ريفالدو.. «ساحر برازيلي» أنقذته موهبته من مصير مأساوي

عادة ما يكون اللاعب رقم 10 في دول أمريكا الجنوبية هو نجم الفريق الأبرز أو صانع ألعابه والمحرك الرئيسي له، لاسيما في البرازيل والأرجنتين يكون اللاعب رقم 10 هو الأكثر مهارة وحرفية،

عربي بوست
تم النشر: 2020/04/12 الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/04/12 الساعة 09:50 بتوقيت غرينتش

عادة ما يكون اللاعب رقم 10 في دول أمريكا الجنوبية هو نجم الفريق الأبرز أو صانع ألعابه والمحرك الرئيسي له، لاسيما في البرازيل والأرجنتين يكون اللاعب رقم 10 هو الأكثر مهارة وحرفية، وهذا بات تقليداً منذ ارتداه الجوهرة السمراء بيليه والأرجنتيني الأشهر دييغو مارادونا، وبعد مرور السنوات ظهر نجم جديد يمتلك من المهارة والإمكانات ما يؤهله ليكون خليفة بيليه في ذلك الرقم وربما أيضاً يقترب من نفس المكانة في زمنه وعصره الكروي داخل منتخب البرازيل، إنه الساحر الأعسر ريفالدو فيريرا.

هو واحد من أساطير كرة القدم ويعتبر من أفضل اللاعبين الذين مروا على الكرة البرازيلية، لعب للعديد من الأندية البرازيلية والأوروبية أهمها برشلونة وميلان وكروزيرو، ويشغل مركز الوسط المهاجم أو الرقم 10 الكلاسيكي، كما كان قادراً على اللعب في مركز المهاجم الثاني وذلك بفضل ذكائه أمام المرمى وقدرته على التسجيل.

كما عُرف ريفالدو بقوة التسديد والضربات الحرة المقوسة التي من الممتع دائماً مشاهدتها، ولكن أكثر ما اشتهر به ريفالدو هو الضربات المقصية، شكل ريفالدو ثنائية ممتازة مع كلويفرت في برشلونة كما أنه كان جزءاً من فريق الأحلام البرازيلي الذي ضم إلى جانبه كلاً من رونالدو ورونالدينو وروبيرتو كارلوس وكاكا وغيرها من الأسماء المرعبة.

عرفت بداية ريفالدو الكثير من المأساة، فقد ولد لأسرة برازيلية فقيرة عام 1972 تسكن أحد الضواحي المكتظة لمدينة ريسيفي، وقد أثر الفقر على صحته فأصيب بعديد من الأمراض كسوء التغذية والركبة المقوسة وفقدان بعض الأسنان.

وسرعان ما وقع أول عقد احترافي له في عامه الـ16 مع نادي باوليستانو وذلك في ذات العام الذي قتل والده فيه بحادث سيارة، ولم يؤمن مدرب النادي بقدرات ريفالدو نظراً لضعفه البدني، لتنقذه موهبته في الكرة من مصير مأساوي كان ينتظره في حياته عموماً لولاها.

وشهدت الأعوام التالية تنقل ريفالدو بين العديد من الأندية البرازيلية فلعب لسانتا كروز لموسم 1991، ثم انتقل في الموسم التالي ليلعب مع نادي موجي ميريم في الدرجة الثانية لينتقل بعدها للّعب مع كورينثيانز في الدرجة الأولى، وفي موسم 1994 انتقل إلى نادي بالميراس ليفوز معهم بأول ألقابه وهو لقب الدوري، حيث تم اختياره كأفضل لاعب في مركزه لكل من عامي 1993 و1994.

بعد ذلك بدأت رحلة ريفالدو الاحترافية في أوروبا حيث لعب لنادي ديبورتيفو لا كورونيا لموسم واحد وهو 1997، وقد أنهى النادي في المركز الثالث في الليغا بينما وصل ريفالدو إلى المركز الرابع في قائمة الهدافين برصيد 21 هدفاً.

وبعد ذلك قام بوبي روبسون بإقناع نادي برشلونة بالتوقيع مع ريفالدو بدل ستيف ماكمانمان، وبالفعل تمت الصفقة لقاء قرابة 26 مليون دولار، وقد كانت صفقة ناجحة بالفعل فمنذ الموسم الأول له مع النادي حقق ثنائية الدوري والكأس وأنهى ريفالدو في المركز الثاني في قائمة الهدافين برصيد 19 هدفاً.

وفي موسم 1999 عرف أفضل مواسم ريفالدو على الصعيد الفردي فقد تم اختياره كأفضل لاعب في أوروبا والعالم، أما على الصعيد الجماعي فقد تمكن النادي من الدفاع عن لقب الدوري وقد أنهى ريفالدو في المركز الثاني لصدارة الهدافين برصيد 24 هدفاً.

