نجح المنتخب المصري في تجاوز 56 عاماً من العناد مع نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وتأهل تحت قيادة المدرب الراحل محمود الجوهري الذي كان معروفاً بلقب الجنرال في بلوغ مونديال إيطاليا 1990، بعد تخطي شقيقه المنتخب الجزائري في مجموع لقاءي الذهاب والإياب.
وفي النهائيات قدم المنتخب أداء جيداً أمام منتخب هولندا المرعب حامل لقب كأس أوروبا 1988 بنجومه المتألقين فان باستن ورود خوليت وفرانك ريكارد ورونالد كومان وغيرهم، ثم قدم أداء يمكن اعتباره واحداً من أسوأ ما قدم في تاريخ بطولات كأس العالم أمام منتخب أيرلندا ورغم ذلك خرج الفراعنة بنتيجة التعادل، قبل أن توأد أحلامهم في التأهل للدور التالي بهدف إنجليزي قاتل للمدافع أيان رايت في المباراة الثالثة.
وكان أشهر ما خرج به المنتخب المصري من تلك النسخة الإيطالية من المونديال، الهدف الوحيد الذي أحرزه الفراعنة في البطولة، وكان في شباك هولندا من ركلة جزاء احتسبت لصالح المهاجم حسام حسن، ونجح لاعب الوسط مجدي عبدالغني في تسجيلها في مرمى الحارس الهولندي فان بروكلين ليخرج المنتخبان متعادلين وتعم الفرحة شوارع مصر في ذلك الوقت.
لكن أحداً من المحتفلين لم يكن يعلم أن ذلك الهدف سيكون بمثابة اللعنة التي ستحل على المنتخب المصري وتحرمه من التأهل إلى كأس العالم مجدداً لما يقارب الثمانية والعشرين عاماً، حتى نجح الفرعون محمد صلاح في قيادة منتخب بلاده لبلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018، ليس هذا فقط وإنما تسجيل هدفين في النهائيات ليعادل رقم عبدالرحمن فوزي صاحب هدفي مصر في مونديال 1934، ويلقي بهدف مجدي عبدالغني في ركن سحيق من خزانة التاريخ.
ورغم أن الهدف الذي سجله عبدالغني كان من ركلة جزاء، ولم يغير كثيراً في احتلال منتخب مصر للمركز الأخير في المجموعة والعودة المبكرة إلى بلاده، في تلك النسخة التي لمع فيها نجم منتخب الكاميرون ومهاجمه الثعلب روجيه ميلا، إلا أن مجدي عبد الغني الذي انتخب عدة مرات عضواً باتحاد الكرة المصري، حصد من ورائه شهرة وعقوداً إعلانية لم يحظ بها ميلا الكاميروني، ولا حتى أندريس بريمة صاحب هدف ألمانيا والمباراة النهائية الوحيد، في البطولة التي صنفت ضمن أسوأ نسخ المونديال فنياً، وأفقرها تهديفاً.