بينما كشفت تقارير صحفية فرنسية حديثة أنَّ حلم رحيل البرازيلي نيمار وزميله الفرنسي كيليان مبابي عن نادي باريس سان جيرمان، بات شبه مستحيل، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي فرضها توقف النشاط الرياضي، من جراء تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19″، واجه النجم البرازيلي المدلل انتقادات عنيفة مجدداً من أسطورتين في عالم كرة القدم.
وانتقد فيسنتي ديل بوسكي، مدرب ريال مدريد ومنتخب إسبانيا السابق، نيمار في تصريحات نشرتها صحيفة Mundo Deportivo الكتالونية، قائلا إن البرازيلي واحد من أفضل 5 لاعبين في العالم بكل تأكيد، لكنه
على أرض الملعب، يحاول خداع الحكام، ويلعب بشكل استعراضي دون النظر لمصلحة الفريق، كما أن "طريقة رحيله عن برشلونة كانت سيئة للغاية، بالتأكيد لا أعتبره نموذجاً يحتذى للاعبين الشباب".
كما تحدث النجم البرازيلي السابق زيكو، للصحيفة نفسها عن نيمار، قائلاً إنه لاعب كبير فنياً ومهارياً، لكنه يحتاج أن يكون أكثر احترافية في سلوكه داخل الملعب وخارجه.
واشتهر نيمار بسلوكه غير المسؤول، خصوصاً منذ انتقاله إلى صفوف باريس سان جيرمان صيف عام 2017، في صفقة جعلته أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم حتى الآن، حيث بلغ مقابل انتقاله 222 مليون يورو، كانت تمثل قيمة الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة، ورحل اللاعب قبل أسابيع قليلة من بداية الموسم دون رغبة برشلونة، مستفيداً من تفعيل بند الشرط الجزائي.
في غضون ذلك كشفت صحيفة L'EQUIPE الرياضية الفرنسية، أن الأزمة الصحية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد تغلق الباب أمام رحيل نجمي هجوم باريس سان جيرمان، الفرنسي كليان مبابي والبرازيلي نيمار، عن نادي العاصمة الفرنسية.
و أرجعت الصحيفة في تقريرها، صعوبة تخلي باريس سان جيرمان عن الثنائي أو أحدهما إلى التبعات الاقتصادية للوباء التي ستجبر النادي على عدم إبرام صفقات ضخمة خلال الأشهر القادمة، في الوقت الذي يمكن أن تساعد فيه إدارة النادي على "ضبط قواعد اللعب المالي النظيف"، ما سيمنحها فرصاً أكثر لتحقيق استقرار الحسابات المالية للنادي التي لم تشهد استقراراً في السنوات الماضية، بسبب التعاقدات مرتفعة القيمة.
وفي حالة مبابي، فإن بي إس جي يصر على كون اللاعب أولوية بالنسبة له، وأنه لن يقبل بأي عرض للاستغناء عن خدماته، مهما كان، رغم المساعي المستمرة من ريال مدريد أكثر الأندية الراغبة في ضمه.
ويرغب باريس، الذي اشترى مبابي في 2017 قادماً من موناكو بـ180 مليون يورو، في أن يصبح المهاجم صاحب الـ21 عاماً، العمود الأساسي الذي سيبني عليه بقية الفريق للسنوات القادمة.
وفي حال أكمل مبابي موسماً آخر مع بي إس جي، سيتبقى على عقده عامان معه، ما سيطرح مفاوضات التجديد في الموسم القادم، وهو ما ينذر بمواجهات بين الطرفين، في حال أصر اللاعب على عدم التجديد رغبةً منه في تغيير الأجواء، حسبما أبدى في وقت سابق.
بالنسبة لنيمار، فإن المشكلات الاقتصادية في برشلونة، ناديه السابق، ستجعل من الصعب عليه شراءه؛ ومن ثم لن يكون أمامه سوى البقاء في فرنسا، رغم أنه في حال إكماله الموسم القادم مع باريس سيكون قد لعب أربعة مواسم بصفوفه، وأمامه موسمان فقط في عقده، وهو ما يمنحه الحق بالرحيل مقابل 180 مليون يورو، وفقاً للصحيفة.
وكان النادي يتوقع في الميزانية التي وضعها لموسم 2019-2020، أن يبلغ رقم أعماله 1047 مليار يورو. لكن الواقع الذي فرضه "كوفيد-19″، قلب الأمور رأساً على عقب، وأوقف الدوري المحلي مع تبقي 11 مرحلة على نهايته.
وأقر رئيسه، جوسيب ماريا بارتوميو، بأنه "من الواضح أننا لن نتمكن من تحقيق 1050 مليار يورو من الإيرادات".
وعلى رغم الاتفاق على خفض رواتب لاعبي البارسا التي تعتبر من الأعلى في العالم، طرحت الصحافة الإسبانية احتمال أن تتخطى خسائر برشلونة عتبة 130 مليون يورو إذا لم يُختتم الدوري ومسابقة دوري أبطال أوروبا، بينها 48 مليون يورو كإيرادات بيع تذاكر المباريات وزيارة متحف ملعب "كامب نو"، ونحو 84 مليون يورو من حقوق النقل التلفزيوني.
وستكون قيمة نيمار بهذا الشكل أقل من صفقة انتقاله لباريس بواقع 222 مليون يورو في 2017 وكانت قيمة الشرط الجزائي في عقده مع البارسا، لكنه بعد نهاية الموسم القادم سيصبح عمره 29 عاماً، وهو ما سيجعل من الصعب على أي نادٍ أن يقْدم على دفع هذه القيمة لشرائه.