ولكنه لم يشهد ذات النجاح في دوري الأبطال ونتيجة لذلك طغت شائعات انتقاله لنادي مانشستر يونايتد على السطح ولكنه بقي مع النادي لعدة مواسم أخرى، وقد تمكنوا في موسم 2000 من الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا حيث سجل ريفالدو عشرة أهداف.

وفي موسم 2001 أنهى ريفالدو الموسم للمرة الثالثة في المركز الثاني في قائمة الهدافين بثلاثة وعشرين كرة في الشباك، وكان آخرها بكرة مقصية لا تنسى في شباك نادي فالنسيا، أما في موسم 2002-2003 انتقل ريفالدو للعريق الإيطالي إيه سي ميلان ليحقق معه لقب دوري أبطال أوروبا ولقب كأس إيطاليا ليعود بعد ذلك إلى البرازيل ويوقع عقداً مع نادي كروزيرو.

ولكن مشواره كان قصيراً حيث لعب 11 مباراة سجل خلالها هدفين ليعود بعدها إلى أوروبا من بوابة أولمبياكوس اليوناني، ليعود نجمه للسطوع كان أجملها هدفه في مرمى الغريم التقليدي باناثينايكوس من ضربة حرة، وبفضل هدفه في الجولة الأخيرة تمكن النادي من الحفاظ على لقب الدوري.

استمر ريفالدو مع النادي حتى موسم 2007 الذي شهد تسجيله لـ17 هدفاً على الرغم من كونه في سن الـ34، ليقوم رئيس النادي بالتخلي عنه في الموسم اللاحق، لذا انضم ريفالدو لنادي آيك أثينا ولعب معه موسماً ممتازاً وحقق ريفالدو ثأره من ناديه السابق حينما هزمهم في أرض الملعب بنتيجة 4-0 ليشير إلى الكاميرا بأربع أصابع، وأنهى آيك في المركز الأول ولكن نتيجة لاستخدام النادي للاعب غير شرعي في إحدى المباريات، تم تجريد اللقب من آيك إلى أولمبياكوس مما دفع ريفالدو للمغادرة قائلاً: "البطل الذي لا يحقق اللقب على أرض الملعب لا يستحق اللقب".

وانتقل بعدها إلى نادي بونيودكور الأذربيجاني في موسم 2009 ليحقق ريفالدو حدثاً غير مسبوق، وهو تسجيله لهدف في مباراته الأولى بقميص النادي واثنين في الثانية وثلاثة في الثالثة وأربعة في الرابعة، ثم يعود بعدها إلى البرازيل مع ناديه الأول موجي ثم بعدها إلى نادي ساو باولو حيث أمضى موسم 2011 وتعرض فيه للإصابة.

تنقل بعدها ريفالدو بين عدة أندية برازيلية هي كابوسكورب وساو كايتانو ليعود إلى ناديه الأول موجي، الذي يلعب ابنه ريفالدينيو في صفوفه ويعتزل في 2015، وهو الآن رئيس النادي.

أما على المستوى الدولي مع المنتخب البرازيلي، شارك ريفالدو للمرة الأولى عام 1993 وتم اختياره للمشاركة في أولمبياد 1996، وأنهت البرازيل في المركز الثالث كما اختير للمشاركة في كأس العالم 1998 التي أنهتها البرازيل في المركز الثاني حيث سجل ثلاثة أهداف.

وتم استبعاده من الفريق المشارك بكوبا أميركا 1997 لكنه عاد للظهور في دورة 1999 لهذه البطولة، وأنهى كهداف البطولة برصيد خمسة أهداف واختير كأفضل لاعب في البطولة.

وفي كأس العالم 2002 قام ريفالدو بدور مهم جداً في فوز الفريق بكأس العالم، وشكل ثلاثي هجوم مرعباً مع كل من رونالدو ورونالدينيو، وعلى الرغم من لقطته المثيرة للجدل حينما قام بالتمثيل ضد تركيا ما دفع الحكم لطرد لاعب تركي، ولكنه سجل هدفاً غاية في الروعة بمرمى بلجيكا، وسجل التعادل ضد إنجلترا.

وفي النهائي كان له الفضل في هدفي رونالدو أمام ألمانيا، ففي الأول استغل رونالدو ارتداد تسديدة ريفالدو من الحارس أوليفر كان ليضعها في الشباك، وفي الهدف الثاني ترك رونالدو الكرة تمر من بين قدميه خادعاً دفاع ألمانيا لتصل إلى رونالدو ويضعها في الشباك مرة ثانية، واعتزل ريفالدو دولياً عام 2003 برصيد 35 هدفاً من 74 مباراة لعبها.

وربما كان ريفالدو محظوظاً أن قانون البطاقة الصفراء لقاء نزع القميص لم يكن موجوداً على أيامه، فقد اشتهر بنزع قميصه والتلويح به عند تسجيله للأهداف الجميلة.

تحميل المزيد