"إنه مهاجم عصري ممتع" هكذا لخص السير أليكس فيرغسون المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد، المهاجم الهولندي الرائع رود فان نيستلروي، صاحب إنجاز استثنائي كونه أول لاعب بالتاريخ ينجح في الفوز بلقب الهداف لثلاثة من الدوريات الأوروبية الكبيرة، كما يعد هداف العقد الأول من الألفية الجديدة، ولكن علاقته بالإعلام كانت سيئة ولم يعطه حقه كاملاً فيما بعد بالقياس بقدراته ومسيرته العظيمة.
ففي الدوريات الأوروبية الكبرى، تستطيع الفوز بلقب هداف الدوري ويكون إنجازاً كبيراً لك، في عالم الساحرة المستديرة، فما بالك بأن تكون هداف لثلاثة دوريات كبرى وأيضاً قدوة ومثلاً أعلى لكافة مهاجمي العالم فيما بعد، هذا ما فعله المهاجم الهولندي الفنان.
والذي لمع صيته مع بداية الفترة الذهبية للبريميرليغ في انطلاقة الألفية الجديدة، اشتهر بلمساته الفنية العالية، والقدرة على إنهاء الهجمات بشكل ممتع، ولا يرحم المدافعين أو الحراس نهائياً، تمكن من كتابة تاريخ له ولمسيرة كروية كبيرة وعظيمة، حقق خلالها بطولات عدة، جعلته واحداً من أفضل ما أنجبتهم القارة العجوز بمركزه على الإطلاق.
بدأ فان نيستلروي مسيرته الرياضية مع نادي دين بوستش وبقي هناك من سنة 1993-1997، ثم انتقل إلى نادي هيرنفين في هولندا أيضاً وأمضى معه موسماً واحداً، ثم اشتراه نادي بي إس في آيندهوفن، وبقي يلعب هناك حتى عام 2001.
وارتدى بعد ذلك نيستلروي القميص الأحمر الشهير لنادي مانشستر يونايتد، الذي أصبح معروفاً فيه وحقق عديداً من الإنجازات والأهداف وبات المهاجم الأهم في الفريق طوال تلك الفترة.
قبل أن ينتقل بعدها ليلعب في الدوري الإسباني مع ريال مدريد والارتقاء خطوة أخرى في مسيرته، وساهم في إحراز لقب الليغا موسمي 2006-2007 و 2007-2008، واستطاع تحقيق لقب "البيتشيشي"، وهو اللقب الذي يُمنح لهداف الدوري الإسباني، حيث استطاع تسجيل 25 هدفاً في 38 مباراة.
ويعتبر الرود كما يحلو لمحبيه تسميته، أول لاعب يحقق لقب الهداف في 3 دول مختلفة، حيث استطاع تحقيقها في هولندا، مع نادي بي إس في آيندهوفن، ثم في إنجلترا مع مانشستر يونايتد وأخيراً في إسبانيا مع ريال مدريد.
وقرر في صيف عام 2008 اعتزال اللعب على المستوى الدولي بعد نهاية بطولة الأم الأوروبية حينها والتي خرج منها الطواحين من الدور الأول بشكل مخزٍ، لكنه عاد للمنتخب الهولندي مجدداً في صيف 2010 عندما احتاجه المنتخب بتلك الفترة في تصفيات يورو 2012.
وبعد تجربته مع الريال خاض عدة تجارب جيدة مع أندية أقل، مثل هامبورغ الألماني، ثم فترة جيدة جداً مع نادي مالاغا الإسباني مع المدرب مانويل بيليغريني، قاده خلالها للحصول على المركز الرابع والوصول إلى دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي.
قبل أن يقرر في شهر مايو/أيار من عام 2012، اعتزال لعب كرة القدم نهائياً، تاركاً خلفه مسيرة عظيمة مليئة بالإنجازات لأحد أكثر المهاجمين إمتاعاً للجماهير بكرة القدم في العصر الحديث.
يُذكر أن فان نيستلروي أفضل هداف لكرة القدم في العقد الأول من الألفية الجديدة من 2000-2010، كما أنه واحد من أفضل 5 لاعبين تهديفياً في تاريخ البطولات الأوروبية أجمع.