أثار الاختفاء المريب للنجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، منذ توقف البطولات الكروية في العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، كثيراً من التساؤلات في الشارع الرياضي المصري، الذي لم يعتد على غياب الفرعون عن المحن التي تواجه الشعب المصري منذ بزوغ نجمه.
واختفى لاعب ليفربول عن الأنظار تماماً منذ العاشر من مارس/آذار الحالي، وهو اليوم الذي سبق مباراة الإياب التي جمعت ليفربول مع أتلتيكو مدريد الإسباني في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، والتي أقيمت على ملعب الأنفيلد، في الحادي عشر من الشهر نفسه، وانتهت لصالح الروخي بلانكوس بنتيجة 3-2، ليقصي حامل لقب البطولة الأوروبية وينهي سلسلة اللاهزيمة على ملعب الأنفيلد.
ومنذ الظهور الأخير لم يشارك صلاح في أي نشاط مثل باقي نجوم اللعبة في العالم وحتى في مصر، الذين شارك أغلبهم بفيديوهات عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة في حملات توعية الجماهير للبقاء في منازلهم.
وبعد أن كان النجم الجزائري رياض محرز يشارك صلاح في الاختفاء المريب، ظهر نجم مانشستر سيتي قبل يومين بفيديو نشره على حسابه في تويتر، في العشرين من مارس/آذار، لتوعية الجزائريين بأهمية اتباع تعليمات السلطات الصحية والبقاء في منازلهم.
وأثار غياب صلاح استغراب الملايين في مصر، وتساءلوا عما إذا كان هذا الغياب غير المعتاد يعود إلى أن ما أُشيع قبل أسبوع تقريباً عن إصابة صلاح بفيروس كورونا صحيح، رغم أن وكيل أعمال اللاعب خرج لينفي الخبر، مؤكداً أنها شائعة سخيفة وغير مسؤولة ممن أطلقها.
وذهب آخرون إلى أن صلاح ليس مريضاً كما يُشاع، لكنه لا يزال غاضباً من المصريين، على خلفية استمرار أزمته مع المسؤولين عن الكرة، الممتدة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، حين ضاع صوت مصر على صلاح في استفتاء الفيفا لأفضل لاعب في العالم، بسبب كتابة الأسماء بالحروف الكبيرة (Capital letters)، في حين كان يجب كتابتها بالحروف العادية.
وقال مدرب سابق للاعب في نادي المقاولون العرب لـ"عربي بوست"، لا يزال على علاقة غير منتظمة مع صلاح، إن نجم ليفربول غاضب من المصريين بسبب موقفهم منه في الفترة الأخيرة، وتراجع شعبيته عما كانت عليه في بداية انتقاله لليفربول.
وهناك من يرى أن صلاح يعاقب المصريين على انحيازهم لزميله في ليفربول، السنغالي ساديو ماني، خلال تنافس الاثنين على الفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا، التي حسمها السنغالي لصالحه في النهاية، وسافر لتسلم الجائزة في الحفل الذي أقيم في مصر، بينما غاب صلاح عن الحفل، وخصص وقته للسخرية من فوز اتحاد كرة القدم المصري بجائزة أفضل اتحاد محلي في القارة السمراء.
لكن وسائل إعلام مصرية ذكرت إن اختفاء محمد صلاح ، وعدم مشاركته وتفاعله في حملة تحدي الخير لمواجهة فيروس كورونا، التي شارك فيه العديد من المحترفين ولاعبي الأهلي والزمالك، واللاعبين السابقين، إلى جانب عدد من الفنانين، إلى أنه يرتب لحملة إعلانية كبرى لمواجهة هذا الوباء.
وفسره آخرون بأن محمد صلاح لا يرغب في الإعلان عن أعماله الخيرية بعدما تم التركيز عليها بكثرة في السنوات الأخيرة.
في غضون ذلك، تلقّى الفرعون المصري ضربةً من دون هاتشيسون، أحد نجوم الريدز في تسعينيات القرن الماضي، الذي طالب المدرب الألماني لليفربول يورغن كلوب بمبادلة محمد صلاح مع الدولي الإنجليزي غادون سانشو، لاعب بروسيا دورتموند الألماني.
ونقلت صحيفة Mirror اليومية البريطانية عن هاتشيسون قوله إنه يشاهد صلاح أسبوعياً في مباريات ليفربول، ومعجب بمعدل تهديفه العالي منذ انضمامه للريدز، لكن المشكلة أن الدولي المصري يقوم بالكثير من أساسيات كرة القدم بشكل خاطئ.
وفي تفسير إضافي لما يعنيه بكلامه قال هاتشيسون "لا يمكنه تمرير الكرة لمسافة 5 أمتار، ولكنه بدلاً من ذلك يسعى دائماً لتمرير الكرة من بين قدمي المنافس أياً كان المكان الذي يقف فيه في الملعب، دون أن يتوقف عند ما إذا كان المكان يسمح للعب الاستعراضي أم لا".
وأضاف: "لا أشُك نهائياً في أن المدرب يورغن كلوب ومساعديه يقومون بما لديهم من جهد لتدريبه على فعل الأشياء بشكل صحيح، لكنه مع ذلك يفعل الأشياء الأساسية بشكل سيئ حقاً".