تعرَّض مجلس إدارة نادي برشلونة الإسباني لزلزال شديد، تمثل في استقالات جماعية من مجلس إدارته؛ اعتراضاً على قرارات وإدارة الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو، الذي بات في مأزق كبير وكذلك ورطة قانونية، عقب استقالة 6 مديرين من مجلس النادي الكتالوني، بالإضافة إلى تلويحات بتسبُّبه في فساد مالي بخزينة النادي.
وكشفت صحيفة Mundo الإسبانية أن بارتوميو كان يتوقع استقالة 4 مديرين فقط، لكنه فوجئ بوجود مزيد من الاستقالات، وأشارت إلى أن مجلس برشلونة بات يضم 13 مديراً فقط، ولكي يصبح الوضع قانونياً فإن الحد الأدنى هو 14 مديراً، وينوي رئيس برشلونة تعيين مديرين جدد، لكن بشرط التمتع بالثقة الكبيرة لديه.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن رئيس برشلونة سيكون حذراً للغاية عند اختيار أسماء المنضمين، بعد أن اختلف المستقيلون معه في أزمة تعاقد النادي مع إحدى شركات التواصل الاجتماعي، للهجوم على عدد من اللاعبين والمرشحين السابقين لرئاسة البارسا، وكان المستقيلون يرغبون في أن يقدم بارتوميو استقالته، ويدعو إلى انتخابات مبكرة في برشلونة.
في حين وجَّه إميلي روسود، نائب رئيس برشلونة الذي أعلن استقالته في الساعات الماضية، ضمن 6 من أعضاء مجلس الإدارة، اتهامات بوجود سرقة لخزينة النادي، وقال روسود، خلال تصريحاته للصحيفة: "أعتقد أن شخصاً ما وضع يده في خزينة النادي".
وأضاف روسود: "تم دفع مليون يورو لشركة (I3 Ventures) مقابل وظيفة يبلغ سعرها في السوق 100 ألف يورو، من المتهم؟ بالتأكيد شخص ضمن مجلس الإدارة، ولا أعرف من هو، لكن يمكن أن تكون لديك شكوك"، وأشار إلى أن 3 أعضاء آخرين بمجلس الإدارة يفكرون في تقديم استقالاتهم، وهو ما يُهدد الرئيس الحالي بارتوميو.
وتعود تلميحات روسود حول الشركة المذكورة، إلى أزمة اندلعت في فبراير/شباط الماضي، بعدما أفاد تقرير صحفي بأن الشركة تدير حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه نجوم الفريق وبعض الأشخاص المرتبطين بالنادي.
وحذَّر روسود من خطورة الوضع قائلاً: "هذا بشع للغاية"، وأصر على أنه "من المهم أن نفهم ما يحدث، فقد كانت هناك سلسلة من المخالفات، لكن ما لن نفعله هو غض الطرف عنها".
ويعتقد روسود أن دعوة بارتوميو له إلى التخلي عن منصبه لها علاقة بنتيجة التدقيق، قائلاً: "لقد انتهت المسألة عملياً، وربما يعرف الرئيس النتيجة. ولهذا السبب قرر أن يتخلى عنا (المديرين المستقيلين)".
في حين ردَّ نادي برشلونة، رسمياً، على الاتهامات التي أطلقها إميلي روسود نائب رئيس البارسا، الذي أعلن استقالته في الساعات الماضية، ضمن 6 أعضاء.
وقال برشلونة في بيان رسمي: "في مواجهة الادعاءات الخطيرة التي لا أساس لها من جانب إميلي روسود في مقابلات إعلامية، ينفي برشلونة بشكل قاطع، وجود أي عمل يمكن وصفه بالفساد، نحتفظ بحق تقديم الإجراءات القضائية على ذلك".
وأضاف البيان: "في هذا الصدد، تخضع حالياً خدمات التواصل الاجتماعي لتحقيق مستقل لا يزال جارياً؛ ومن ثم لا توجد أي استنتاجات، لا سيما أن النادي سهَّل للشركة جميع المعلومات والوسائل التي تطلبها منذ بداية العملية".
وتابع: "بخصوص استقالات أعضاء المجلس التي تم الإعلان عنها في الساعات الأخيرة، فإنها نتجت عن تعديل أجراه الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو هذا الأسبوع، وسيتم الانتهاء منه في الأيام القادمة".
واختتم البيان قائلاً: "يهدف التعديل إلى إعادة تشكيل مجلس الإدارة؛ لضمان تنفيذ التدابير اللازمة في الفترة المقبلة والتي تستهدف التحضير لمستقبل النادي، والتغلب على عواقب الأزمة الصحية التي نعيشها، وإنهاء برنامج الإدارة الذي بدأ في عام 2010 والخطة الاستراتيجية التي تمت الموافقة عليها في عام 2015".
ويدرس مجلس إدارة برشلونة مقاضاة إميلي روسود، حيث ينوي التحرك قضائياً بعدما وجَّه اتهامات خطيرة إلى مجلس إدارة النادي الكتالوني، ويؤيد القطاع الأكبر من مجلس إدارة برشلونة ذلك القرار.