يبدو أن التوقف التام لكل الأنشطة الرياضية في الأسابيع الماضية بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" لن يكون الأثر السلبي الوحيد على عالم الرياضة، حيث تزداد التوقعات بأن يستمر ازدهار عالم الرياضة الافتراضية، في ضوء ما تشهده من إقبال لافت، يتجاوز في بعض الأحيان الإقبال الذي تشهده في العالم الواقعي، ويعني ذلك بالنسبة للمنظمين عوائد إعلانية ضخمة من البث على الإنترنت.
وكان سباق جائزة إيطاليا الكبرى للدراجات النارية الذي يستقطب تقريباً قرابة 200 ألف مشجع خلال سباق عطلة نهاية الأسبوع على حلبة موجيلو الشهيرة، أبرز دليل على أن العالم الافتراضي قادر إلى حد كبير على استقطاب الجمهور، وذلك بعد أن تجاوز عدد متابعي سباق الأحد الافتراضي الذي روج له كـ "جائزة البقاء في المنزل"، العدد المتوقع للسباق الفعلي.
وحل الإسباني مارك ماركيز (هوندا) حامل لقب فئة موتو جي بي في المركز الخامس من على كنبته في المنزل، في وقت كان الفوز من نصيب شقيقه الأصغر وزميله الجديد أليكس الذي تساءل مازحاً "هل تحتسب النقاط لبطولة العالم" الفعلية التي لم تشهد أي سباق بعد إلغاء جائزة قطر الافتتاحية وإرجاء السباقات التي تلته على الروزنامة، مع تحديد جائزة فرنسا الكبرى كموعد جديد مبدئي لبدء البطولة في 17 مايو/أيار.
ومن خلال العالم الافتراضي، عاد أسطورة الملاكمة الأمريكي محمد علي الذي توفي في عام 2016، من بين الأموات وفاز على سوني ليستون مرة أخرى يوم الجمعة الماضي السابع والعشرين من مارس/آذار في مباراة افتراضية تابعها 35 ألف مشاهد على موقع "يوتيوب".
وسيلتقي علي الآن مع المعتزل مايك تايسون بعد أن تغلب الأخير السبت على الأسطورة جورج فورمان.
ويُتوقع أن يحذو الملايين من المعجبين حذو نجومهم من خلال تنزيل التطبيق الخاص، وبالطبع مقابل بدل مالي.
ومع انضمام نجوم الرياضة العالمية في كافة المجالات إلى قرابة ثلاثة مليارات نسمة في الحجر الصحي، كافح مسؤولو رياضات مثل سباقات الخيول، الملاكمة، الدراجات الهوائية، كرة القدم ورياضة المحركات، من أجل المحافظة على القاعدة الجماهيرية لرياضاتهم في محاولة منهم لتأمين إيرادات في ظل توقف النشاطات الفعلية.
ومع إغلاق تام للملاعب وتأجيل فعاليات مثل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو وكأس أوروبا لكرة القدم 2020، يحقق المنظمون عائدات من الإعلانات من خلال بث الرياضات الافتراضية على منصات مثل "يوتيوب" و "فيسبوك" و "تويتش"، أو حتى من خلال بثها على منصات التلفزيون التقليدية.
ولجأ المنظمون إلى البث التدفقي المباشر من أجل الوصول إلى القواعد الجماهيرية المحرومة من الفعاليات الحقيقية، مانحين إياهم فرصة لا تتحقق في العالم الحقيقي، وهي مواجهة نجومهم المفضلين عبر الألعاب الإلكترونية.
لكن هناك من يرفض أن يكون طرفاً في هذا العالم الافتراضي، على غرار الإيطالي المخضرم فالنتينو روسي بطل العالم سبع مرات في فئة موتو جي بي، الذي يفتقد تشجيع أهل بريشيا وبيرغامو، "أولئك الذين يهتفون لي في العادة"، وهما من المدن الموبوءة بفيروس كورونا.
وأقنع القائمون على سباقات الفورمولا 1 بعضاً من السائقين أيضاً بالسير على خطى نظرائهم في بطولة العالم للدراجات النارية، وخوض جائزة البحرين الكبرى افتراضياً بعد أن أرجىء السباق الذي كان مقرراً في 22 مارس/آذار على خلفية فيروس كورونا، كما حال سباقات أذربيجان، الصين، هولندا، إسبانيا وفيتنام، فيما ألغي السباق الافتتاحي في أستراليا وسباق موناكو.
وبحسب الروزنامة المبدئية، من المفترض أن ينطلق الموسم الجديد في 14 يونيو/حزيران عوضاً عن 15 مارس/آذار من حلبة جيل فيلنوف الكندية.
وفي بلد عاشق لسباقات الأحصنة، تُحبس أنفاس البريطانيين كل عام ترقباً للسباق الوطني الكبير "غراند ناشيونال"، لكن مع الإغلاق الذي سببه فيروس كورونا، ستعرض قناة "أي تي في" سباقاً افتراضياً في الرابع من أبريل/نيسان.
يمكن للسباق الحقيقي أن يكون خطيراً مع احتمال إصابة الخيول والفرسان جراء السقوط، لكنه يدر الملايين على مكاتب المراهنات التي أبقت على أعمالها، لكن هذه المرة بمراهنات عبر الإنترنت للسباق الذي سيشارك فيه 40 متنافساً.
وكما الحال في الملاكمة، سيكون هناك أيضاً سباق الأبطال الذي يضع الحصان الراحل ريد لام الذي فاز بالسباق الكبير ثلاث مرات في السبعينيات، ضد حامل اللقب الحالي تايغر رول.
ومن جهتها، شهدت لعبة البيسبول دورة ألعاب فيديو لأربعة لاعبين يوم الجمعة. وعلى رغم بعض المشاكل الفنية، ذهب الفوز في نهاية المطاف للاعب سينسيناتي ريدز أمير غاريت الذي لعب من منزله وهو يرتدي زي فريقه.
وبالنسبة لغاريت "الفوز هو فوز"، لكنه استطرد "عليك أن تدرك أنها لعبة فيديو".