هو نجم لامع في سماء الكرة البلغارية وربما أحد أكبر أساطيرها الكروية على الإطلاق، خاصةً بعد أن جعل هذا البلد المغمور كروياً يعانق المجد، ويصل إلى المربع الذهبي للمونديال ذات يوم.. إنه خريستو ستويتشكوف هدّاف كأس العالم في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994، والذي قاد منتخب بلغاريا لإنهاء البطولة في المركز الرابع، اختاره الجوهرة السمراء بيليه ضمن أفضل 125 لاعباً حياً في التاريخ بكتابه الشهير عام 2004.
يعد ستويتشكوف أحد أبرز أساطير نادي برشلونة الإسباني، على مر العصور، وقد حصل على الحذاء الذهبي لأفضل لاعب في العالم والكرة الذهبية كذلك، وشارك مع منتخب بلغاريا في بطولتين لكأس العالم، كانت الأولى عام 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، والثانية بمونديال فرنسا 1998، وخلال البطولتين لعب مع منتخب بلاده 838 دقيقة، خلال عشر مباريات في الدورتين، وسجل 6 أهداف، ولم يصنع أي هدف.
وكانت أول مباراة له في كأس العالم أمام منتخب نيجيريا، وأفضل إنجاز لبلاده في نهائيات المونديال تحقَّق على يديه بالوصول إلى المربع الذهبي للبطولة في مونديال 1994.
بدأ ستويتشكوف مسيرته الكروية من نادي سيسكا صوفيا سنة 1984، فشارك في 119 مباراة وسجل 81 هدفاً. وفي 1990 انتقل إلى برشلونة وظل معه خمسة مواسم، لعب خلالها 151 مباراة وسجل 76 هدفاً.
وفي موسم 1995-1996، انتقل إلى بارما الإيطالي، ولعب معه 23 مباراة وسجل 5 أهداف، ثم عاد إلى برشلونة موسمين، شارك خلالهما في 24 مباراة وسجل 7 أهداف، ومنه إلى النصر السعودي، حيث لعب له مباراتين وسجل هدفاً واحداً وتُوِّج معه بكأس الكؤوس الأسيوية.
ثم شد الرحال إلى كاشيوا ريسول الياباني، فلعب له 28 مباراة وسجل 13 هدفاً، ثم عام 2000 التحق بشيكاغو فاير الأمريكي وشارك معه في 51 مباراة وسجَّل 17 هدفاً، ثم اختتم مشواره في دي سي يونايتد بـ21 مباراة وخمسة أهداف، في حين مثَّل ستويتشكوف منتخب بلغاريا في 83 مباراة وسجل له 37 هدفاً.
وكان مثالاً للاعب الهجومي الذي يستطيع فعل كل شيء وأي شيء في الملعب، كان عبارةً عن شعلة حماس لا تنطفئ بمعنى الكلمة في خط الهجوم، ولكن يعيبه أن هذه الحماسة كانت تتحول أحياناً إلى عنف ضد المدافعين ولاعبي الخصم.
الميزة الأهم التي كانت تُميز ستويتشكوف وقتها عن أي لاعب آخر هجومي، هي أنه استطاع اللعب في كل الخطوط الهجومية تقريباً بكفاءة وبجودة، فقد لعب كلاعب خط وسط مهاجم ومهاجم صريح وجناح أيسر وجناح أيمن ومهاجم متأخر، وتألَّق في كل هذه المراكز سواء مع برشلونة أو بارما أو منتخب بلغاريا.
كما أن ستويتشكوف لديه قدم يُسرى لا تُخطئ المرمى أبداً، فهو عندما كان يوجد بمركز المهاجم الصريح أو المتأخر كان يمتلك ميزة لا توجد في أي مهاجم حتى الآن، وهي سرعة القرار ودقَّة التصويب في المرمى، فهو لا يتسلم الكرة ويتأنى في السيطرة عليها، ثم يفكر في التصويب؛ بل دائماً يصوب نحو الشباك، ودائماً لا يُخطيئ هدفه.
بجانب تعددية مراكز الساحر البلغاري حيث كان متعدد الوظائف والمواهب كهداف، فهو كان قوي البنية الجسدية وسريعاً ومندفعاً وطويل القامة ويستطيع التسجيل من ضربات الرأس، وفي الوقت نفسه كان متخصصاً في الركلات الحرة وركلات الجزاء وممرراً ذكياً للكرات العرضية والبينية.
تألُّق ستويتشكوف مع برشلونة هو الأهم في تاريخه الكروي، فحصد كل البطولات الممكنة تقريباً سواء على المستوى المحلي (الدوري-الكأس-السوبر )، أو المستوى القاري ببطولات دوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي، بجانب حصوله على جائزة الكرة الذهبية عام 1994.
ويلقب ستويتشكوف بـ"الخنجر"، وهو بالفعل كذلك "خنجر تهديفي" قاتل نادراً ما يتواجد في عصور كرة القدم، بنفس درجة الفاعلية الهجومية والدهاء الكروي أمام المرمى.