ربما عندما تستمع إلى اسم النجم البرتغالي الكبير لويس فيغو، تتذكر بعض مسيرته الكروية العظيمة وأهدافه ولوحاته الفنية الرائعة، وأيضاً فوزه بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم عام 2001، وسط وجود عمالقة من اللاعبين في ذلك الوقت، لكن الحدث الأبرز الذي سيأتي إلى ذهنك عقب ذلك مباشرة، هو خيانته الشهيرة لنادي برشلونة وانتقاله إلى غريمه التقليدي ريال مدريد في أغلى صفقة بالعالم حينها، وأكثر صفقة شهدت ضجة ومناوشات في العصر الحديث بالكرة الأوروبية ربما.
لويس فيغو أحد أمهر وأهم اللاعبين في وسط الملعب ومركز الجناح، ويطلق عليه البرتغاليون اللاعب الأعظم في تاريخ البرتغال عقب الأسطورة أوزيبيو، وذلك قبل أن يأتي كريستيانو رونالدو ويحطم تلك الأرقام القياسية كافة لصالحه.
بدأ الدولي البرتغالي السابق مسيرته الكروية في نادي سبورتنغ لشبونة في الفترة من 1984-1989، أحرز خلالها 20 هدفاً فقط من 169 مشاركة بجميع المسابقات.
ثم خطوته الأبرز التي أعطته أغلب شهرته باحترافه في صفوف برشلونة الإسباني عام 1995 وحتى عام 2000، وتغنى الجمهور الكتالوني باسمه في ملعب "كامب نو"، قبل أن يصب غضبه عليه عام 2000، بعد رحيله إلى الغريم التقليدي، ريال مدريد، شارك فيغو في 249 مباراة بقميص البلوغرانا، أحرز خلالها 45 هدفاً في جميع المسابقات.
وأفصح فيغو خلال حوار صحفي شهير، عن سبب تلك الخيانة كما أطلق عليها جماهير برشلونة عند انتقاله إلى الميرينغي: "حين تقوم بتغيير، دائماً ما تفكر في أنه سيكون الأفضل، أول تغيير منطقي. لقد كان تغييراً من أجل التحسن في جميع النواحي، المادية والشهرة وكذلك الألقاب".
وشهد ملعب سانتياغو برنابيو تألق النجم البرتغالي السابق في الفترة من 2000 إلى 2005، سجَّل خلالها 57 هدفاً من 239 مشاركة في جميع المسابقات، وهو يعدُّ من اللاعبين القلائل الذين لعبوا للغريمين الإسبانيين؛ بل سجل ذهاباً في ريال مدريد، وإياباً في برشلونة في موسم 2000-2001، وهو العام نفسه الذي حصل فيه على جائزة أفضل لاعب أوروبي، وأفضل لاعب بالعالم في 2001.
بعد وداع ريال مدريد، انتقل فيغو إلى صفوف إنتر ميلان الإيطالي عام 2005 واستمر حتى 2009، ولم يتألق بالشكل الذي عهدته الجماهير الإيطالية كما كان عليه في صفوف الناديين الإسبانيين، فقد أحرز 11 هدفاً فقط من 132 مشاركة، وهي نسبة ضئيلة جداً، مقارنة بما كان عليه في السابق.
ثم اعتزل فيغو كرة القدم عند انتهاء موسم 2008-2009 وآخر مباراة له مع الموسم كانت مع الإنتر ضد أتالانتا التي فاز بها الأول 4-3، والتي أبدع فيها فيغو وكان متسبباً في الهدف الأول الذي سجَّله اللاعب الغاني سولي مونتاري.
أما على المستوى الدولي، فانضم فيغو للمنتخب البرتغالي في عام 1991، واستمر حتى 2006، شارك خلالها في 127 مباراة، محرزاً 33 هدفاً، في حين لم يحرز أياً من الألقاب مع المنتخب الأول طوال مسيرته الكروية، وكان شاهداً على أكبر صدمة للبرتغال في كرة القدم، عندما خسر لقب اليورو 2004 في النهائي على أرضه أمام اليونان المفاجأة حينها بهدف دون رد، وكان من نجوم تلك البطولة ولكنه اكتفى بالميدالية الفضية.
كما حقق عدة بطولات مهمة طوال مسيرته العظيمة والمليئة بالإنجازات، ولعل أبرزها الفوز بكأس البرتغال عام 1995 مع سبورتنغ لشبونة، ثم الدوري الإسباني مع برشلونة أعوام 97-98/ 98-99، وكأس إسبانيا عام 1996، وكأس الكؤوس الأوروبية وكأس السوبر الأوروبي للعام نفسه 1997.
ثم ألقاب الدوري الإسباني مع ريال مدريد أعوام 2000-2001، 2002-2003، وكذلك كأس السوبر الإسباني أعوام 2001-2003، ودوري أبطال أوروبا عام 2002، وأيضاً كأس السوبر الأوروبي وكأس الإنتر كونتيننتال بالعام نفسه 2002.
في حين حقق بآخر محطاته مع الإنتر، ألقاب الدوري الإيطالي أعوام 2005-2006، 2006-2007، 2007-2008، 2008-2009، وكأس إيطاليا 2006، وكأس السوبر الإيطالي 2005 – 2006- 2008.
وكان له نصيب واسع مع الإنجازات والألقاب الفردية في عالم كرة القدم، كان أبرزها جائزة الكرة الذهبية عام 2000، وأفضل لاعب في العالم وأوروبا عام 2001، وأيضاً دخل في تشكيلة منتخب العالم عام 2006 بمونديال ألمانيا، وكذلك منتخب أوروبا نسختي 2000-2004.