية بأنه وفي حالة عدم اختيار منتخب فرنسا سيؤثر ذلك على مكانتك في ناديك، لكن اللاعب الكبير أكيد سيبقى ضامناً لمكانته مع فريقه مهما كان مستقبله الدولي، لكن لا أخفي أنني أتمنى رؤية عوار معنا".
وأضاف: "لاعب مثل حسام عوار وكمحلل لدوري الفرنسي أتابعه جيداً يستطيع تقديم إضافة قوية للمنتخب الجزائري، لكن لا ننسى كذلك أن الخيار يبقى للمدرب بلماضي الذي لديه مجموعة جاهزة ويعمل معها منذ فترة".
صراع ثلاثي على عوار
ويعد حسام عوار أحد أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الفرنسي، ومن المواهب الواعدة على صعيد أوروبا بشكل عام، وشارك خلال الدوري الفرنسي المنتهي قبل أوانه بسبب فيروس "كورونا المستجد"، في 37 مباراة، سجل فيها 9 أهداف وقدّم 7 تمريرات حاسمة.
ووفقاً لإذاعة RMC الفرنسية، فإن ثلاثة أندية أوروبية كبيرة تطمح للحصول على خدمات عوّار، مؤكدة أن مانشستر سيتي ويوفنتوس وباريس سان جيرمان، لديها رغبة كبيرة في ضم لاعب الوسط الشاب، رغم الأزمة المالية التي سيخلفها فيروس كورونا المستجد على الأندية.
ونقلت الإذاعة عن مصدر في نادي ليون قوله، أن إدارة النادي بدورها لا تمانع في بيع عقد النجم الفرنسي ذي الأصول الجزائرية خلال فترة الانتقالات القادمة شرط تلبية مطالبها المالية والمقدرة بـ50 مليون يورو، التي لن يتردد أي نادٍ من هذه في دفعها.
واستقت الإذاعة الفرنسية من أحد المصادر في مانشستر سيتي، حسب ما جاء في موقعها، خبر إعجاب المدير الفني بيب غوارديولا بعوّار منذ مواجهة الفريقين العام الماضي في دوري أبطال أوروبا عام 2018، ومنه بدأت رغبته بضمه.
أما باريس سان جيرمان، فيعد أحد آخر الأندية التي صوبت أنظارها نحو عوّار، حيث تم وضعه ضمن قائمة اللاعبين الذين سيتم استهدافهم، في حين كان جون ميشيل أولاس، رئيس ليون، قد اعترف مؤخراً بوجود مفاوضات مبدئية مع يوفنتوس بشأن اللاعب.